المراسل الإخباري
04-01-2023, 04:24
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ربما يكون حضور رمضان في الرواية العربية هو الأغزر على مستوى الأعمال السردية، وهو حضور متنوع ومتباين، غير أننا رأيناه شحيحاً في العناوين، غزيراً في المتن، ومن هنا فإنني لم أقف على من خصّ رمضان بعنوان صريح لروايته، إلا على نحو نادر جداً، أو لا يكاد يذكر، وهو ما يعني أن رمضان بوصفه عنواناً لم يكن حاضراً في أغلب الأعمال السردية التي تنتمي إلى جنس الرواية، وإن حضر متناً.
فأما الرواية التي تصوّر مضان، وتوظفه ضمن نسيجها السردي، ونظامها الحكائي، فمتوافرة النماذج، ولعل من ذلك مثلاً ما جاء في رواية (خان الخليلي) لنجيب محفوظ، حيث يقول: «واقترب رمضان، فلم يعد يفصل بين هلاله وبين الطلوع سوى أيام قلائل، ولكن رمضان لا يأتي على غرة أبداً، وتسبقه عادة أهبة تليق بمكانته المقدسة، ولم تغفل أم أحمد عن ذلك، وكانت في الواقع المسؤولة الأولى عن جلال الشهر وجماله..».
وقد يأتي الاهتمام الروائي بسرد رمضان من أول الرواية، كما نجد عند إحسان عبد القدوس في روايته (في بيتنا رجل) حين افتتح الرواية قائلاً: «أحد أيام شهر رمضان، والساعة الخامسة مساءً قبل الإفطار بساعة ونصف، وكان راقداً في فراشه بإحدى غرف مستشفى القصر العيني..»، ويمضي في الرواية الحديث عن رمضان كما في قوله: «وأطلت نوال من الباب، لم يعد باقياً على موعد الإفطار سوى نصف ساعة (...) كان إفطاراً صامتاً حزيناً (...) وكان إفطاراً سريعاً..»، ومن اللافت للانتباه أن نجد في هذه الرواية أيضاً إشارة إلى ليلة القدر، يقول: «إنه في ليلة القدر من رمضان زارتها أمونة ساحبة بيدها صغيرتها إحسان ذات الأربعة أعوام، وعندما جلستا في (الفراندة) عقب الإفطار قالت لها عين برجاء: تجنبي ما يسبب لي الكدر..».
وفي رواية (بين القصرين) لنجيب محفوظ أيضاً نجد حضوراً لبعض أطباق رمضان كقوله: «تتحلّب الأفواه لألوان الطعام الشهية التي تقدمها موسماً بعد موسم، كخشاف رمضان وقطائفه..»، وفي الرواية ذاتها يستعرض بعض ما تفعله الشخصيات من ذكريات هذا الشهر الفضيل، فيقول: «وإني أصوم رمضان كله، وأما هي فتصوم يوماً أو يومين، ثم تتظاهر بالصوم على حين تنسل خفية إلى المخزن، فتملأ بطنها بالنقل حتى إذا أطلق مدفع الإفطار هرعت إلى المائدة قبل الصائمين..».
ويظهر أن نجيب محفوظ أكثر الروائيين العرب استعراضاً لرمضان وذكرياته، بل إن تعرضه له جاء في ثلاثيته التي فاز بها (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)، يقول مثلاً في روايته (قصر الشوق): «بالرغم من هذا فإن احتفالكم بشهر رمضان يفوق كل وصف، أنوار تضاء، قرآن يُتلى (...) كان دعائي لها أمتع ما في الصلاة، وليالي هذا القصر أسعد ما في رمضان».
وفي روايته (السكرية) نجد هذه النصوص مثلاً: «فهي تواظب على الصلاة، وتصوم رمضان مذ بلغت العاشرة (...) كان آخر العهد به سهرة من ليالي رمضان (...) وأمس جر الحديث إلى ذكر ليالي رمضان فبادرت تحدث عن سرية سيدي في رمضان منذ ساعة استيقاظه في الضحى حتى حين عودته إلينا عند السحور..».
وإذا ابتعدنا عن نجيب محفوظ فإننا بإزاء روايات أخرى تطرقت لرمضان في متنها الروائي، كما في: (مد الموج) لمحمد جبريل، و(الرهينة) لزيد مطيع دمّاج، و(سيرة حمى) لخالد اليوسف، وغيرها.
http://www.alriyadh.com/2005439]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
فأما الرواية التي تصوّر مضان، وتوظفه ضمن نسيجها السردي، ونظامها الحكائي، فمتوافرة النماذج، ولعل من ذلك مثلاً ما جاء في رواية (خان الخليلي) لنجيب محفوظ، حيث يقول: «واقترب رمضان، فلم يعد يفصل بين هلاله وبين الطلوع سوى أيام قلائل، ولكن رمضان لا يأتي على غرة أبداً، وتسبقه عادة أهبة تليق بمكانته المقدسة، ولم تغفل أم أحمد عن ذلك، وكانت في الواقع المسؤولة الأولى عن جلال الشهر وجماله..».
وقد يأتي الاهتمام الروائي بسرد رمضان من أول الرواية، كما نجد عند إحسان عبد القدوس في روايته (في بيتنا رجل) حين افتتح الرواية قائلاً: «أحد أيام شهر رمضان، والساعة الخامسة مساءً قبل الإفطار بساعة ونصف، وكان راقداً في فراشه بإحدى غرف مستشفى القصر العيني..»، ويمضي في الرواية الحديث عن رمضان كما في قوله: «وأطلت نوال من الباب، لم يعد باقياً على موعد الإفطار سوى نصف ساعة (...) كان إفطاراً صامتاً حزيناً (...) وكان إفطاراً سريعاً..»، ومن اللافت للانتباه أن نجد في هذه الرواية أيضاً إشارة إلى ليلة القدر، يقول: «إنه في ليلة القدر من رمضان زارتها أمونة ساحبة بيدها صغيرتها إحسان ذات الأربعة أعوام، وعندما جلستا في (الفراندة) عقب الإفطار قالت لها عين برجاء: تجنبي ما يسبب لي الكدر..».
وفي رواية (بين القصرين) لنجيب محفوظ أيضاً نجد حضوراً لبعض أطباق رمضان كقوله: «تتحلّب الأفواه لألوان الطعام الشهية التي تقدمها موسماً بعد موسم، كخشاف رمضان وقطائفه..»، وفي الرواية ذاتها يستعرض بعض ما تفعله الشخصيات من ذكريات هذا الشهر الفضيل، فيقول: «وإني أصوم رمضان كله، وأما هي فتصوم يوماً أو يومين، ثم تتظاهر بالصوم على حين تنسل خفية إلى المخزن، فتملأ بطنها بالنقل حتى إذا أطلق مدفع الإفطار هرعت إلى المائدة قبل الصائمين..».
ويظهر أن نجيب محفوظ أكثر الروائيين العرب استعراضاً لرمضان وذكرياته، بل إن تعرضه له جاء في ثلاثيته التي فاز بها (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)، يقول مثلاً في روايته (قصر الشوق): «بالرغم من هذا فإن احتفالكم بشهر رمضان يفوق كل وصف، أنوار تضاء، قرآن يُتلى (...) كان دعائي لها أمتع ما في الصلاة، وليالي هذا القصر أسعد ما في رمضان».
وفي روايته (السكرية) نجد هذه النصوص مثلاً: «فهي تواظب على الصلاة، وتصوم رمضان مذ بلغت العاشرة (...) كان آخر العهد به سهرة من ليالي رمضان (...) وأمس جر الحديث إلى ذكر ليالي رمضان فبادرت تحدث عن سرية سيدي في رمضان منذ ساعة استيقاظه في الضحى حتى حين عودته إلينا عند السحور..».
وإذا ابتعدنا عن نجيب محفوظ فإننا بإزاء روايات أخرى تطرقت لرمضان في متنها الروائي، كما في: (مد الموج) لمحمد جبريل، و(الرهينة) لزيد مطيع دمّاج، و(سيرة حمى) لخالد اليوسف، وغيرها.
http://www.alriyadh.com/2005439]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]