المراسل الإخباري
04-03-2023, 04:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المسار السياسي الذي تحاول دول العالم الساعية إلى الاستقرار اعتناقه، هو مسار البحث عن الحلول الجذرية لمشكلات العالم والاستقرار الدولي ومنح العالم الفرصة للاستقرار، أما فلسفة التحيزات للغرب أو الشرق فلم تعد معادلة متوازنة أو حتى مقبولة نظرياً..
أقرت المملكة العربية السعودية -عبر مجلس الوزراء- انضمامها إلى منظمة شانغهاي، وبحسب وكالة الأنباء السعودية وافقت السعودية على صيغة مذكرة تمنح المملكة صفة شريك الحوار في منظمة شانغهاي للتعاون، ومنصب شريك للحوار تم إنشاؤه داخل أروقة المنظمة عام 2008، وشريك الحوار يعني أن دولة أو منظمة تتشارك أهدافها ومبادئها مع المنظمة ويكون لديها الرغبة في إقامة علاقات شراكة معها، فما هذه المنظمة؟
هذه المنظمة الدولية تأسست في يونيو 2001 في شانغهاي، بموجب اتفاق تم في البداية بين ست دول آسيوية، ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في سبتمبر 2003.. بعد انضمام دول جديدة إلى هذه المنظمة تغير شكلها الجيوستراتيجي، فبعد دخول أوزبكستان والهند وباكستان أصبحت هذه المنظمة تشكل الكتلة الأكبر سكانيا؛ حيث أصبحت تضم نصف سكان الكرة الأرضية، وأهداف المنظمة تسعى إلى تعزيز السياسات الداعمة لتأكيد حسن الجوار بين الدول الأعضاء في المنظمة ودعم التعاون بينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي عادل، والحقيقة أنه منذ تأسيس هذه المنظمة تمحورت أهدافها حول التعاون الأمني كإحدى المهام الرئيسة للمنظمة الحالية والمستقبلية، وتركز المنظمة على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات.
الخطوة السعودية نحو منظمة شانغهاي كشريك في الحوار خطوة طبيعية ومتوقعة، فالتوازنات الدولية خلال العقد الماضي تمت إعادة تشكيلها وكانت الصورة الأبرز تتمثل في نشاط كبير في طبقات النظام العالمي وقشرته السياسية، لذلك فإن ظهور السعودية في هذه المنظمة يعكس الأهمية الدولية والإقليمية للمملكة، فهي بلا شك تمتلك مفتاح الشرق الأوسط وعلاقاته الاستراتيجية.
الصين رحبت في هذه المنظمة بقرار السعودية الانضمام للمنظمة، ونقل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قوله: "إن بكين تهنئ المملكة العربية السعودية كونها أصبحت شريكاً في الحوار في منظمة شانغهاي للتعاون، وأعرب المتحدث عن استعداد الصين لتعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية في إطار منظمة شانغهاي للتعاون من أجل تقديم مساهمة أكبر في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وتعزيز التنمية المشتركة".
منظمة شانغهاي أيضاً توجد في أروقة المنظمات الدولية بخاصة هيئة الأمم المتحدة، وهذا ما يمنحها المزيد من القوة النظامية، ويمنحها المسار الذي يشجع الدول على الانضمام إليها، كما أن أهداف منظمة شانغهاي تتوافق نظرياً مع فلسفة البحث عن الاستقرار والأمن للمجتمع الدولي، والمملكة العربية السعودية اعتادت أن تكون جزءاً فعالاً في كل الاتجاهات الدولية الساعية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستوى الدولي، وهذه المنظمة بحجمها السكاني الهائل وبدولها المتعددة تشكل مساراً مهماً على المستوى الدولي.
سياسياً تعتبر هذه المنظمة كتلة حديثة من حيث نشأتها، فهي بالكاد تجاوزت عقدها الثاني منذ إنشائها في العام 2001م، ورغم قصر عمرها الزمني إلا أنها أصبحت تضم دولاً فاعلة على المستوى الدولي من الناحية السياسية والاقتصادية والجغرافية، وهذا ما أسهم في تعزيز الأسئلة الغربية حول هذه المنظمة، فالغرب وبخاصة الولايات المتحدة ترى في توسع هذه المنظمة فرصة للنفوذ الصيني وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهذه هي المعادلة الأصعب التي يواجهها الغرب في التعامل مع التطورات الدولية التي تنشأ خارج الغطاء الغربي وبخاصة في مجال السياسة الغربية تجاه العالم والشرق الأوسط تحديداً.
الظهور المناسب لهذه المنظمة على المستوى الدولي يعكس التحولات الجريئة التي تجري في طبقات النظام العالمي، ويعكس القلق الدولي من تحولات عالمية يمكنها أن تغير وجه العالم، لأن حالة الطقس السياسي الدولي لم تعد مستقرة، بل تتطلب ظهور تكتلات قادرة على إعادة التوازن وترتيب الأولويات السياسية والاقتصادية، العالم يشعر بالقلق وهذا طبيعي في ظل هذه الظروف القائمة، ولذلك تبحث الدول وبشكل عاجل عن التكتلات التي ترى فيها مساراً يهدف إلى إعادة الاستقرار وترسيخ الأمن، وهذا ما يفسر التزايد الكبير الذي حققته منظمة شانغهاي في أعداد المنتمين إليها من مؤسسين وشركاء حوار ومراقبين.
المسار السياسي الذي تحاول دول العالم الساعية إلى الاستقرار اعتناقه، هو مسار البحث عن الحلول الجذرية لمشكلات العالم والاستقرار الدولي ومنح العالم الفرصة للاستقرار، أما فلسفة التحيزات للغرب أو الشرق فلم تعد معادلة متوازنة أو حتى مقبولة نظرياً، فلم يعد العالم يتقبل فكرة كفتي الميزان -الشرق والغرب-، فالحالة الدولية تستدعي البحث عن مخارج الأمن والاستقرار وتعزيز الاقتصاد الدولي عبر الشراكات العابرة للمحيطات والبحار، لأن فكرة الاستقطاب الدولي أصبحت تشكل عائقاً جوهرياً أمام المبادرات الدولية المرتبطة بالاستقرار الدولي ومحاربة الإرهاب وتعزيز الاقتصاد العالمي.
http://www.alriyadh.com/2005691]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
المسار السياسي الذي تحاول دول العالم الساعية إلى الاستقرار اعتناقه، هو مسار البحث عن الحلول الجذرية لمشكلات العالم والاستقرار الدولي ومنح العالم الفرصة للاستقرار، أما فلسفة التحيزات للغرب أو الشرق فلم تعد معادلة متوازنة أو حتى مقبولة نظرياً..
أقرت المملكة العربية السعودية -عبر مجلس الوزراء- انضمامها إلى منظمة شانغهاي، وبحسب وكالة الأنباء السعودية وافقت السعودية على صيغة مذكرة تمنح المملكة صفة شريك الحوار في منظمة شانغهاي للتعاون، ومنصب شريك للحوار تم إنشاؤه داخل أروقة المنظمة عام 2008، وشريك الحوار يعني أن دولة أو منظمة تتشارك أهدافها ومبادئها مع المنظمة ويكون لديها الرغبة في إقامة علاقات شراكة معها، فما هذه المنظمة؟
هذه المنظمة الدولية تأسست في يونيو 2001 في شانغهاي، بموجب اتفاق تم في البداية بين ست دول آسيوية، ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في سبتمبر 2003.. بعد انضمام دول جديدة إلى هذه المنظمة تغير شكلها الجيوستراتيجي، فبعد دخول أوزبكستان والهند وباكستان أصبحت هذه المنظمة تشكل الكتلة الأكبر سكانيا؛ حيث أصبحت تضم نصف سكان الكرة الأرضية، وأهداف المنظمة تسعى إلى تعزيز السياسات الداعمة لتأكيد حسن الجوار بين الدول الأعضاء في المنظمة ودعم التعاون بينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي عادل، والحقيقة أنه منذ تأسيس هذه المنظمة تمحورت أهدافها حول التعاون الأمني كإحدى المهام الرئيسة للمنظمة الحالية والمستقبلية، وتركز المنظمة على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات.
الخطوة السعودية نحو منظمة شانغهاي كشريك في الحوار خطوة طبيعية ومتوقعة، فالتوازنات الدولية خلال العقد الماضي تمت إعادة تشكيلها وكانت الصورة الأبرز تتمثل في نشاط كبير في طبقات النظام العالمي وقشرته السياسية، لذلك فإن ظهور السعودية في هذه المنظمة يعكس الأهمية الدولية والإقليمية للمملكة، فهي بلا شك تمتلك مفتاح الشرق الأوسط وعلاقاته الاستراتيجية.
الصين رحبت في هذه المنظمة بقرار السعودية الانضمام للمنظمة، ونقل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قوله: "إن بكين تهنئ المملكة العربية السعودية كونها أصبحت شريكاً في الحوار في منظمة شانغهاي للتعاون، وأعرب المتحدث عن استعداد الصين لتعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية في إطار منظمة شانغهاي للتعاون من أجل تقديم مساهمة أكبر في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وتعزيز التنمية المشتركة".
منظمة شانغهاي أيضاً توجد في أروقة المنظمات الدولية بخاصة هيئة الأمم المتحدة، وهذا ما يمنحها المزيد من القوة النظامية، ويمنحها المسار الذي يشجع الدول على الانضمام إليها، كما أن أهداف منظمة شانغهاي تتوافق نظرياً مع فلسفة البحث عن الاستقرار والأمن للمجتمع الدولي، والمملكة العربية السعودية اعتادت أن تكون جزءاً فعالاً في كل الاتجاهات الدولية الساعية إلى تحقيق الأمن والاستقرار على المستوى الدولي، وهذه المنظمة بحجمها السكاني الهائل وبدولها المتعددة تشكل مساراً مهماً على المستوى الدولي.
سياسياً تعتبر هذه المنظمة كتلة حديثة من حيث نشأتها، فهي بالكاد تجاوزت عقدها الثاني منذ إنشائها في العام 2001م، ورغم قصر عمرها الزمني إلا أنها أصبحت تضم دولاً فاعلة على المستوى الدولي من الناحية السياسية والاقتصادية والجغرافية، وهذا ما أسهم في تعزيز الأسئلة الغربية حول هذه المنظمة، فالغرب وبخاصة الولايات المتحدة ترى في توسع هذه المنظمة فرصة للنفوذ الصيني وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهذه هي المعادلة الأصعب التي يواجهها الغرب في التعامل مع التطورات الدولية التي تنشأ خارج الغطاء الغربي وبخاصة في مجال السياسة الغربية تجاه العالم والشرق الأوسط تحديداً.
الظهور المناسب لهذه المنظمة على المستوى الدولي يعكس التحولات الجريئة التي تجري في طبقات النظام العالمي، ويعكس القلق الدولي من تحولات عالمية يمكنها أن تغير وجه العالم، لأن حالة الطقس السياسي الدولي لم تعد مستقرة، بل تتطلب ظهور تكتلات قادرة على إعادة التوازن وترتيب الأولويات السياسية والاقتصادية، العالم يشعر بالقلق وهذا طبيعي في ظل هذه الظروف القائمة، ولذلك تبحث الدول وبشكل عاجل عن التكتلات التي ترى فيها مساراً يهدف إلى إعادة الاستقرار وترسيخ الأمن، وهذا ما يفسر التزايد الكبير الذي حققته منظمة شانغهاي في أعداد المنتمين إليها من مؤسسين وشركاء حوار ومراقبين.
المسار السياسي الذي تحاول دول العالم الساعية إلى الاستقرار اعتناقه، هو مسار البحث عن الحلول الجذرية لمشكلات العالم والاستقرار الدولي ومنح العالم الفرصة للاستقرار، أما فلسفة التحيزات للغرب أو الشرق فلم تعد معادلة متوازنة أو حتى مقبولة نظرياً، فلم يعد العالم يتقبل فكرة كفتي الميزان -الشرق والغرب-، فالحالة الدولية تستدعي البحث عن مخارج الأمن والاستقرار وتعزيز الاقتصاد الدولي عبر الشراكات العابرة للمحيطات والبحار، لأن فكرة الاستقطاب الدولي أصبحت تشكل عائقاً جوهرياً أمام المبادرات الدولية المرتبطة بالاستقرار الدولي ومحاربة الإرهاب وتعزيز الاقتصاد العالمي.
http://www.alriyadh.com/2005691]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]