المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرؤية السعودية لليمن: خيار السلام والاستقرار



المراسل الإخباري
04-14-2023, 04:36
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
السياسية السعودية وبحسب توجهاتها المعلنة والرسمية ترغب بجدية في أن يظل الكيان اليمني كياناً موحداً ينعم بعملية سياسية يتجه نحو الاستقرار والأمن، فالمقومات السياسية التي يحظى بها اليمن تؤهله مستقبلاً أن يكون جزءاً من تكوينات هذه المنطقة تنموياً واقتصادياً..
هذه المرحلة التي يعيشها اليمن اليوم مهمة وحاسمة بالنسبة لمستقبله وشعبه، فمحادثات للسلام تشترك فيها أطراف مختلفة تتفق على أهداف من الواجب أن تصل في النهاية إلى تحقيق السلام وصناعة الاستقرار في هذا البلد الذي عانى الكثير ولأسباب متعددة، حيث تناوبت الحالة اليمنية بين الاستقرار وعدمه، الحالة اليمنية القائمة اليوم هي نتيجة طبيعية لحسابات سياسية بنت قواعدها عبر مراحل مختلفة من الأزمات ولذلك كانت النتيجة الطبيعية أن تُدخل اليمن في مسار مضطرب، حيث ظل اليمن في مراحل مختلفة قصة كبرى من العلاقات المعقدة والمتداخلة والتحولات المفاجئة والأحداث المثيرة للجدل، فعلى مدى عقود لعبت هذه المتغيرات دوراً بارزاً في حالة عدم الاستقرار والاتجاه نحو الحيرة في كثير من السلوك السياسي.
الحالة اليمنية تعكس آثارها على جيران اليمن وخاصة المملكة العربية السعودية التي تتشارك واليمن بحدود برية تقدر بألف وأربعمائة وسبعين كيلو متراً، وهذه المسافة الهائلة من الحدود شكلت أحد المؤشرات المهمة للسعودية من أجل المساهمة في دفع اليمن وبشكل دائم نحو الاستقرار، والتأكد من أن اليمن الذي يطل على ممرات مائية رئيسة في العالم بعيد عن تبنى عوامل عدم الاستقرار محلياً وإقليمياً عبر الجهود المباشرة والفهم العميق للحالة السياسية وتعقيداتها.
المملكة العربية السعودية هي أكثر دول المنطقة فهماً واستيعاباً للحالة اليمنية وتعقيداتها، وقد ساهمت السعودية عبر تاريخ طويل من العلاقات بدعم اليمن على جميع المستويات، فالجالية اليمنية بعائلاتها تعد من أكثر الجاليات العربية وجوداً في السعودية منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، والذاكرة اليمنية الحية تدرك هذا التاريخ، فالسعودية وبشكل مستمر تساهم ومنذ ما يقارب قرن من الزمان في تنمية اليمن واستقراره سواء عبر الفوائد التي تجنيها الجالية اليمنية من وجودها في السعودية أو عبر تلك المشروعات التنموية والمساعدات المباشرة وغير المباشرة التي ساهمت المملكة بها من أجل اليمن، هذا البعد التاريخي للعلاقات السعودية اليمنية يعكس تفرد السعودية بقدرتها على فهم الوضع اليمني، فهذا البلد الجار على رأس أولوياتها.
السؤال الاستراتيجي القائم حالياً يدور حول المستقبل الذي تسعى السعودية إلى بنائه مع هذه الدولة الجارة، فالسعودية تدرك أن الحروب بغض النظر عن صورتها، توجد خصوماً وتخلق شعوراً مفتوحاً للمصالح المشتركة بين الأطراف التي قد تكون متناقضة في كثير من الأحيان، فاليمن عانى خلال العقدين الماضيين من شبكة من العلاقات الغريبة التي أدت إلى تفاوت شديد في معرفة الوجهة المشتركة لصالح اليمن، ولهذا تدرك السعودية أن المراهنة على استقرار اليمن وأمنه تمر عبر ممرات صعبة وضيقة ولكنها تستحق التفاعل عبر اتخاذ القرارات السياسية المناسبة.
لقد تحملت السعودية الكثير من التكاليف من أجل اليمن، ودعمت الكثير من المشروعات التنموية والإنسانية وقد لا تكفي هذه المقالة لسرد تلك المواقف الإنسانية والاقتصادية والسياسية التي ذهبت إلى اليمن ليس من أجل مسار سياسي معاكس للتوجهات الشعبية بل من أجل استقرار الأرض اليمنية وشعبها، فحجم الصداقة السعودية اليمنية على المستوى الشعبي كبير جداً، فلا توجد مدينة أو قرية سعودية تخلو من جالية يمنية، وقد أصبح من المستحيل أن نتخيل السعودية بلا جالية يمنية كما أنه من المستحيل أن نتصور عزلة سعودية يمنية مهما كانت الظروف، لقد أثبتت تجارب الثماني سنوات الماضية أن الوجه الإنساني للسعودية هو من تحكم في مسيرة هذه السنوات الثماني رغم أن العنوان المتداول للأزمة هو الحرب، وهذا ما يتطلب أن يساهم هذا التوافق القائم حالياً إلى تفسيرات وتوقعات مشتركة نحو بناء السلام الحقيقي.
هذا التوافق السياسي الذي تقوده السعودية مع الحوثيين وبمؤشراته المفعمة بالأمل والتسارع لتحقيق الخطوات المجدولة للوصول إلى السلام والاستقرار، كلها تعكس الرغبة السعودية الصادقة نحو تحقيق السلام وبناء الاستقرار في هذا الجزء المهم من خاصرة الجزيرة العربية، ومن الواضح أن القيادة السعودية مستمرة في ذات النهج السياسي لدعم اليمن في مرحلته المقبلة، وعبر التجربة أثبتت السعودية أن درجة اهتمامها باليمن ترتقي إلى درجة الأولوية بالنسبة للسياسية السعودية.
السياسية السعودية وبحسب توجهاتها المعلنة والرسمية ترغب بجدية في أن يظل الكيان اليمني كياناً موحداً ينعم بعملية سياسية يتجه نحو الاستقرار والأمن، فالمقومات السياسية التي يحظى بها اليمن تؤهله مستقبلاً أن يكون جزءاً من تكوينات هذه المنطقة تنموياً واقتصادياً، فالطموح السعودي نحو اليمن يتبلور في الرغبة الكبرى لرؤية يمن مستقر ذي نهج سياسي توافقي غير قابل للانقسام والتشرذم، فالفرصة التي تمنحها السعودية لليمن في هذا الاتفاق ترسخ استراتيجية سعودية خالصة نحو السلام والاستقرار.




http://www.alriyadh.com/2007502]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]