تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغرفة الصينية



المراسل الإخباري
04-16-2023, 04:18
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يدحض الفيلسوف جون سيرل نظرية الذكاء الاصطناعي القوي بتجربة الغرفة الصينية، اشتهرت التجربة لكشفها عن عيوب نظرية الذكاء الاصطناعي القوي التي تفترض أن عقل الإنسان يعمل مثل الحاسوب، تصور سيرل لو أنه أدخل غرفة معزولة واتبع تعليمات دقيقة لتمرير معلومات باللغة الصينية وهو لا يفهم حرفاً صينياً واحداً، كيف سيختلف عن الذكاء الاصطناعي؟
توجد في الغرفة نافذتان، الأولى يستقبل منها الأحرف الصينية وفي الطرف الآخر نافذة يسلم منها الأحرف بعد معالجتها حسب كتاب إرشادي مفصل باللغة الإنجليزية، يستمر وصول الأحرف فيركبها حسب التعليمات ويخرجها من النافذة الأخرى، يستمر سيرل حتى يتقن التعليمات فينفذها بدقة وسرعة، سيعتقد الذي يستقبل الأحرف أن سيرل يتقن الصينية التي تصله دون أخطاء.
بالنسبة لسيرل، مهما أتقن صف الأحرف الصينية وإن حفظ أشكالها فلن يعرف معناها، فقد يعرف سيرل التركيب لكنه لن يعرف الدلالة، ولأن سيرل يستعين بالتعليمات ولا يخطئ فيها، فلن يتوقع أحد أن من يعد هذه الأحرف لا يعرف الصينية، يرى سيرل أن عمله في الغرفة لا يختلف عن عمل الذكاء الاصطناعي، فمهما أتقن الذكاء الاصطناعي المحادثة فهو في النهاية يركب الكلمات كما يفعل سيرل دون فهم.
يرى سيرل أن أي نظرية للذكاء الاصطناعي الفائق خاطئة لأنها عاجزة عن حل مشكلة المعنى، فأقصى ما يستطيعه الذكاء الاصطناعي هو الوصول إلى تركيب الجمل بكفاءة عالية، ومع ذلك لم يسلم مناصرو نظرية الذكاء الاصطناعي القوي بالقول إن الفهم ليس منوطاً بالأجزاء، كما أن خلايا المخ والأعصاب وحدها لا تفهم المعاني، فكذلك سيرل داخل الغرفة المغلقة، حيث يتحقق الفهم نتيجة للعمل المشترك بين أجزاء المنظومة.
كان رد سيرل على فكرة المنظومة أن الأمر لا يختلف لو حفظ التعليمات وخرج من الغرفة مستوعباً كل ما يحتاجه لتنفيذ عمله، سيستغني عن التعليمات المكتوبة لأنه حفظها لكنه سيظل كما كان يعرف التراكيب لكن لا يدرك المعنى، ومع ما أثاره سيرل من جدل وردود مختلفة حول هذه التجربة الشهيرة، وجدت شواهد عملية على صحة ما وصفه سيرل الذي يفرق بين القدرة على التركيب والقدرة على الفهم.
من أهم الشواهد نظام أمازون لفرز السير الذاتية، يتطلب مراجعة السير الذاتية وقتاً طويلاً كما هو معروف، فطورت أمازون نموذجاً للذكاء الاصطناعي يقرأ السير الذاتية الواردة ويصنفها بناء على السير الذاتية التي قبلت سابقاً في الشركة، استطاع النظام العمل بكفاءة كما هو مطلوب لكن تبينت مشكلات كبيرة في السير الذاتية السابقة أعاد إنتاجها النظام الجديد بكفاءة عالية حتى تضخمت وأصبحت محرجة للشركة. فكما تتوقع تجربة الغرفة الصينية، ليس لدى نظام أمازون فهم للمعاني التي تحملها السير الذاتية مهما كان قادراً على تصنيفها بناء على النموذج الذي بداخله.




http://www.alriyadh.com/2007851]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]