المراسل الإخباري
04-20-2023, 06:12
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تعرفت عليه في قروب واتساب. ومع أنني أهرب دائماً من قروبات الواتساب، لكنني ظللت متمسكة بهذا القروب، والدحيمي كان من أهم الأسباب.
تذهلك بساطته وعفويته. هذا الشاعر النبيل، يتحدث بمنتهى العذوبة والتواضع، ويخجلك حين يستمع إليك ويمنحك هذا الإحساس أنك تقول شيئاً عظيماً، تكاد تصدق أنك عظيم، وأنه يتعلم منك، ثم في يوم آخر، يضع إحدى قصائده، فتتوارى خجلاً، لأنك تعرف وقتها، أن هذا الشاعر العظيم، يمتلك هذا السحر، هذا البيان، هذا القول القوي الجزل والمليء بالحس الصادق والحكمة الجلية، وتجد نفسك تنطق بدون تكلف، ألله. إن من البيان لسحراً.
بيت الشعر الذي أصبح مثلاً، والذي يعرفه كل الناس، ربما حتى لا يعرفون صاحبه، تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل. آخر بيت في القصيدة، والقصيدة كل بيت فيها يهز أعماقك، ولكن الناس، اختارت صدر البيت الأخير، كي تحمله وتختصر به أوجاعها والقصيدة.
ولأن كل شعر الدحيمي يصلح مثلاً، ولأنه شاعر فنان كان أحيانًا يضيق بأن لا يعرف الناس من شعره كله سوى هذا البيت، فهو يصبح متردداً ما بين الفخر أن كلمته غدت شهيرة، أشهر من نار على علم، وهذا بدون مبالغة أو تضخيم، وبين أمنيته أن يحاول الناس قراءة باقي شعره والتعرف عليه أكثر، وكل شعره عظيم، وكل شعره ينم على مدى إنسانية الدحيمي، ومدى انتصاره للضعيف والمظلوم، ومدى افتخاره ورجولته واعتزازه بنفسه وبكل الأشياء والقيم الجميلة التي يؤكد عليها في شعره ويصوغها بمنتهى الإبداع والفخامة، حين تقرؤها، تصيبك في مقتل، تكاد تشهق وأنت تقول، كيف، كيف لمبدع أن يوصل لك كامل الشعور بالوجع، بدون التخلي عن العزة والأنفة، من خلال شعره تعرف أنه عزيز نفس وكريم، صادق ونبيل، ثم تتعرف عليه لتتأكد من صدقه وأنه كما قصيدته يحمل ذات الصفات.
ولأنه إنسان جميل، ولأنه صديق رائع زارني في افتتاح معرضي العام الماضي وهو على كرسي المرض، أكرمني وشرفني ووضع على رأسي هذا الجميل الذي لن أنساه ما حييت. يا محمد، لن أنسى، كم أنا ممتنة، وكم أنا أود لو أستطيع أن أوصل لك مقدار فخري واعتزازي بحضورك ذاك اليوم. كم أنت نبيل يا محمد. كم أنت نبيل.
يقول هذا الشاعر العظيم:
البحر ذا الهائج اللي تهدر أمواجه
مثلي وش أدراه عن جزره وعن مده
سرّاي والعمر ليل مطفي سراجه
لين التعب شل فكري والجسد هدّه
تدري وش اللي هلحين محتاجه
محتاج لي بس أي فراش ومخدة
الغير وينه يا جدّة ما بقى حاجه
الغير حزني وحزني غير يا جدة
كان تعليق الصديق حزام المالكي على هذه الأبيات "الدحيمي يكتب النص على شكل حديث شيق هارب من لغة منسية، يكتب النص ويترك لنا سخونة الدهشة ترشدنا له".
تجاوزت الحد المسموح لي في كتابة المقال ولا يزال لدي الكثير كي أقول عن الشاعر الكبير. وحزني غير يا دحيمي.
http://www.alriyadh.com/2008552]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
تذهلك بساطته وعفويته. هذا الشاعر النبيل، يتحدث بمنتهى العذوبة والتواضع، ويخجلك حين يستمع إليك ويمنحك هذا الإحساس أنك تقول شيئاً عظيماً، تكاد تصدق أنك عظيم، وأنه يتعلم منك، ثم في يوم آخر، يضع إحدى قصائده، فتتوارى خجلاً، لأنك تعرف وقتها، أن هذا الشاعر العظيم، يمتلك هذا السحر، هذا البيان، هذا القول القوي الجزل والمليء بالحس الصادق والحكمة الجلية، وتجد نفسك تنطق بدون تكلف، ألله. إن من البيان لسحراً.
بيت الشعر الذي أصبح مثلاً، والذي يعرفه كل الناس، ربما حتى لا يعرفون صاحبه، تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل. آخر بيت في القصيدة، والقصيدة كل بيت فيها يهز أعماقك، ولكن الناس، اختارت صدر البيت الأخير، كي تحمله وتختصر به أوجاعها والقصيدة.
ولأن كل شعر الدحيمي يصلح مثلاً، ولأنه شاعر فنان كان أحيانًا يضيق بأن لا يعرف الناس من شعره كله سوى هذا البيت، فهو يصبح متردداً ما بين الفخر أن كلمته غدت شهيرة، أشهر من نار على علم، وهذا بدون مبالغة أو تضخيم، وبين أمنيته أن يحاول الناس قراءة باقي شعره والتعرف عليه أكثر، وكل شعره عظيم، وكل شعره ينم على مدى إنسانية الدحيمي، ومدى انتصاره للضعيف والمظلوم، ومدى افتخاره ورجولته واعتزازه بنفسه وبكل الأشياء والقيم الجميلة التي يؤكد عليها في شعره ويصوغها بمنتهى الإبداع والفخامة، حين تقرؤها، تصيبك في مقتل، تكاد تشهق وأنت تقول، كيف، كيف لمبدع أن يوصل لك كامل الشعور بالوجع، بدون التخلي عن العزة والأنفة، من خلال شعره تعرف أنه عزيز نفس وكريم، صادق ونبيل، ثم تتعرف عليه لتتأكد من صدقه وأنه كما قصيدته يحمل ذات الصفات.
ولأنه إنسان جميل، ولأنه صديق رائع زارني في افتتاح معرضي العام الماضي وهو على كرسي المرض، أكرمني وشرفني ووضع على رأسي هذا الجميل الذي لن أنساه ما حييت. يا محمد، لن أنسى، كم أنا ممتنة، وكم أنا أود لو أستطيع أن أوصل لك مقدار فخري واعتزازي بحضورك ذاك اليوم. كم أنت نبيل يا محمد. كم أنت نبيل.
يقول هذا الشاعر العظيم:
البحر ذا الهائج اللي تهدر أمواجه
مثلي وش أدراه عن جزره وعن مده
سرّاي والعمر ليل مطفي سراجه
لين التعب شل فكري والجسد هدّه
تدري وش اللي هلحين محتاجه
محتاج لي بس أي فراش ومخدة
الغير وينه يا جدّة ما بقى حاجه
الغير حزني وحزني غير يا جدة
كان تعليق الصديق حزام المالكي على هذه الأبيات "الدحيمي يكتب النص على شكل حديث شيق هارب من لغة منسية، يكتب النص ويترك لنا سخونة الدهشة ترشدنا له".
تجاوزت الحد المسموح لي في كتابة المقال ولا يزال لدي الكثير كي أقول عن الشاعر الكبير. وحزني غير يا دحيمي.
http://www.alriyadh.com/2008552]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]