تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب السعيد



المراسل الإخباري
04-22-2023, 03:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png اليوم.. الواحد يفضل أن يسأل نفسه ما دوري في الحياة؟ لأن هذا الموضوع مرتبط بالمسؤولية الاجتماعية، وكثيراً ما نضيق على أنفسنا بجلدها ولومها المستمر، لدرجة نصل فيها للإحباط والاكتئاب وتقل فعاليتنا في الحياة ونصبح لا تفكير لنا إلا في الأمور السلبية وتداعياتها. ولأن أغلب البيئات الاجتماعية المحيطة تغذي وتثري هذه المشاعر السلبية وأيضاً وسائل التواصل، فإن البعض يدمن على الأفكار السلبية وتصبح عادة فكرية لا يستغنى عنها ويكون أسيراً لها وطبعاً تتكون لديه الكثير من الأفكار التي تحبطه وتحد من أي نشاط يقدم به، بل يصبح يقدم المبررات السلبية والمفارقات اللامنطقية قبل فعل السلوك الحميد أو المفترض منه في هذه الحياة، والناس السلبيون المحبطون الذين نتحاور معهم ونخالطهم عبر الاتصال المباشر ووسائل التواصل يشتغلون على عقولنا بتغذية سلبية مستمرة، وبشكل لا إرادي سنصبح جزءاً من عالمهم البائس الذي يقودنا للوراء والبدائية، وللأسف فإن هؤلاء الناس يعملون ضد مصالحهم ويؤذون أنفسهم والآخرين، وفي الوقت نفسه أداة مناسبة وطوعية لمن يريد أن يبث سموم الفرقة والشائعات والفوضى والمرض.
اليوم من السهل أن نستسلم أمام أي موضوع أو قضية حياتية ونمل ونحبط ونرجع على أنفسنا باللوم وتأنيب الضمير، ونخلق لأنفسنا دائرة من الأفكار والمعتقدات والتفسيرات السلبية، وندور في داخلها حتى ندوخ وكأن العالم يقف عند هذه اللحظة أو تلك، أو أن الحياة تقف في إطار معين، أو عند موقف أو حدث ما ولا تستمر، فالحياة فوق كل اعتبار أو شخص، وكل شيء سيستمر بنا أو بدوننا، المهم لماذا لا نكافح ونناضل من أجل الإيجابيات ولا نستسلم، فعندما نؤطر حياتنا ونحد منها ونمحورها في إطار معين، فإن ذلك نوع من اللامسؤولية تجاه أنفسنا وذاتنا، ويحد من دورنا المتوقع منا في الحياة.
اليوم يجب أن نبدأ وأن لا نكل أو نمل، ونقول لمن جعلونا برغبتنا أكثر سلبية وإحباطاً وضعفاً في الفعالية والمسؤولية الاجتماعية، قفوا عند حدكم! يكفي تسميماً للأفكار والمعتقدات، ويكفي وسوسة وظنوناً سيئة وتجسساً وجنون عظمة واضطهاداً، يكفي نظرة تشاؤمية وفقداناً للأمل فليسوا هم المثال الذي يقتدى به بل هم أحد معاول هدم الذات الإنسانية وتدهورها والعودة بها إلى البدائية.
اليوم الأشخاص الذين فقدوا مهارات الحياة الإيجابية هم أناس -فعلاً- يعانون من التعاسة ويحتاجون للمساعدة، لأنهم وصلوا من البؤس لدرجة الاضطراب، ولأنهم كانوا من ضحايا بيئات اجتماعية تعودت على تناول القضايا والأحداث والمواقف من جوانبها السلبية، وبالخوف، وعالجتهم من نفس المنطق والمفهوم، فوصلوا إلى ما وصلوا إليه، وانعكس ذلك حتى على صحتهم الجسدية، ودورهم في هذه الحياة وعلى الآخرين.
المهم أعتقد أنه من أفضل الحلول لإنقاذ أنفسنا أن نختار من هم أكثر إيجابية وطموحاً وتفاؤلاً وأفكاراً راقية في علاقاتنا وتواصلنا الاجتماعي لتحسين محتوانا الفكري والمعرفي وتنقيته من الشوائب الفكرية الممرضة، وأن نسعى لإعادة تغذية بنائنا المعرفي لنستعيد وعينا الحضاري المتميز والمنافس، وأخيراً صاحب السعيد تسعد.




http://www.alriyadh.com/2008868]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]