تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحس الوطني في المؤلفات الثقافية



المراسل الإخباري
04-29-2023, 03:22
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هذا عنوان كتاب للأديب عبدالله بن تركي البكر، وهو من أبرز أعلام الفكر والأدب والثقافة في منطقة حائل، وقد انطوى كتابه على حس وطني نابع من حب الوطن، وتقديره، وإخلاص المودة له، ولحكامه، ومسؤوليه، والاهتمام بأهله، وشعبه، وأبنائه، وبناته، والمخلصين على ترابه؛ ولعل أول ما يطالعك في مقالات الكتاب نص جميل بعنوان (اليوم الوطني)، استهله المؤلف ببيت شعري لأحمد شوقي، وهو: (وطني لو شغلت بالخلد عنه / نازعتني إليه في الخلد نفسي)؛ فاستهلال الكاتب كتابه بهذا البيت يدل على أمرين:
الأول: فني، ويتجلى في براعة الاستهلال، وحسن الافتتاح؛ ومعلوم أن جمال البداية يؤدي إلى عطف القلوب، واستدعاء القبول، كما نَصَّ على ذلك ابن رشيق القيرواني (ت456هـ) في كتابه (العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده).
الثاني: موضوعي، حيث جعل الوطن أساساً لمقالته، وباشر الحديث عنه، دون فاصل، وهذا من حسن الاعتناء بالموضوع؛ وقد أشار ابن الأثير (ت637هـ) في كتابه (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) إلى أن هناك فائدة من جعل مطلع الكلام دالاًّ على المعنى المقصود، وهي: أن يُعرف من مبدأ الكلام ما المراد به؟!؛ ولهذا فإن تضمين المؤلف لبيت الشاعر أحمد شوقي فيه مزيد اهتمام بالموضوع الرئيس، وهو (الوطن).
وتتجلى ملامح الحس الوطني في هذا الكتاب من خلال أركان: (العنوان – المقدمة – المحتوى – الخاتمة)، فأما العنوان، فيظهر من خلاله الحس الوطني في غير موضع، فالمقال الأول مثلاً عنوانه: (اليوم الوطني)، والمقال الثاني عنوانه: (ملخص مقال عن زيارة الملك فيصل)، والمقال الثالث عنوانه: (ملخص كلمة أهالي حائل لزيارة خادم الحرمين)، والمقال العاشر عنوانه: (حائل في سطور مع جريدة عكاظ)، وغيرها من العناوين التي تنضح بحب الوطن، والدفاع عنه، وعن مصالحه.
وأما البداية، ففي كثير من نصوص الكتاب نلمس فيها ما يوقظ الحس الوطني، يقول مثلاً في مطلع النص الثاني: «خادم الحرمين الشريفين، إن كلمة مقام الإمارة بحائل قد عبرت أصدق التعبير وأوفاه، عما تكنّه أفئدة أهالي حائل عامة، وما تنبض به خلجات نفوسهم تجاه مقامكم السامي».
وأما المحتوى (المتن)، فيتسم في أكثر الكتاب بالإحساس الوطني الذي يشيّد ويبني، ويدعو ويوجّه، ويقوّم ويصلح، ويحث على استشعار نعمة الوطن، والتذكير بأهميتها، وقيمتها؛ لذلك رأينا المؤلف يطرح سؤالاً في أول نصوصه، ثم يجيب عنه، يقول: «ما هو الوطن؟ الوطن البلاد التي نشأتَ فيها، فنموتَ فوق أرضها، واستنشقتَ من هوائها، وأكلتَ من خيراتها، وارتويتَ من مائها، فتكوّن جسمُكَ وعقلكَ منها، فأنت قطعةٌ متصلةٌ بها..».
وأما النهاية، ففي أكثر النصوص تكون داعمة للانتماء الوطني، يقول مثلاً في نهاية النص الخامس والأربعين: «وإننا لنحمد الله - جل ثناؤه – أن نظرنا لمملكتنا تلك النظرة السعيدة، نظرة الإعزاز والفخر بأن جاءت أيام أعيادنا وفطرنا، كأيام صومنا؛ أيام بشر وسلام، فكانت أيام حب، لا أيام حرب، ونقول لها من الأعماق: كل عام وأنتم بخير».
وفي آخر النص الثامن يشيد بالإنسان الوطني الذي يساعد، ويواسي، ويصون ولا يخون؛ لهذا يحذّر الشباب من خيانة الأوطان قائلاً: «فهذا هو رجس الشباب، وخور الرجولة الضالة المضلة، وفحش العقيدة، وخبث الوطنية وجنونها، وهذا - دون ريب – هو الدمار للوطن وأهله».




http://www.alriyadh.com/2009762]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]