تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعليم لمكافحة الفقر



المراسل الإخباري
04-29-2023, 03:22
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
التعليم الجيد ليس أهم وسائل مكافحة الفقر فقط، لكنه من أهم أسباب مكافحة معظم أمراض المجتمع كالمخدرات والجريمة والعنف داخل البيوت، والتي تنتشر في البيئات الفقيرة أكثر من غيرها على مستوى العالم، إضافة إلى مكافحة الأمراض ومسبباتها كالتدخين والمخدرات والسمنة بين الأطفال..
الجهل هو الحاضن الأول لمعظم أمراض المجتمع وخصوصاً الفقر المتوارث، ذلك أنه يبقي الفقير في مستنقع مظلم، وفي بيئة تبقي الفقير فقيراً، وتسد عنه كل الفرص للحاق بالطبقة المتوسطة وسعة الرزق، فالفقير الجاهل يورث الفقر لأولاده من الذكور والإناث بسبب سيرهم على خطى والدهم ووالدتهم. وهذا يعني أنه يمكن للفقير أن يورث للمجتمع عشر أسر فقيرة أو أكثر، وهذا مما يعيق جهود الدولة بكل قطاعاتها الحكومية والخاصة والقطاع الثالث لمكافحته، وقد أشارت صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز في مقابلتها مع الأستاذ عبدالله المديفر إلى الفقر المورّث، والسبيل إلى مكافحته، وأن هذا يتطلب جهوداً مشتركة من كل القطاعات.
والفقر ليس وليد اليوم أو الأمس، لكنه صاحب الإنسان منذ وجوده، وفي كل مكان وزمان، وقد وضعت الأمم المتحدة مكافحة الفقر الهدف رقم واحد من أهداف التنمية المستدامة، ووضعت الخطط للقضاء عليه بحلول عام 2030، ومنذ عام 2000 تم تخفيض معدلات الفقر على مستوى العالم بأكثر من النصف، لكن يظل نحو 10 % من سكان العالم يعيشون تحت خط الفقر بمظاهره المختلفة كالجوع وسوء التغذية، وعدم الحصول على التعليم والخدمات الأساسية كالصحة والماء النظيف والمسكن، إضافة إلى التمييز الاجتماعي. ويعد انخفاض مستوى التعليم أحد أسباب انتشار الفقر على مستوى العالم، فالتعليم الجيد يعد من أهم أسباب زيادة الدخل والحصول على الوظائف المجزية. وقد أشارت منظمة اليونيسكو إلى أنه يمكن حماية 171 مليون شخص على مستوى العالم من الفقر الشديد عند اكتسابهم مهارات القراءة الأساسية فقط، وكلما زادت نسبة التعليم وجودته قلّ الفقر وبتناسب طردي حتى يتم القضاء عليه تماماً. كل ذلك يقودنا إلى الاهتمام بالتعليم الجيد بشكل عام، وتعليم أطفال الأسر الأقل دخلاً بشكل خاص، ومن ذلك ما يلي:
أولاً: الفقراء بسبب الجهل والثقافة السائدة هم الأقل حرصاً على تعليم أولادهم، وذلك لأسباب كثيرة منها الجهل المتوارث، والتكاليف العالية للمدارس الجيدة، وكثرة الأطفال، وانشغال الأب والأم في توفير الحاجات الأساسية للبقاء من مأكل ومشرب. وهذا يحتم البحث عن وسائل تساعدهم على إلحاق أولادهم بالمدارس، وخاصة ما قبل المرحلة الابتدائية، كالحضانة ورياض الأطفال، مما يمنح الأطفال فرصة للتفوق ومواصلة التعليم، ومنع التسرب مستقبلاً، وقد وجد في دراسة لأمم المتحدة أن 30 % من أطفال الفقراء لا يكملون تعليمهم حتى المرحلة الثانوية. وهنا يأتي دور وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وعلى الأخص «الضمان الاجتماعي» المكلف بتوفير المستلزمات الأساسية لهم. ومن ذلك دفع رسوم رياض الأطفال، وإيجاد وسيلة تجبر الوالدين على إلحاق أولادهم بهذه المرحلة المهمة، والتأكد من عدم التسرب من المدارس، وربط ذلك ببعض بنود مبالغ الضمان الاجتماعي.
ثانياً: التعليم الجيد ليس أهم وسائل مكافحة الفقر فقط، لكنه من أهم أسباب مكافحة معظم أمراض المجتمع كالمخدرات والجريمة والعنف داخل البيوت، والتي تنتشر في البيئات الفقيرة أكثر من غيرها على مستوى العالم، إضافة إلى مكافحة الأمراض ومسبباتها كالتدخين والمخدرات والسمنة بين الأطفال. وهذا يتطلب أن نركز على جودة التعليم في كل مراحله وفي كل مناطق المملكة.
ثالثاً: جودة التعليم تتطلب معلمين يؤمنون برسالة التعليم السامية، معلمين تم اختيارهم بعناية، وتأهيلهم كما هو لدى الدول التي نجحت في هذا الميدان كفنلندا وسنغافورة وكوريا وغيرها، وكما يقال: «لا حاجة لإعادة اختراع العجلة» وكما هو في المثل الشعبي: «من له عيون وراس يسوي مثل ما يسوون الناس». ومن أهم أسباب النهوض بهذه المهنة العظيمة إعطاء المعلمين المكانة اللائقة في المجتمع لتصبح جاذبة لأفضل الكفاءات.
جميع الدول التي تقدمت على جميع المستويات، عبرت إلى العالم الأول من بوابة التعليم المتميز، عن طريقه كافحت الفقر، وتعاملت مع أخطر أمراض المجتمع، وربّت جيلاً منتجاً ومبدعاً، فلا شيء يرسخ في الذهن ويغير السلوك كالتعليم في الصغر، بشرط أن يكون ممارسة وتطبيقاً، لا تلقيناً واختباراً وشهادة للنجاح.




http://www.alriyadh.com/2009764]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]