تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المملكة تحلق في الفضاء



المراسل الإخباري
04-30-2023, 04:22
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png سنظل نذكر يومًا لا ينسى إذ هو محفور في الذاكرة وهو اليوم الذي صعد فيه سمو الأمير سلطان بن سلمان يحفظه الله المكوك الفضائي ديسكفري التابع والمملوك لوكالة الفضاء الأميركية ناسا في يوم 29 رمضان 1405هـ الموافق 17 يونيو 1985م ليُحلق ويجوب الفضاء كأول رائد فضاء عربي ومسلم حاملًا معه القمر العربي الثاني الذي كان مكلفًا بإطلاقه ومواصلاً بذلك جهود واهتمامات وتجارب روَّاد العرب والمسلمين الأوائل في الفضاء والذي بدأها العالم المسلم عباس بن فرناس في أقدم محاولة للطيران في القرن التاسع الميلادي لتكون محاولته تلك بداية انطلاقة لعصر ريادة الفضاء وليفتح بذلك السبيل أمام استكشافات الفضاء لما فيها من نفع للإنسانية وزيادة لرفاه الدول والشعوب في كوكبنا الأرضي.
لقد صنعت المملكة التاريخ بوجود أول رائد فضاء عربي مسلم على أرضها، لينتقل العالم العربي من مرحلة مراقبة الفضاء إلى مرحلة المشاركة والتطوير. وفي سعي المملكة الحثيث إلى استغلال والاستفادة من المزايا الفريدة لاستكشافات الفضاء الخارجي وإدراكًا منها لأهمية تلك الاستكشافات واستغلالها على الوجه الأمثل للأغراض السلمية ولمنفعة البشرية وأهدافها الإنسانية فقد تم إنشاء «المجلس الأعلى للفضاء» برئاسة سمو ولي العهد - يحفظه الله - وتعديل هيئة الاتصالات لتكون تحت مسمى «الهيئة السعودية للفضاء» بموجب أمر ملكي في ربيع الآخر 1440 (ديسمبر 2018)، لتنشط معه الاستثمارات والصناعات المتوقعة في هذا المجال والحصول على العوائد المرجوة والمزايا المأمولة في المرحلة المقبلة لينعكس أثرها على الناتج المحلي والاقتصاد الوطني، كما أن التركيز سيكون على صناعة سوق الفضاء وتحفيز البحث والابتكار فيه، ومن ثم الانتقال نحو مرحلة تنظيمه وحوكمته لإعداد جيل شبابي فضائي يرنو نحو مستقبل أكثر ابتكارًا وتطلعًا لأحدث التقنيات والفرص في قطاع الفضاء خصوصا وأن أهداف الهيئة السعودية للفضاء تواكب تطلعات المملكة وتتوافق مع رؤيتها لإيجاد بيئات أفضل توجهًا وأكثر أمانًا لمواطنيها، مع خلق فرص جديدة لمزيد من الابتكارات المربحة الداعمة لاقتصاد المملكة وبما يتوافق مع تطلعاتها ويجسد أهدافها نحو قيادة قطاع الفضاء من أجل توفير حياة أكثر جودة وتقدمًا ورقيًّا، إلى جانب تمكين قدرات الشعب السعودي وطموحاته في الإسهام بالابتكارات وأبحاث الفضاء لإيجاد حلول تنمية مستدامة لخير البشرية، كما تعمل على وضع ورسم الخطط والسياسات والاستراتيجيات الوطنية العامة ومتابعة تنفيذها؛ حيث تتركز مهامها في تنظيم كل ماله صلة بقطاع الفضاء وتطويره، وتشجيع الأنشطة البحثية والصناعية المتصلة بالفضاء وتحفيزها، وتنظيم الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، إلى جانب تطوير تقنيات إطلاق المركبات الفضائية وخدماتها، وتعزيز الأمن الفضائي من خلال رصد الفضاء وتتبعه ورصد الحطام الفضائي، إلى جانب تطوير وتنفيذ البنية التحتية لقطاع الفضاء، كما تسهم الهيئة في تنظيم ما يتصل ببعثات علوم الفضاء والاستكشاف، وتنمية الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال علوم الفضاء ودعمها، والتعاون مع الجهات الحكومية والهيئات والمنظمات ذات العلاقة بقطاع الفضاء داخل المملكة وخارجها، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية ذات الصلة بقطاع الفضاء، وتعزيز أنشطة البحث والتطوير والابتكار في مجال الفضاء في المملكة، وترسيخ مكانتها في مجال الفضاء على الساحة العالمية، والتركيز على إلهام الأجيال في علوم الفضاء وتطوير القدرات وتمكين الكفاءات وإعداد كوادر وطنية تصنع مستقبل قطاع الفضاء في المملكة. ومن الجدير بالذكر والتنويه وإدراكاً لهذا الدور المتعاظم للأقمار الصناعية، كان ثمة حرص المملكة للخوض في صناعة الأقمار الصناعية، حيث نجحت خلال العقد الماضي بتصميم وتصنيع ثلاثة عشر قمرًا صناعيا بواسطة قدرات وطنية ذات قدرات متمرسة وكفاءة عالية، إضافة إلى إنشاء مركز تميز في أبحاث القمر والأجرام القريبة من الأرض مع وكالة ناسا الفضائية، ومركز تميز أبحاث الفضاء والطيران المشترك مع جامعة ستانفورد الأميركية. وتجيء عودة المملكة نحو استكشاف الفضاء عبر الرحلات المأهولة من خلال تنفيذ برنامج رواد الفضاء للرحلات المأهولة ورفع مستوى تطلعات الكوادر الوطنية المؤهلة وتمكين المزيد من القدرات الوطنية لإبراز تنافسيتهم العلمية محليًا وعالميًا. وفي مجال إرسال رحلات تجريبية لاستكشاف الفضاء قطعت المملكة أشواطًا بعيدة نحو الفضاء الخارجي، على مدى أكثر من ثلاثين عامًا مكللة جهودها الحثيثة بإنجازات فريدة، إذ تمخضت بالإعلان عن إرسال أول روَّاد فضاء سعوديين إلى الفضاء، بعد أن أطلقت الهيئة السعودية للفضاء برنامج المملكة لرواد الفضاء بغية تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض الرحلات الفضائية طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء إلى جانب الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًا والاسهام في الأبحاث التي تصبُّ في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولويات الملحة مثل الصحة والاتصالات والاستدامة وتقنية الفضاء. لقد تبنت الهيئة السعودية للفضاء مبادرات ريادية نوعية تتلخص في أكثر من خمس عشرة مبادرة وطنية وبرنامجًا للابتعاث في علوم الفضاء، وكانت هذه المبادرات تهدف إلى إلهام الفئات الشبابية في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات القائمة على تقنيات الفضاء وتعزيز استخداماتها والاستفادة من المعلومات والبيانات المكتسبة من الفضاء للمساهمة في تحسين جميع مجالات حياتنا اليومية، وحماية كوكب الأرض. ولعل هذه النشاط والتوجه نحو ريادة الفضاء واستكشاف أسراره وخفاياه إنما ارتكز على دعم سمو ولي العهد يحفظه الله لقطاع الفضاء حيث لم يأل جهدًا ولم يدخر وسعًا في بذل جهوده المحفزة ومواقفه الداعمة ومتابعته المستمرة لهذا القطاع والذي هو ركيزة لمواصلة العمل لإلهام الأجيال الحالية والقادمة وجميع المبدعين والمبدعات لخدمة البشرية من خلال الأبحاث العلمية والابتكارات التقنية في عوالم الفضاء لخدمة الإنسانية جمعاء.




http://www.alriyadh.com/2009861]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]