تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حينما يفقد الإعلام قيمته!



المراسل الإخباري
05-05-2023, 03:56
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل نحو خمس سنوات وفي "إطار جهودها برصد الظواهر السلبية التي قد تشكل تهديداً لوحدة المجتمع وتماسكه" نشرت وحدة استطلاعات الرأي العام في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، واقع ظاهرة التعصب الرياضي داخل المجتمع السعودي، والتي شارك فيها "1044" من الجنسين "ما بين 16 إلى 50 عاماً"، وفيها شبه اتفاق أن لوسائل الإعلام والإعلاميين دورًا كبيراً في إثارة التعصب بين مشجعي الفرق، وأشار نحو 26% أن من مسببات مشكلة التعصب استضافة المتعصبين في البرامج الرياضية.
وما دفعني لاسترجاع الدراسة بعد ما حكى لي صديق يقول إنه كان معنياً بفقرات تنشيطية فكرية في أحد التجمعات التعليمية للشباب، وحين حضرت الأسئلة الرياضية التي لا تخلو من التنافس الكروي ضج المكان بالأصوات وعلت لغة التنافر ومحاولة الانتقاص من الآخر.. وهو الأمر الذي لم يحدث في المجالات الأخرى؟!
في ظل التوطئة أعلاه كان مخجلاً أن نجعل من الإعلام الرياضي ميداناً للتصادم بالانتماء والتعصب، وأن نختصر تطلعاتنا العالية القيمة لنجعل منها عنواناً لإفرازات بليدة أفضت إلى لغة إعلامية رياضية غير مقبولة.. وليس في تجمع الصديق فقط فالأمر نفسه في المجالس والمقاهي والتجمعات الشبابية والمواقع الإلكترونية، تنافر وليس هناك اتفاق إلا ما ندر؟!.. لنوقن تماماً أن الفكر الكروي بات مسيطراً على الجيل الجديد، وبات تلاقيهم وتنافرهم وتحاورهم بل تشاتمهم وتلاسنهم ينبع من خلال الانتماءات المرتبطة بهذه المستديرة، والفكر الذي يتلقونه من أولئك الذين فُتحت لهم المنابر الإعلامية!
وكما بينت الدراسة أن السبب انتشار المتعصبين الإعلاميين، ولا بأس إن قلنا متكسبين فارغين ممن تزاحموا في القنوات التلفزيونية، الأمر اتسع وسيطر بل انتقل إلى قنوات خليجية ومفسري أحلام عرب وفلكيين لكي يساهموا معنا في تجارة التعصب الكروي المحلي الرابحة.. حتى أننا اعتقدنا أن لدينا تشريعاً تشجيعياً جديداً لكرة القدم لم يبلغه الفيفا ولا مستشاروه.
كل جماهير معينة لديها منظروها المتعصبون، يتكاثرون في القنوات التلفزيونية أو من خلال تويتر تغريداً ومساحات، ولكل تافه منهم طريقته، ممن يمارسون الكذب الفاضح والسقوط الممجوج، حتى أن من بينهم من بلغ كذبهم أن الآخرين من الخليجيين والعرب باتوا يجدون فيهم الرجل المتعصب الأحمق الذي يستضيفونه ليضحكهم بسوء كلامه ومنطقه بين الفينة والأخرى!
أصبحنا نخجل من سوء الطرح ورداءة المحتوى، فكثير ممن ينتمون لهذا الحوار قد جلبوا ليقوموا بدور الأراجوز الذي يثير السخرية من فرط تعصبه.. وبما جعل بعضها صوت سوء على النقد والإعلام السعودي، ولنا أن نتخيل أن الحدث يهم البلاد والعباد، وحديث المتحاورين عن كرههم وعدوانيتهم فيما بينهم، واحتفالاتهم بالخسائر والمحن التي تصيب المنافس.
المهم في القول إنني لن ألوم أولئك المتنافرين من الجماهير.. لكن نلوم العمل الإعلامي القائم الذي من كثرة تعصبه جعله بعيداً عن الثقافة الرياضية المطلوبة ليخلطها بغيرها.. لذا نتمنى أن تحسنوا للأجيال الجديدة التي تعشق كرة القدم بإبعادهم.. لأن المتضرر الأكبر في هذا الشأن الرياضة السعودية، ومعها المهتمون بها والمناصرون لها!.




http://www.alriyadh.com/2010724]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]