المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقائق السودان السياسية الأربع



المراسل الإخباري
05-08-2023, 04:46
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يعتبر السودان (الجغرافيّة) ساحة تفاعل تاريخيّ بين التقاليد الثقافيّة لأفريقيا والعالم العربي. وعلى هذا الواقع التاريخي حقّق الإسلام حضوره القوي وسط خليط المعتقدات، وأصبحت اللغة العربيّة الوسيط الاتصالي بين مكوّنات المجتمع السوداني (شماله وجنوبه) المؤلف من قرابة 600 قبيلة يتحدّثون أكثر من 140 لغة ولهجة، في الجانب السياسي الحديث لم يعرف السودان الاستقرار في نظامه السياسي منذ حصوله على الاستقلال عن الاستعمار البريطاني والحكم المصري المشترك في 1 يناير عام 1956.
ومع الخلط الإعلامي حول جذور الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة في السودان، يمكن تلخيص بعض الحقائق السياسيّة في السودان في أربع حقائق:
أولا: إن معظم الانقلابات ومحاولات الانقلاب التي قام بها قادة الجيش السوداني لم تكن في واقعها انقلابات عسكريّة بالمعنى المعروف لانقلابات العسكريّين التي عرفها العالم الثالث، إذ تقول الحقيقة التاريخيّة والسياسيّة إن الأحزاب السياسيّة والجماعات الدينيّة المهيمنة في كل فترة هي من تحرّك عناصرها في الجيش السوداني للانقلاب على الأوضاع القائمة حين تفقد هذه الأحزاب ثقة الشارع أو تتوقع صعود منافس لها على السلطة، وهذا كان واضحا منذ الانقلاب الأول الناجح عام 1958 بعد عامين من الاستقلال حين سلّم حزب الأمّة الحاكم ائتلاف عبدالرحمن المهدي (زعيم المهديّة) وعلي الميرغني (زعيم الختميّة) السلطة للجيش بعد أن أدرك الحزب أنه سيفقد ثقة البرلمان حينها. كما يتبيّن أن أكثر مدّة حكم في السودان لعسكريّين هما النميري (16 عاما) والبشير (30 عاما) استمرت ليس بقوّة الجيش فقط، وإنما بالحاضنة السياسيّة الحزبيّة، إذ احتضن الشيوعيون والقوميون ومن بعدهم الإسلاميون النميري خلال فترات حكمه الثلاث قبل أن ينقلب على الجميع ليسقط بعدها، ثم كان انقلاب عمر البشير عام 1989 واجهة للجبهة الإسلاميّة القوميّة (الإخوان المسلمين).
ثانيا: تتحرّك معظم القوى السياسيّة الانقلابيّة في السودان مستنشقة الهواء والهوى السياسي العربي والعالمي الرائج، ولعلّ هذا يفسّر كيف تقلّبت الأنظمة المنقلبة على كل وضع قائم بين اليسار (الاشتراكيّة/ الشيوعيّة)، والقوميّة العربيّة (حزب البعث والناصريين)، والأحزاب الدينيّة (حزب الأمّة، الحزب الاتحادي الديمقراطي) والإسلام السياسي (الإخوان المسلمين).
ثالثا: تتوزع الخارطة السياسيّة في السودان على أكثر من 40 جماعة وفصيلا سياسيا بين (أصيل وفرعي) راهنت على كل شيء إلا أنها فشلت في استثمار مقدرات السودان وقدرات شعبه، ولهذا لم ينجح أي فصيل حالك في زمن ما في تحقيق الاستقرار، وإرضاء طموح المواطن السوداني في السلام والتنمية.
رابعا: مراوغة الأحزاب الرئيسة بتغيير تكتيكات التحالفات والشعارات والرموز مع الحفاظ على الاستراتيجيّات الكبرى المتمثّلة في جشع الوصول للسلطة والتأثير الشعبي. فنجد مثلا أن تيّار الإسلام السياسي الرئيس في السودان (الإخوان المسلمين) غيّر تحالفاته وكذلك اسمه من جبهة الدستور في الخمسينات إلى جبهة الميثاق (بالتحالف مع السلفيين والطريقة التيجانيّة الصوفيّة) في الستينات، ثم أصبح "الجبهة الإسلاميّة القوميّة" عام 1986، ثم انشق حسن الترابي بفصيل تكتيكي عام 1999 باسم المؤتمر الشعبي، ليظهر عمر البشير بفصيل آخر باسم حزب "المؤتمر الوطني" عام 1994 والذي رآه مراقبون بمثابة جناح سياسي رديف للإخوان.
قال ومضى:
كل سنوات الماضي معك أثمرت حاضراً يائساً، فاترك لي مستقبلي فلم يعد هناك الكثير ممّا أخسره..




http://www.alriyadh.com/2011120]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]