تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكتاب حضارة



المراسل الإخباري
05-11-2023, 03:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من متطلبات الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة أن تكون الثقافة نمط حياة، وأن ترفع مستوى مساهمتها في النمو الاقتصادي، وأن تعمل على تعزيز مكانة المملكة في العالم.
هكذا تبدو لنا الثقافة كمنهج حياة، وكتوجُّه استراتيجي، وقبلها طريقة عيش تجعل من الوعي، والتكوين العقلي، والنفسي، بعض مقوّمات وجودها. ولا غرابة في أن نشهد هذا الحراك الثقافي في مختلف مناطق المملكة؛ فوزارة الثقافة حين أنشئت قبل سنوات قليلة كانت رؤيتها واضحة ومحددة؛ وهي أن تزدهر بلادنا بمختلف ألوان الثقافة، لتثري نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتشجع الحوار الثقافي مع العالم. اليوم نفخر بأن الثقافة باتت جزءاً أساسياً من التحول الوطني الذي تسير عليه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، ولعل ما تحقق على أرض الواقع تجسيد حقيقي لما تعنيه الثقافة لمملكتنا الغالية التي تتكئ على إرث حضاري وعمق تاريخي وإنساني وديني متفرّد.
فأن تُتَابع المناشط والبرامج الثقافية، وتُقام المعارض للكتب في عدة مناطق من بلادنا؛ هو تعظيم لقيمة الفكر والعلم والثقافة.
ويبرز الكتاب كأحد أرقى أشكال هذا المظهر الثقافي والحضاري للمملكة؛ فما إن ينتهي معرض للكتاب في مدينة حتى ينتقل إلى مدينة أخرى؛ في رسالة واضحة بأن الكتاب؛ والقراءة تحديداً هي أحد أهم روافد التغيير الشخصي الذي يسعى إليه عالمنا المعاصر، حيث إن القراءة كنشاط إنساني وعقلي تساعدنا على تنظيم شأننا الشخصي وإدارة إمكاناتنا الخاصة تحت مظلة تقدم حضاريّ يتيح لنا فرصاً عظيمة لا تتطلب المال بقدر ما تحتاج للمعرفة والكفاءة الشخصية التي تكتسب بالتعلم الذاتي عن طريق البحث والاطلاع والقراءة، ومجاورة الورق كإحدى أجمل الطرق لتحقيق هذا العمل والهدف الخلاّق.
كان الكتاب -وما زال- أداة التنوير الأولى في المنظومة الثقافية، ومساهماً فاعلاً ورئيساً في تنشيط النسق المعرفي والثقافي والفكري الذي يجعل المجتمع قويّاً وحيويّاً ومُسيّجاً بوعيه، وتخلق منه قارئاً حقيقياً ينهض بأعباء مسؤولياته واستحقاقات المرحلة التي تعيشها بلادنا الفتية.
الكتاب؛ رغم تعدد أقنية المعرفة والانفجار المعلوماتي الكثيف؛ إلا أن الكتاب سيظلّ عماد المجتمعات ومُشيّد الحضارات وخط الدفاع الأول أمام ضغوط هذا العصر الذي تعولم معه كل شيء وبات الإنسان أقرب للتشييء والذوبان في محيط عالم شرس يتغوّل يوماً بعد آخر.
ومن المبهج الذي يدعو للحبور والاعتزاز؛ أن الكتاب في وطننا يحتل موقعه ومكانته اللائقة به ككنز معرفي وحضاري يُعوّل عليه في كل شؤوننا.
الكتاب بمعارضه المنتظمة التي عشنا وسنعيشها الفترة المقبلة، أكد أنه مشارك حقيقي في صنع المستقبل، ولم يعد مجرد ترف أو تزجية للوقت. الكتاب صائغ للفكر وللمجتمع، وعامل رئيس في تدشين حضارة المستقبل.
أيام قلائل وينطلق معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 في محفل ثقافي سيكون لافتاً محلياً وعربياً ودولياً؛ وهو معرض يعطي رسالة واضحة وجلية بأن الكتاب هو الرهان والمستقبل؛ وأن الاحتفاء بقيمة الفكر والعقل ومسارات المعرفة والعلم بشتى حقولها هي أُسّ راسخ وثابت كأحد مشروعاتنا الكبرى التي يتقدمها العقل والوعي وصياغة الإنسان وتشييد بناه الفكرية.




http://www.alriyadh.com/2011718]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]