المراسل الإخباري
05-21-2023, 05:12
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نعم، هي مستحضرات اكتشف أثرها العلاجي بالصدفة، لكن الوصول إلى تركيبتها الصيدلانية المناسبة كانت نتاج تراكم علمي للبشرية، وأيضاً جهداً دؤوباً وسرعة بديهة للعلماء.
لعل أشهر الصدف ما فتحت الطريق نحو عصر المضادات الحيوية، ما عثر بالمصادفة العالم "ألكسندر فليمنغ" عام 1928م، حينما كان يدرس الأنزيمات القادرة على مهاجمة الجدران الخلوية للبكتيريا، وحيث اعتاد مغادرة معمله وهو في فوضى عارمة! وبعد شهر من الفوضى وجد المكورات العنقودية تغطي أطباق زراعة البكتريا، لكن لاحظ وجود مادة تشبه العفن في أحدها وقد ثبطت من نمو البكتريا! أدرك لاحقاً أن الأطباق كانت ملوثة بسلالات من الفطر المجهري "البنسيليوم نوناتوم"، ومنها ظهر لاحقاً المضاد الحيوي الشهير "البنسلين".
أما دواء "الليثيوم"، فحدثت صدفته حينما عاد الطبيب الأسترالي "جون كيد" إلى بلاده، بعد قضاء ثلاث سنوات في الأسر، ليعمل على إيجاد علاج للمرضى النفسيين، بدأ تجاربه في مطبخ مهجور على مقارنة بول المرضى بالأشخاص الأصحاء، وكذلك حقن "اليوريا" وهي أحد مكونات البول في فئران التجارب، لكن النتائج لم تكن قاطعة، فلجأ إلى إضافة مكونات البول الأخرى ومنها حمض اليورك، والذي لا يذوب بسهولة ويحتاج مواد أخرى تساعد على ذوبانه ومنها أملاح الليثيوم، لاحظ هنا أن الفئران التي تحقن بالليثيوم تكون في حالة سكون على خلاف طبيعتها النشطة، هنا قرر تجربته على مرضى اضطراب ثنائي القطبية، مما أعطى نتائج رائعة، لكنه اصطدم بصعوبة تحديد الجرعة المناسبة، ولذلك قصة طويلة نستعرضها في مقال مقبل.
إلى دواء آخر أعطى أثراً جانبياً لم يكن متوقعاً! إذ في العام 1980 كتب الدكتور "أنتوني زاباكوستا" خطاباً لمجلة طبية، يصف نمو شعرٍ جديد على فروة شابٍ أصلع يبلغ من العمل 38 عاماً، كان يتناول "مينوكسيديل" لعلاج فرط ارتفاع ضغط دمه! وقد أثار هذا الخطاب بالإضافة إلى تقارير أخرى مشابهة اهتمام أطباء الأمراض الجلدية، مما دفع طبيبة الجلدية "فيرجينيا فايس" إلى التفكير بتحضير مسحوق أقراص الدواء، لدهن فروة ثلاثة من الصلعان حتى تقلل تأثيره على ضغط الدم ليعطي نتائج أولية مبشّرة! مع مرور السنوات ظهرت دراسات تؤكد دوره في محافظة المرضى على الإبقاء على الشعر ومنع حدوث الصلع المبكر أكثر من نمو الشعر لدى الأصلع.
والقائمة تمتد لدواء "أنترفيرون" الذي من دراسات علاجه لبعض أنواع السرطان، أضحى حلاً للالتهاب المفاصل الروماتويدي! وكذلك "سيلدينافيل" الشهير بالفياجرا! الذي انتقل من دراسات علاج الذبحة الصدرية إلى علاج ضعف الانتصاب واشتهر بذلك!
مصادفات لم تكن بالحسبان قادت إلى حِفظ الأرواح وتخفيف الآلام، وبالتأكيد لا يزال في جعبة المستقبل الكثير، فمتى تحدث المصادفة المقبلة؟!
http://www.alriyadh.com/2013270]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
لعل أشهر الصدف ما فتحت الطريق نحو عصر المضادات الحيوية، ما عثر بالمصادفة العالم "ألكسندر فليمنغ" عام 1928م، حينما كان يدرس الأنزيمات القادرة على مهاجمة الجدران الخلوية للبكتيريا، وحيث اعتاد مغادرة معمله وهو في فوضى عارمة! وبعد شهر من الفوضى وجد المكورات العنقودية تغطي أطباق زراعة البكتريا، لكن لاحظ وجود مادة تشبه العفن في أحدها وقد ثبطت من نمو البكتريا! أدرك لاحقاً أن الأطباق كانت ملوثة بسلالات من الفطر المجهري "البنسيليوم نوناتوم"، ومنها ظهر لاحقاً المضاد الحيوي الشهير "البنسلين".
أما دواء "الليثيوم"، فحدثت صدفته حينما عاد الطبيب الأسترالي "جون كيد" إلى بلاده، بعد قضاء ثلاث سنوات في الأسر، ليعمل على إيجاد علاج للمرضى النفسيين، بدأ تجاربه في مطبخ مهجور على مقارنة بول المرضى بالأشخاص الأصحاء، وكذلك حقن "اليوريا" وهي أحد مكونات البول في فئران التجارب، لكن النتائج لم تكن قاطعة، فلجأ إلى إضافة مكونات البول الأخرى ومنها حمض اليورك، والذي لا يذوب بسهولة ويحتاج مواد أخرى تساعد على ذوبانه ومنها أملاح الليثيوم، لاحظ هنا أن الفئران التي تحقن بالليثيوم تكون في حالة سكون على خلاف طبيعتها النشطة، هنا قرر تجربته على مرضى اضطراب ثنائي القطبية، مما أعطى نتائج رائعة، لكنه اصطدم بصعوبة تحديد الجرعة المناسبة، ولذلك قصة طويلة نستعرضها في مقال مقبل.
إلى دواء آخر أعطى أثراً جانبياً لم يكن متوقعاً! إذ في العام 1980 كتب الدكتور "أنتوني زاباكوستا" خطاباً لمجلة طبية، يصف نمو شعرٍ جديد على فروة شابٍ أصلع يبلغ من العمل 38 عاماً، كان يتناول "مينوكسيديل" لعلاج فرط ارتفاع ضغط دمه! وقد أثار هذا الخطاب بالإضافة إلى تقارير أخرى مشابهة اهتمام أطباء الأمراض الجلدية، مما دفع طبيبة الجلدية "فيرجينيا فايس" إلى التفكير بتحضير مسحوق أقراص الدواء، لدهن فروة ثلاثة من الصلعان حتى تقلل تأثيره على ضغط الدم ليعطي نتائج أولية مبشّرة! مع مرور السنوات ظهرت دراسات تؤكد دوره في محافظة المرضى على الإبقاء على الشعر ومنع حدوث الصلع المبكر أكثر من نمو الشعر لدى الأصلع.
والقائمة تمتد لدواء "أنترفيرون" الذي من دراسات علاجه لبعض أنواع السرطان، أضحى حلاً للالتهاب المفاصل الروماتويدي! وكذلك "سيلدينافيل" الشهير بالفياجرا! الذي انتقل من دراسات علاج الذبحة الصدرية إلى علاج ضعف الانتصاب واشتهر بذلك!
مصادفات لم تكن بالحسبان قادت إلى حِفظ الأرواح وتخفيف الآلام، وبالتأكيد لا يزال في جعبة المستقبل الكثير، فمتى تحدث المصادفة المقبلة؟!
http://www.alriyadh.com/2013270]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]