المراسل الإخباري
05-21-2023, 05:12
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من المعروف أن المملكة تعتمد على النفط والغاز الطبيعي لتلبية طلباتها المتزايدة على الطاقة في تصنيع المنتجات النفطية والوقود بأنواعه وإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، وهو ما يستهلك كميات هائلة من النفط يوميًا.
ومن المعروف أيضًا أن عمليات إنتاج النفط وتكريره وتصنيعه واستهلاكه يصاحبها انبعاث كميات كبيرة من الغازات الكربونية التي تتصاعد لطبقات الغلاف الجوي لكوكب الأرض، حيث يبقى الكربون المنطلق من تلك العمليات في تلك الطبقات الجوية لفترات قد تمتد لعقود طويلة متفاعلاً مع الأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها الشمس ومسببًا للاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة وتغيرات في المناخ، لذا فقد أضحى تقليل تلك الانبعاثات الكربونية جزءًا مهمًا من الجهود العالمية المبذولة للحفاظ على صحة الإنسان وسلامة البيئة والحد من آثار تغيُّـر المناخ. وبما أن المملكة تعد دولة مهمة ومؤثرة وذات ثقل في مجموعة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فقد آلت على نفسها أن تكون في طليعة تلك الدول لبذل الجهود وتوفير الإمكانات بغية خفض نسب انبعاثات للكربون ووصولاً للحياد الكربوني (الصفري) الذي تتطلع إليه وتسعى نحوه دول العالم بأسره في العام 2050 الذي بات محطًا للتركيز لتحقيق ذلك الحياد الكربوني، والذي تم تعريفه على أنه تحقيق توازن بين انبعاثات غازات الكربون وامتصاص تلك الغازات من الغلاف الجوي والحفاظ على طبقة الأوزون الواقي للكوكب الأرضي من التآكل والانقراض. وفي هذا الشأن أعلنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل عن طموحاتها للوصول إلى الحياد الصفري للنطاقين (1 و 2) والحدّ من الانبعاثات الغازية الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري وتراكم تلك الغازات في طبقات الغلاف الجوي بحلول العام 2050، وبالإضافة لدورها الإيجابي في المساعدة اللازمة للتغلب على القضايا المناخية الملحَّة فهي في الوقت ذاته تعمل على زيادة الابتكارات المستجدة والحلول التقنية والممارسات السليمة ذات التأثير المنخفض على المناخ وتواصل دورها الريادي في تلبية حاجات مجتمعها المحلي ومتطلبات العالم المستمرة للطاقة مع الحدّ من الآثار الكربونية الناتجة عن أعمالها في قطاع النفط والغاز والتي ستظل تشكّل أهمية حاسمة لاستقرار الاقتصاد العالمي.
وفي سياق جهود الحد من التلوث الكربوني نأتي هنا إلى ذكر إحدى شركات النفط العريقة وهي الشركة النفطية البريطانية "British Petroleum" والمعروفة اختصارًا BP ومقرها في المملكة المتحدة، وقد اتخذت هذه الشركة منذ عام 2020 مسارًا مرسومًا في التحول نحو الطاقة المتجددة أعلنت فيه خطتها المجدولة التدريجية للتقليل من انبعاثات غازات الكربون الناتجة من عملياتها الصناعية النفطية بنسبة تصل إلى 40 % بحلول عام 2030، كما تعتزم أيضًا زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة بمقدار خمسة أضعاف مما كانت تستثمره في عام 2019. كما أعلنت الشركة أيضًا عن خطة للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، حيث تعتزم تقليل انبعاثات الكربون من منتجاتها (مثل الوقود) بنسبة 50 % بحلول ذلك العام، كما تعتزم المضي قدمًا في زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة لتصل إلى 8 مليارات دولار في العام الواحد بحلول عام 2030. ومن هنا يمكن القول إنه يوجد تحول واضح في موقف الـ BP تجاه الطاقة المتجددة، وسعي حثيث للشركة نحو الاستثمار في هذا المجال بصورة أوسع من أجل تقليل انبعاثات الكربون الناتجة من عملياتها.
وأخيرًا، يُنظر للطاقة على أنها مقوّم أساسي من مقومات التنمية البشرية والحضارية، فتعزيز هذه التنمية ودفع عجلة التطور الاقتصادي والتصدي لانبعاث الغازات الكربونية وتغير المناخ عالميًا لهي أبرز تحديات هذا العصر الراهن. ولا شك أن عملية التحول إلى مستقبل يتسم بانخفاض مستوى الانبعاثات الكربونية عملية صعبة ومرهقة ومعقدة، لا سيما أن مصادر الطاقة البديلة سوف تستغرق وقتًا طويلًا وسوف تحتاج إلى ضخ استثمارات مستدامة حتى يمكنها تلبية حصة كبيرة من الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. وحرصًا على المحافظة على أمن الطاقة وتلبية احتياجات هذه الأعداد المتزايدة للسكان على مستوى العالم من الطاقة، فلا مناص من مواصلة الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية لتلبية القدر الأكبر من الطلب العالمي على الطاقة لفترة طويلة في المستقبل.
*جامعة الملك سعود
http://www.alriyadh.com/2013241]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ومن المعروف أيضًا أن عمليات إنتاج النفط وتكريره وتصنيعه واستهلاكه يصاحبها انبعاث كميات كبيرة من الغازات الكربونية التي تتصاعد لطبقات الغلاف الجوي لكوكب الأرض، حيث يبقى الكربون المنطلق من تلك العمليات في تلك الطبقات الجوية لفترات قد تمتد لعقود طويلة متفاعلاً مع الأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها الشمس ومسببًا للاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة وتغيرات في المناخ، لذا فقد أضحى تقليل تلك الانبعاثات الكربونية جزءًا مهمًا من الجهود العالمية المبذولة للحفاظ على صحة الإنسان وسلامة البيئة والحد من آثار تغيُّـر المناخ. وبما أن المملكة تعد دولة مهمة ومؤثرة وذات ثقل في مجموعة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فقد آلت على نفسها أن تكون في طليعة تلك الدول لبذل الجهود وتوفير الإمكانات بغية خفض نسب انبعاثات للكربون ووصولاً للحياد الكربوني (الصفري) الذي تتطلع إليه وتسعى نحوه دول العالم بأسره في العام 2050 الذي بات محطًا للتركيز لتحقيق ذلك الحياد الكربوني، والذي تم تعريفه على أنه تحقيق توازن بين انبعاثات غازات الكربون وامتصاص تلك الغازات من الغلاف الجوي والحفاظ على طبقة الأوزون الواقي للكوكب الأرضي من التآكل والانقراض. وفي هذا الشأن أعلنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل عن طموحاتها للوصول إلى الحياد الصفري للنطاقين (1 و 2) والحدّ من الانبعاثات الغازية الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري وتراكم تلك الغازات في طبقات الغلاف الجوي بحلول العام 2050، وبالإضافة لدورها الإيجابي في المساعدة اللازمة للتغلب على القضايا المناخية الملحَّة فهي في الوقت ذاته تعمل على زيادة الابتكارات المستجدة والحلول التقنية والممارسات السليمة ذات التأثير المنخفض على المناخ وتواصل دورها الريادي في تلبية حاجات مجتمعها المحلي ومتطلبات العالم المستمرة للطاقة مع الحدّ من الآثار الكربونية الناتجة عن أعمالها في قطاع النفط والغاز والتي ستظل تشكّل أهمية حاسمة لاستقرار الاقتصاد العالمي.
وفي سياق جهود الحد من التلوث الكربوني نأتي هنا إلى ذكر إحدى شركات النفط العريقة وهي الشركة النفطية البريطانية "British Petroleum" والمعروفة اختصارًا BP ومقرها في المملكة المتحدة، وقد اتخذت هذه الشركة منذ عام 2020 مسارًا مرسومًا في التحول نحو الطاقة المتجددة أعلنت فيه خطتها المجدولة التدريجية للتقليل من انبعاثات غازات الكربون الناتجة من عملياتها الصناعية النفطية بنسبة تصل إلى 40 % بحلول عام 2030، كما تعتزم أيضًا زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة بمقدار خمسة أضعاف مما كانت تستثمره في عام 2019. كما أعلنت الشركة أيضًا عن خطة للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، حيث تعتزم تقليل انبعاثات الكربون من منتجاتها (مثل الوقود) بنسبة 50 % بحلول ذلك العام، كما تعتزم المضي قدمًا في زيادة استثماراتها في الطاقة المتجددة لتصل إلى 8 مليارات دولار في العام الواحد بحلول عام 2030. ومن هنا يمكن القول إنه يوجد تحول واضح في موقف الـ BP تجاه الطاقة المتجددة، وسعي حثيث للشركة نحو الاستثمار في هذا المجال بصورة أوسع من أجل تقليل انبعاثات الكربون الناتجة من عملياتها.
وأخيرًا، يُنظر للطاقة على أنها مقوّم أساسي من مقومات التنمية البشرية والحضارية، فتعزيز هذه التنمية ودفع عجلة التطور الاقتصادي والتصدي لانبعاث الغازات الكربونية وتغير المناخ عالميًا لهي أبرز تحديات هذا العصر الراهن. ولا شك أن عملية التحول إلى مستقبل يتسم بانخفاض مستوى الانبعاثات الكربونية عملية صعبة ومرهقة ومعقدة، لا سيما أن مصادر الطاقة البديلة سوف تستغرق وقتًا طويلًا وسوف تحتاج إلى ضخ استثمارات مستدامة حتى يمكنها تلبية حصة كبيرة من الطلب العالمي المتزايد على الطاقة. وحرصًا على المحافظة على أمن الطاقة وتلبية احتياجات هذه الأعداد المتزايدة للسكان على مستوى العالم من الطاقة، فلا مناص من مواصلة الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية لتلبية القدر الأكبر من الطلب العالمي على الطاقة لفترة طويلة في المستقبل.
*جامعة الملك سعود
http://www.alriyadh.com/2013241]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]