تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قمّة جدة.. التوازن والنجاحات العشرة



المراسل الإخباري
05-22-2023, 03:33
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أتت قمّة جدّة الثانية والثلاثون للدول الأعضاء في الجامعة العربيّة في وقت حسّاس إقليميّاً وعالميّاً. وكانت هناك تشاؤميّات ومراهنات رغبويّة تنبأت بفشل القمّة وعدم اكتمال حضور أعضائها. ولكن توفيق الله أولاً ثمّ الإرادة السعوديّة وحاجة المناخ العربي العام للتهدئة مكّنت قمّة التوازنات في جدّة من تسجيل العديد من النجاحات التي يمكن تلخيص أبرزها في عشر نقاط:
أولاً: التمثيل الكامل للدول أعضاء الجامعة في قاعة الاجتماع الرئيسيّة وبصورة أكثر وضوحاً في اللجان التي حضّرت للقمّة. وفي هذا إشارة البدء لإعادة الروح للنظام العربي الرسمي واستعادة دور "الدولة" العربيّة التي تشظّت بعض أجزائها خلال العقد الماضي في حروب وصراعات ميليشيات وجماعات ضمن مشاريع إقليميّة وعالميّة عدميّة.
ثانياً: المرونة السياسيّة العالية في ترتيب وإدارة القمّة ودعوة الوفود واستيعاب التناقضات السياسيّة العربيّة بسلاسة وهدوء لترسيخ التفاهمات على أساس المصالح العليا للشعوب. حيث كان ضمن من حضر على سبيل المثال لبنان المنقسم برئيس حكومته المؤقتة، وممثلاً عن السودان التي تتصارع قواه العسكريّة، واليمن الجريح ممثلاً بمجلسه الرئاسي. وفي هذا السياق تم تأكيد عودة سوريا للجامعة العربيّة على الرغم من التحذيرات الغربيّة والتلويح الأميركي بمشروع قانون "مواجهة التطبيع مع نظام الأسد" الذي قدّمه مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ثالثاً: الانضباط الشديد مع اللغة الهادئة الواثقة في إدارة القمّة وهو ما انعكس في خطابات رؤساء الوفود، إذ لأول مرة لا نسمع خطباً مطوّلة تأخذ ساعات في ترديد الشعارات مع خفوت صوت المزايدات الشعبويّة والاستفزازيّة وتغلّب صوت التحليل والتشخيص للإشكاليّات العربيّة الكبرى.
رابعاً: ترتيب الأولويّات والملفّات العربيّة وتثبيت الثوابت الرئيسيّة وهو ما عكسه إعلان جدة بتأكيده على مركزيّة حقوق الشعب الفلسطيني والعمل العربي المشترك المبني على الأسس والقيم والمصالح المشتركة والمصير الواحد، وضرورة توحيد الكلمة.
خامساً: التوازن المحسوب في اجتماع القمّة بين ملفات الإقليم والعالم حيث استضافت القمّة الرئيس الأوكراني، واستقبلت خطاباً للرئيس الروسي بما سيمكّن رئاسة القمة من التوسّط المعتدل في الصراعات الدولية.
سادساً: إعلان أولويّة التنمية المستدامة ومتلازماتها ومنها الأمن، والاستقرار كحقوق أصيلة للمواطن العربي وتأكيد أهميّة مواصلة حشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل أفضل للشعوب العربيّة.
سابعاً: التركيز على تنقية الأجواء وخفض التوترات من خلال استقلال القرار العربي والحلول العربيّة فيما يخص الشؤون الداخليّة للدول العربيّة، وهو ما أكّده الخطاب الافتتاحي لرئيس القمّة الأمير محمد بن سلمان "لن نسمح بأن تكون منطقتنا ميدانا للصراعات".
ثامناً: سيادة أجواء التصالح والوئام التي كشفتها الخطابات والتصريحات واللقاءات وما تسرّب من كواليس القمّة، إضافة إلى ما بثته القنوات العربيّة الرسميّة من تحليلات هادئة صاحبت فعاليات القمّة.
تاسعاً: التوظيف الإيجابي للظرف الجيوسياسي الحالي وما صاحبه من ارتباك النظام العالمي في إعلان تأسيس مفهوم "المصلحة العربيّة العليا" بدل الاستقطابات والأيديولوجيات بتركيز الاعتماد على الذات والاستفادة من المقومات البشريّة والطبيعيّة التي تحظى بها المنطقة العربيّة للتعاطي مع تحديات العصر الجديد.
عاشراً: تعزيز حضور الهويّة العربيّة في عالم اليوم المضطرب لتكون جسراً للتواصل مع الثقافات الأخرى وهو ما عزّزه بيان جدّة الذي أكّد على تعزيز المحافظة على "ثقافتنا وهويتنا العربيّة الأصيلة لدى أبنائنا وبناتنا، وتكريس اعتزازهم بقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا".
قال ومضى:
إذا احترَبَتْ يومًا ففاضت دماؤها
تذكَّرتِ القُربى ففاضتْ دُموعُها




http://www.alriyadh.com/2013440]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]