المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ملك الصحافة



المراسل الإخباري
05-23-2023, 04:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png "قصة ملك الصحافة" هو عنوان فاخر لفيلم وثائقي صدر أخيراً؛ يتناول حياة شخصية استثنائية ملهمة هي الأستاذ تركي السديري. وكم أسعدني هذا العمل؛ لأنه يتحدث عن شخص أحبه وأقدره كثيراً، وكان بمثابة الأب الروحي لنا ولأجيال تعاقبت على جريدة "الرياض".
بالنسبة لنا لم يكن تركي السديري مجرد رئيس في العمل، بل كان مدرسة في الأخلاق والمهنية والشغف والصبر، ومعلماً لا يبخل في تمرير الدروس لتلاميذه. والأهم أنه رسخ في بيئة الجريدة ثقافة الصرامة والجدية في العمل، ودفء شعور العائلة؛ تلك العائلة التي كان يشكل فيها - رحمه الله - الظهر والسند لكل من ينتمي لأسرة "الرياض"، ومازلت أتذكر شعورنا بالارتباك والقلق عند بدايات إصابته بالمرض، إلا أن البسالة التي أظهرها في التغلب عليه والعودة لشغف العطاء بكامل طاقته ألهمتنا وبددت مخاوفنا.
التوثيق لشخصية مثل الأستاذ الرمز تركي السديري هو صورة من صور الوفاء ليس فقط لشخصية خدمت وطنها بكل تفانٍ وأسهمت في تأسيس مدرسة صحفية مميزة؛ بل أيضاً لجزء مهم من ذاكرة هذا الوطن، فتركي عايش أحداثاً وقيادات ومراحل مهمة مرت على المملكة، وشكل - رحمه الله - أيقونة صحفية تؤرخ لانتقال العمل الإعلامي لدينا من مرحلة البدايات المتعثرة البسيطة، إلى مرحلة الاحترافية والعمل الصحفي الجاد، ومن النادر أن تجد شخصية في الصحافة العالمية خدمت في مكان واحد إلى درجة امتزاج اسمها باسم الوسيلة الإعلامية مثل ما حدث مع تركي السديري وجريدة "الرياض"، وكان التنافس الذي صنعه في الوسط الإعلامي هو بذرة تطور العمل الصحفي في المملكة خلال العصر الذهبي لصاحبة الجلالة.
هذا العمل الوثائقي الجديد رغم أهميته، إلا أنه يفتح نافذة صغيرة جداً على شخصية تركي السديري، لأن حياته وريادته ومدرسته الصحفية وإنسانيته تستحق العديد من الأعمال الوثائقية والكتب. هناك الكثير ممن عاصروا الأستاذ وعايشوه على المستوى الشخصي والعملي والإنساني ولديهم من المرويات والقصص ما يستحق تدوينها وحفظها من الضياع.
وأخيراً، كل الشكر لعلي وحسن سعيد اللذين عملا على إعداد وإخراج هذا العمل، والشكر أيضاً لأصدقاء وزملاء الراحل الذين ظهروا في الفيلم الوثائقي وتحدثوا بكل صدق ومحبة عن الأستاذ، وشاركونا جزءاً عزيزاً من ذاكرتهم عن الراحل الكبير.




http://www.alriyadh.com/2013606]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]