المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنتقدون والمصلحون..



المراسل الإخباري
05-30-2023, 02:19
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png فنان رسم لوحة وظن أنها الأجمل على الإطلاق، أراد أن يتحدى بها الجميع فوضعها في مكان عام وكتب فوقها العبارة التالية: من رأى خللاً ولو بسيطاً فليضع إشارة حمراء فوقها، عاد في المساء ليجدها مشوهة بإشارات حمراء تدل على خلل هنا وهنا لدرجة أن اللوحة الأصلية طمست تماماً، ذهب إلى معلمه وقرر ترك الرسم لشدة سوئه، فأخبره المعلم بأنه سيغير العبارة فقط، ورسم ذات اللوحة ووضعها بذات المكان، لكنه وضع ألواناً وريشة وكتب تحتها العبارة التالية: من رأى خللاً فليمسك الريشة والقلم وليصلحه، فلم يقترب أحد من اللوحة حتى المساء، وتركها أياماً ولم يقترب أحد، وهنا الجوهر حيث قال له المعلم: كثيرون الذين يرون الخلل في كل شيء، ولكن المصلحون ندرة، هذا هو حال الناس نرى الأخطاء ونعشق الانتقاد ولا أحد يقدم الحل، فكم من الحاجات التي يجب أن نتدرب عليها كالمرونة النفسية التي تدعو الواحد منا للتماشي مع متغيرات الأحداث، وأن الحياة ليست على وتيرة واحدة، فالحياة قليل منها سعادة وقليل منها تعاسة، لحظات نحن فيها في وضعية المستريح ووضعيات المعاناة، الحياة فيها سهل وفيها صعب، الذي ليس مهيأ نفسه للتقلبات تلك، سيسهل عليه الوقوع عند كل تغير للأحداث، فالإنسان مع الأحداث مثل الزرع يتحرك مع اتجاه الريح ويعود كما كان، يعني لديه مرونة وليونة، فطبيعي أن الحياة تتقلب وحتى لو ضعف أو وقع إلا أنه سيعود ويكمل حياته، حسناً أيها القارئ العزيز، قد تتساءل ما علاقة المرونة النفسية بحكاية الرسام التي جاءت في أول المقال؟ الجواب بسيط وهو أن الإنسان متى ما كانت لديه المرونة النفسية ويرى شيئاً أو أشياء أمامه فلا بد من التفاعل مع الشيء كما هو لا كما يجب أن يكون، فالنظر للأشياء يستحسن النظر بها بعين الإيجابية والابتعاد قدر الإمكان عن عين السلبية، بمعنى آخر نترك الخطأ وننظر للصواب وفي ذلك جماليات الأشياء في الحياة، وقد تعود من القارئ المتابع لمقالي الأسبوعي (تدوين) الكلام عن المسرح وشؤونه أو عن المسرحيين وشؤونهم، هذا صحيح وعليه أكمل باقي مقالي هذا عن المسرح الذي هو فعل إنساني جميل وأداء يقوم به فريق عمل مهموم بما حوله من حياة، يحمل رسالة يستشعرها المتلقي لأنها تشكل جزءاً من همومه وأفكاره، يترك لمشاعره العنان لتحلق حيث هو في كل مكان، يعاونه في هذا التحليق نشوة سمعية وبصرية مطرزة بألوان وأشكال تؤكد حقيقة ما يعيش فيه وهو قابع في كرسيه الصغير شاخصاً بجميع حواسه للخشبة لتخلق لديه العديد من الأسئلة التي يفرضها الجدل الحاضر أمامه، المسرح نص وممثلون وإخراج وسينوغرافيا وبروفات وفنيون، يكون نتاجه مسرحية يحضرها جمهور في احتفالية خاصة به المنجز في العرض المسرحي، لم يتبق من مساحة المقال إلا القليل من الكلمات والتي لا أستطيع الإطالة أو الإسهاب أكثر مما ذكرته أعلاه، وعليه أشكر كل من قرأ المقال متمنياً من رأى خللاً ولو بسيطاً فليضع خطاً أحمر تحت الكلمة الخاطئة.




http://www.alriyadh.com/2014846]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]