تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السياسة الخارجية السعودية قوتنا الناعمة



المراسل الإخباري
05-31-2023, 03:46
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من المعروف أن الشي الوحيد الثابت في السياسة التغيير، ومن المعروف أيضاً أن السياسة فن الممكن، ومن المؤكد أن الثقافة والفنون والترفيه وغيرها من الأصول الناعمة للدول تشكل معالم القوة الناعمة للدول، ولكن ما المختلف في التجربة السعودية.
إذا ما أخذنا تجارب بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، فنجد في التجربة الأولى أن هوليود هي مورد النفوذ الأميركي الأول برغم تراجع تأثيره لكثافة الإنتاج السينمائي عالمياً وتطوره وعدم تطور الإنتاج الأميركي والمحافظة على النمط الكلاسيكي في الإنتاج وكتابة القصة، بينما المملكة المتحدة يعد المجلس الثقافي البريطاني أهم عنصر نفوذ في التجربة البريطانية، أما كوريا الجنوبية ففرق البوب الشهيرة والدراما تشكل معالم القوة الناعمة الكورية، بينما في التجربة اليابانية فربما أفلام الإنمي والتركيز على التقنيات الحديثة في الإنتاج الصناعي في مختلف القطاعات تشكل معالم القوة الناعمة اليابانية.
أما في التجربة السعودية فأعتقد أن المسار مختلف نوعاً ما، فالاتفاق الذي أبرم مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية بوساطة صينية مؤخراً تتجاوز آثاره تعزيز السلم والنمو الاقتصادي للمنطقة لتكون قوة ناعمة تمثل الدور الريادي السعودي كقوة خير وسلام تعزز دور شعوب المنطقة في التنمية الاقتصادية والازهار.
وإذا ما تحدثنا عن الجمهورية السورية فالأهداف نوعية وشاملة فمن ناحية تساهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ويعزز الوضع المعيشي للمواطنين وفي نفس الوقت يقلل من نفوذ وانتشار الميليشيات الإرهابية ويؤمن حياة كريمة للمواطنين ويعطي فرصاً أكبر للنمو الاقتصادي وعودة اللاجئين لديارهم.
أما إجلاء أكثر من 8500 شخص من 110 دول من السودان في ظل حرب أهلية يعد عملاً أسطورياً بما تحمله الكلمة من معنى، ولا أستبعد أن تدرس عملية الإجلاء في الكليات العسكرية مستقبلاً عالمياً، ويرجع السبب أن عملية إجلاء عدد محدود تتطلب عمليات تأمين عالية تحفظ سلامة القوات المشاركة في العمليات وسلامة رعايا الدول من دبلوماسيين ومدنيين، مع الأخذ بالاعتبار وعورة وتنوع التضاريس براً وبحراً ومسافة الإجلاء، وهو ما يعكس قدرات المملكة -بفضل الله- على تنفيذ مهام نوعية محكمة تساهم في حماية الأرواح وتعزيز السلم والازدهار الاقتصادي، وبالطبع تتطلب هذه المبادرات لأن تخلد سينمائياً لإبراز مثل هذه الأعمال ويتجاوز أثرها الإعلامي نشرات الأخبار وبرامج التحليل السياسي وليصل أثرها لعامة المجتمعات.
الخلاصة؛ استراتيجيات القوة الناعمة تتمثل في توظيف أدوات النفوذ المختلفة من ثقافة وفنون وسينما لزيادة النفوذ الدولي للدول، بينما في التجربة السعودية فالمبادرات السياسة النوعية تعد قوة ناعمة تساهم في تعزيز النفوذ والمصالح السعودية دولياً وتحقيق المستهدفات الإستراتيجية للمملكة.




http://www.alriyadh.com/2015032]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]