المراسل الإخباري
06-10-2023, 03:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن قياس تأثير الجائزة على العلماء الشباب في المملكة يعد إحدى الأولويات التي وضعت منذ البداية، فالهدف ليس تقديم جوائز بقدر ما هو الارتباط مع المؤسسات التعليمية السعودية والمشاركة معهم في خلق جيل قادر على المنافسة مع الآخر وبناء بيئة معرفية إبداعية لها منتجات اقتصادية محلية وعالمية..
يفترض أن ننظر لجائزة اليونسكو - عبدالله الفوزان من منظار رؤية المملكة 2030، وهذا يحيلنا إلى الأهداف الكبيرة التي تتطلع لها بلادنا على الصعيد العالمي، فالرؤية لا تقف عند تصحيح الداخل بل توظف كل ممكناتها لإعادة صياغة الصورة الذهنية عن المملكة وتاريخها وثقافتها وارتباطاتها بشعوب وثقافات العالم.
إنها رؤية تقدم بلادنا في قالب عالمي مختلف عن كل القوالب التي وضعنا فيها العالم، لعلنا نبحث هنا عن المساهمة التي يمكن أن يساهم بها بلد كبير ومؤثر يملك ناصية الطاقة في العالم من جهة ويمثل قبلة ربع البشر من جهة أخرى، منه خرجت أعظم الرسالات وعلى أرضه بدأ تاريخ جديد للبشرية، فرؤيتي الشخصية هي أن الرسالة المحمدية كانت نقطة تحول في التاريخ الإنساني على الصعد كافة وستظل كذلك وستبقى أرضنا تمثل هذه البدايات الإنسانية الملهمة. إذاً نحن نتحدث عن بلد يغوص عميقاً في طبقات التاريخ ويحمل تأثيراً معاصراً لا محدود يتجاوز القوالب الذهنية السلبية التي حاول ويحاول البعض تأطيرنا داخلها، جائزة اليونسكو الفوزان إحدى المبادرات المهمة التي تحاول نقل بعض رسائل رؤية المملكة للعالم.
تحتفي الجائزة، وهي أول جائزة سعودية عالمية في اليونسكو وأول جائزة على مستوى العالم في مجالات "ستم" العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، بتوزيع جوائزها على الفائزين، التي تمثل مناطق اليونسكو الخمس، في يوم 19 يونيو (الجاري) في القاعة الكبرى في مقر اليونسكو في باريس، وهو احتفاء نوعي ولافت، فتأثير الجائزة يمتد إلى كل بقعة في العالم ويركز على العلماء الشباب (18-40 عام)، أي أنها تركز على المساهمة في خلق "الشخصية العلمية" وتتطلع أن تكون جزءاً من تاريخ العلماء البارزين حول العالم.
بالتأكيد إنه احتفاء سعودي عالمي بالعلوم، فقد نشأت فكرة الجائزة من خلال توجهات المملكة المستقبلية وتطلعها للمساهمة بفعالية في الحضارة الإنسانية، وهذا هدف طموح لبلد ناهض مثل المملكة، فليس من السهولة أن تعبر عن الفضاء الرحب من الأفكار والطموحات التي عبر عنها سمو ولي العهد -يحفظه الله- حول البيئة، فمبادرات، مثل: السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرة حرم سموه لإنشاء مركز "علمي"، جميعها دلالات حول الرسالة الجديدة التي تبعث بها المملكة للعالم، فبلادنا لا تفتخر فقط بتراثها وتاريخها المتجذر في أعماق التاريخ بل تمد يدها للعالم لتساهم في بناء المستقبل.
خلال العامين الفائتين عمل فريق الجائزة مع قطاع العلوم في اليونسكو على تحديد التوجهات العامة، وتم تحديد أولويات القضايا التي يجب التركيز عليها، لذلك فقد أتيحت الفرصة في دورتها الأولى لموضوعات متنوعة تهم البشرية، وأعلن للعلماء في كل مكان في العالم عبر القنوات المعترف بها في اليونسكو للتقدم للجائزة. ورغم أنه كان هناك بعض المخاوف للوصول إلى العلماء المهتمين، خصوصاً في البداية، إلا أن من تقدموا للمنافسة على الجائزة يفوق كثيراً بعض الجوائز التي لها تاريخ طويل في المنظمة، ربما لفرادة موضوعها، فالاهتمام بـ"ستم" أصبح واسعاً في مجالات التعليم وتحول إلى منظومات تعليمية ذات أطر مؤسسية بعضها مستقل بشكل كامل. ينص نظام اليونسكو أن يختار قطاع العلوم المحكمين ويصادق على الاختيار المدير العام، لذلك فقد تم اختيار 5 محكمين من القارات الخمس أحدهم حاصل على جائزة نوبل، وفي مطلع هذا العام الميلادي (يناير) اجتمع المحكمون للمرة الثانية في الرياض (الاجتماع الأول كان في باريس) لاختيار الفائزين بالجائزة، هذه الإجراءات الصارمة تهدف بالدرجة الأولى إلى الوصول للعلماء الشباب الذين يملكون قدرات علمية تؤهلهم كي يكونوا علماء بارزين ومتفردين في مجالاتهم.
يكمن الهدف البعيد وراء الجائزة في المساهمة في خلق مجتمع علمي مبدع في المملكة، يرتكز على الابتكار وصناعة الأفكار ويساهم في النهضة المعرفية التي تعيشها بلادنا في الوقت الراهن. التنافس مع الأقران على مستوى العالم يدفع إلى اكتشاف الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، لذلك فإن قياس تأثير الجائزة على العلماء الشباب في المملكة يعد إحدى الأولويات التي وضعت منذ البداية، فالهدف ليس تقديم جوائز بقدر ما هو الارتباط مع المؤسسات التعليمية السعودية والمشاركة معهم في خلق جيل قادر على المنافسة مع الآخر وبناء بيئة معرفية إبداعية لها منتجات اقتصادية محلية وعالمية، هذه ليست أحلام بل طموحات وإيمان بأن ما تسعى له رؤية المملكة يتطلب المشاركة في بناء جيل هذه الرؤية.
بقي أن نقول إن العلماء الذين فازوا بالنسخة الأولى قدموا دراسات علمية مثيرة للاهتمام، بعضها مؤهل أن يحوز على جائزة نوبل في المستقبل، بشهادة لجنة التحكيم، هذا يعطي تصوراً لمدى اهتمام العالم بالعلوم كمحرك للتنمية.
المستقبل الذي ننشده، لا يستطيع أن يتشكل دون حضور العلوم وتطور مؤسسات جادة تعنى بالعلماء الشباب ومنحهم فرص حقيقية لخلق مستقبل جديد، وربما الأهم هو ربط النشاط العلمي بنشاط إنتاجي صناعي.
http://www.alriyadh.com/2016813]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إن قياس تأثير الجائزة على العلماء الشباب في المملكة يعد إحدى الأولويات التي وضعت منذ البداية، فالهدف ليس تقديم جوائز بقدر ما هو الارتباط مع المؤسسات التعليمية السعودية والمشاركة معهم في خلق جيل قادر على المنافسة مع الآخر وبناء بيئة معرفية إبداعية لها منتجات اقتصادية محلية وعالمية..
يفترض أن ننظر لجائزة اليونسكو - عبدالله الفوزان من منظار رؤية المملكة 2030، وهذا يحيلنا إلى الأهداف الكبيرة التي تتطلع لها بلادنا على الصعيد العالمي، فالرؤية لا تقف عند تصحيح الداخل بل توظف كل ممكناتها لإعادة صياغة الصورة الذهنية عن المملكة وتاريخها وثقافتها وارتباطاتها بشعوب وثقافات العالم.
إنها رؤية تقدم بلادنا في قالب عالمي مختلف عن كل القوالب التي وضعنا فيها العالم، لعلنا نبحث هنا عن المساهمة التي يمكن أن يساهم بها بلد كبير ومؤثر يملك ناصية الطاقة في العالم من جهة ويمثل قبلة ربع البشر من جهة أخرى، منه خرجت أعظم الرسالات وعلى أرضه بدأ تاريخ جديد للبشرية، فرؤيتي الشخصية هي أن الرسالة المحمدية كانت نقطة تحول في التاريخ الإنساني على الصعد كافة وستظل كذلك وستبقى أرضنا تمثل هذه البدايات الإنسانية الملهمة. إذاً نحن نتحدث عن بلد يغوص عميقاً في طبقات التاريخ ويحمل تأثيراً معاصراً لا محدود يتجاوز القوالب الذهنية السلبية التي حاول ويحاول البعض تأطيرنا داخلها، جائزة اليونسكو الفوزان إحدى المبادرات المهمة التي تحاول نقل بعض رسائل رؤية المملكة للعالم.
تحتفي الجائزة، وهي أول جائزة سعودية عالمية في اليونسكو وأول جائزة على مستوى العالم في مجالات "ستم" العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، بتوزيع جوائزها على الفائزين، التي تمثل مناطق اليونسكو الخمس، في يوم 19 يونيو (الجاري) في القاعة الكبرى في مقر اليونسكو في باريس، وهو احتفاء نوعي ولافت، فتأثير الجائزة يمتد إلى كل بقعة في العالم ويركز على العلماء الشباب (18-40 عام)، أي أنها تركز على المساهمة في خلق "الشخصية العلمية" وتتطلع أن تكون جزءاً من تاريخ العلماء البارزين حول العالم.
بالتأكيد إنه احتفاء سعودي عالمي بالعلوم، فقد نشأت فكرة الجائزة من خلال توجهات المملكة المستقبلية وتطلعها للمساهمة بفعالية في الحضارة الإنسانية، وهذا هدف طموح لبلد ناهض مثل المملكة، فليس من السهولة أن تعبر عن الفضاء الرحب من الأفكار والطموحات التي عبر عنها سمو ولي العهد -يحفظه الله- حول البيئة، فمبادرات، مثل: السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرة حرم سموه لإنشاء مركز "علمي"، جميعها دلالات حول الرسالة الجديدة التي تبعث بها المملكة للعالم، فبلادنا لا تفتخر فقط بتراثها وتاريخها المتجذر في أعماق التاريخ بل تمد يدها للعالم لتساهم في بناء المستقبل.
خلال العامين الفائتين عمل فريق الجائزة مع قطاع العلوم في اليونسكو على تحديد التوجهات العامة، وتم تحديد أولويات القضايا التي يجب التركيز عليها، لذلك فقد أتيحت الفرصة في دورتها الأولى لموضوعات متنوعة تهم البشرية، وأعلن للعلماء في كل مكان في العالم عبر القنوات المعترف بها في اليونسكو للتقدم للجائزة. ورغم أنه كان هناك بعض المخاوف للوصول إلى العلماء المهتمين، خصوصاً في البداية، إلا أن من تقدموا للمنافسة على الجائزة يفوق كثيراً بعض الجوائز التي لها تاريخ طويل في المنظمة، ربما لفرادة موضوعها، فالاهتمام بـ"ستم" أصبح واسعاً في مجالات التعليم وتحول إلى منظومات تعليمية ذات أطر مؤسسية بعضها مستقل بشكل كامل. ينص نظام اليونسكو أن يختار قطاع العلوم المحكمين ويصادق على الاختيار المدير العام، لذلك فقد تم اختيار 5 محكمين من القارات الخمس أحدهم حاصل على جائزة نوبل، وفي مطلع هذا العام الميلادي (يناير) اجتمع المحكمون للمرة الثانية في الرياض (الاجتماع الأول كان في باريس) لاختيار الفائزين بالجائزة، هذه الإجراءات الصارمة تهدف بالدرجة الأولى إلى الوصول للعلماء الشباب الذين يملكون قدرات علمية تؤهلهم كي يكونوا علماء بارزين ومتفردين في مجالاتهم.
يكمن الهدف البعيد وراء الجائزة في المساهمة في خلق مجتمع علمي مبدع في المملكة، يرتكز على الابتكار وصناعة الأفكار ويساهم في النهضة المعرفية التي تعيشها بلادنا في الوقت الراهن. التنافس مع الأقران على مستوى العالم يدفع إلى اكتشاف الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، لذلك فإن قياس تأثير الجائزة على العلماء الشباب في المملكة يعد إحدى الأولويات التي وضعت منذ البداية، فالهدف ليس تقديم جوائز بقدر ما هو الارتباط مع المؤسسات التعليمية السعودية والمشاركة معهم في خلق جيل قادر على المنافسة مع الآخر وبناء بيئة معرفية إبداعية لها منتجات اقتصادية محلية وعالمية، هذه ليست أحلام بل طموحات وإيمان بأن ما تسعى له رؤية المملكة يتطلب المشاركة في بناء جيل هذه الرؤية.
بقي أن نقول إن العلماء الذين فازوا بالنسخة الأولى قدموا دراسات علمية مثيرة للاهتمام، بعضها مؤهل أن يحوز على جائزة نوبل في المستقبل، بشهادة لجنة التحكيم، هذا يعطي تصوراً لمدى اهتمام العالم بالعلوم كمحرك للتنمية.
المستقبل الذي ننشده، لا يستطيع أن يتشكل دون حضور العلوم وتطور مؤسسات جادة تعنى بالعلماء الشباب ومنحهم فرص حقيقية لخلق مستقبل جديد، وربما الأهم هو ربط النشاط العلمي بنشاط إنتاجي صناعي.
http://www.alriyadh.com/2016813]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]