تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تخصيص الأندية وإعلامنا الرياضي



المراسل الإخباري
06-13-2023, 03:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
الإعلام الرياضي هو قنطرة عبور الجمهور إلى بعضهم البعض من خلال مشاهدة ومتابعة المنافسات الرياضية محلياً، والسجل الرياضي التاريخي لبلادنا ينقل لنا مسيرة ماضٍ زاخر بالعمل والاجتهاد وبذل الممكن، وينقلنا إلى مستقبل زاهر نتجنب فيه أزمة الإعلام الرياضي المملوء بالتحزب والتعصب المبني على خيالات وتصورات بعيدة عن الحقائق..
لا شك أن مجال الإعلام بأدواته مكوّنٌ من مكونات البنية الفوقية في أي مجتمع، وهو شريك نوعي في تحفيز الحراك الاجتماعي والوطني، ومؤثر مهم في دعم ودفع عجلة التغيير ومخرجات التطوير باتجاه الحصول على مكتسبات شاملة، وله دور فاعل في التنمية والرقابة والنقد والتثقيف، ودعم مسيرة التحولات المختلفة في أي مجتمع، ولقد عرفت وسائل الإعلام تطورا كبيرا جعلها تكتسح جميع مجالات الحياة، إذ تتميز بكونها فتحت للإنسان مجالا واسعا للمشاهدة والاستماع والقراءة، وتُّعد من أهم مصادر الفكر والمعرفة في المجتمع، ويؤكد الباحثون أن أي تغيير في المجتمع لا يمكن أن يتم بمعزل عن استخدام وسائل الإعلام، لأنها من الوسائل المهمة والرئيسة لشرح ونقل تلك التغيرات الجديدة التي ستحدث في المنظومة الرياضية وفي بنيته ووظائفه وتعبئة الرأي العام داخليا وخارجيا من خلال التأثير على قيمه بشكل إيجابي حين ننطلق بإبهار في هذا التحول الجديد الكامن في مشروع تخصيص الأندية الذي يأتي بعد "اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى، تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال، عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للرياضة بشكل عام وللمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين على الأصعدة كافة في عدد كبير من الألعاب المختلفة وخصوصا كرة القدم.
وهذا التحول المدروس بنيَ على مسارين رئيسين؛ أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بداية من الربع الأخير من عام 2023.
ويهدف نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضيا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
ويقوم المشروع على ثلاثة أهداف استراتيجية، تتمثل في إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية، ما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجمهور.
ولا شك أن فلسفة الإعلام الرياضي كلون من ألوان الإعلام المتخصص هو اليوم ليس كالأمس، حيث إنه في عصرنا المتسارع هذا تعاظمت أدواره وتشعبت وأضحى يتحمل الثقل المركزي في الدفع بالحياة الرياضية في الوسط الاجتماعي بموجب ما يملكه من إمكانيات مادية ومعنوية تؤهله لذلك، فتعدى أهدافه القديمة إلى تنمية الكثير من الجوانب والعلاقات الاجتماعية بين أوساط الشريحة الرياضية، وبالنظر للتطورات اللافتة والهائلة التي طالت الواقع الرياضي وانتقاله إلى واقع نوعي ومميز ومختلف تماما عن حقب سابقة، حيث واكبت هذه المستجدات والتغييرات برامج رؤية السعودية المبهرة 2030 والتي ساهمت في تعزيز القيمة الحقيقية للرياضة ومخرجاتها وتأثيراتها ومكتسباتها.
يبقى الأمر الأكثر إلحاحا وطلبا وتوجسا لهذا التطوير الرياضي المتين، والمستند إلى معطيات المصلحة الوطنية في مجال الخصخصة الرياضية يتمثل في دور الإعلام الرياضي وما يمكن أن يفعله ويقدمه فقد وضع هذا التحول خطاب الإعلام الرياضي أمام مسؤوليات جديدة برابط عضوي بهذا الاتجاه يجبرنا مضطرين بدور نوعي وواضح ومتناغم يبدأ بالتخلي عن بساطته التقليدية، وسطحيته الآنية المتمثلة أساسا في التغطية الإخبارية السريعة، والمعالجة اللينة، وكذلك النقد العشوائي المبني على مسامير من الميول والتحيز.. لذا أصبحنا اليوم مطالبين بإدراك هذه الحقائق بشمولية وعمق قبل أي تغطية أو معالجة إعلامية وتواصلية غير مسؤولة، كما أن الإعلام الرياضي بالذات وبما يملكه من وسائل، ومنصات، وأدوات، ومحتوى، وتأثير يتحمل الثقل المركزي في تقديمه ودعمه وظيفيا لهذا الواقع الرياضي المستجد بصفة أكثر موضوعية وشمولية، وبنفس مشبعة بالمسؤولية، والجدية، والجدارة خصوصا في ظل حتمية المصير، وتماهي المسؤولية بين الإعلام الرياضي والواقع الرياضي سببا ونتيجة الواجبات والمهام، إذ الواقع يقودنا بشدة لمسايرة ما يستجد على الساحة الرياضية والوطنية من خلال توسيع دائرة مهامه إلى تنمية الجوانب الشخصية والاجتماعية لدى الإعلاميين، والنقاد، والمؤثرين الرياضيين ثم صقلهم، وتنويرهم بما يستجد ويمكن قوله في هذا الشأن.. ولعل من هذه الأدوار يتوجب اضطلاع وسائل الإعلام وتكنولوجيات المعلومات والاتصال الجديدة اليوم بدور غير مسبوق بشأن مسألتي المواطنة والتفاعل مع رؤية القيادة في المكونات الرياضية وبإنتاج المحتوى الرياضي الرصين بخطاب منظم ومدروس، ونافذ، وجاذب يتماشى وتطلعات حدث التخصيص وتفاصيله والواقع الرياضي الجديد بمستجداته يفرض إعلاما رياضيا نوعيا، وملائما، وفاعلا، فإحداث تغيير في المنظومة الرياضية يتطلب تغييرا، وتحديثا في طبيعة ووظائف، ومهام خطاب الإعلام الرياضي، ومنظومته، وأنواعه، ووسائله فهو القوة المحركة للتغييرات العميقة التي قد تحصل في البنية الإعلامية ذات العلاقة، ودافعا باتجاه مستوى أداء ونوعية الكادر العامل في مفردات المنظومة الإعلام الرياضي.
نعم الإعلام الرياضي هو قنطرة عبور الجمهور إلى بعضهم البعض من خلال مشاهدة ومتابعة المنافسات الرياضية محليا.. والسجل الرياضي التاريخي لبلادنا ينقل لنا مسيرة ماضٍ زاخر بالعمل، والاجتهاد، وبذل الممكن.. وينقلنا إلى مستقبل زاهر نتجنب فيه أزمة الإعلام الرياضي المملوء بالتحزب والتعصب المبني على خيالات وتصورات بعيدة عن الحقائق التي يجب أن تتوافق مع مبادئ وأسس الإعلام الرياضي فنشأت هنالك دوامة يغرق فيها المتابع الرياضي الجاد بحثا عن الحقيقة المفقودة في أروقة الأحداث والمناسبات الرياضية، ويضيّع جهودا كبيرة تبذل في إنجاح مشروع التخصيص، وعلى هذا الأساس يجب على المعنيين بالأمر في وزارتي الإعلام والرياضة، أن يعلما أن عليهم مسؤوليات كبيرة ومهام جسيمة تتمثل في العمل من أجل تحسين أداء الإعلام الرياضي، وكذا النشاط الرياضي، من خلال تكوين وتأهيل الكوادر الإعلامية والرياضية من أبناء الوطن والاستعانة بالخبرات والمواهب المحلية، والسعي إلى اقتناء الآلات والتقنيات الإعلامية والرياضية الحديثة، ورسم سياسات إعلامية ورياضية متكاملة، وكذلك الاستفادة من خبرات، وقدرات، وأفكار أصحاب الشأن والتخصص.
ويبقى القول: الرياضة أصبحت حياة كاملة، ذات خصائص وسمات متميزة، تحتم على المنتسبين للإعلام الرياضي أو المهتمين به الاستفادة من معطيات التغير الكبير في واقعنا الرياضي، فعليهم تنسيق وتكييف هذه المعطيات مع خصوصية طبيعة ووظائف الإعلام الرياضي الوطني. لذا يصعب علينا كمنتمين للوسط الرياضي أن نبقى بمعزل عن أسس، وأدوار، ووظائف الإعلام الرياضي، وآلته، ومنصاته، وأطروحاته اللائقة بهذا الحدث.. فما يجري من تطورات هو من منطلق أن الرياضة استثمار في الأموال، والعقول، والأصول، وقوة ناعمة متمكنة من نقل واقعنا الحضاري بأساليب عصرية يرانا منها الآخر بطريقة جاذبة ومبتكرة، كما أن الرياضة منفذ تفاعلي عميق يعكس ويجسد معظم الخصائص النفسية، والفكرية، والثقافية للمجتمع.




http://www.alriyadh.com/2017305]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]