المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «بريكس» وتجمع الفقراء



المراسل الإخباري
06-16-2023, 05:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png سبق وأطلقنا إشارات على كيان جديد يسمى "بريكس"، لقد تحدثنا إلى ما انتهى إليه هذا الكيان آنذاك، ولم نعرف البدايات التي ستكون كاشفة للقارئ؛ ليسبر أغوار التجمعات الاقتصادية وغيرها، والهدف من إطلاقها، ونحن هنا كعين راصدة، وكاميرا تسجّل الأحداث.
بدأت فكرة تجمع "بريكس" عام 2000م بين الصين وروسيا، بهدف تشكيل تحالف اقتصادي داعم لسياسات الدولتين الجارتين، وبعد عام تقريباً تم ضم الهند والبرازيل إلى هذا التجمع، وأطلق عليه مسمى "بريك" (الأحرف الأولى للدول الأربع)، وكان أول تجمع رسمي لهذا الفريق على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2009م، وأطلق العالم على هذا الكيان الوليد مسمى "بريك كلوب"، وبعد عام تقريباً 2010م انضمت جنوب إفريقيا، وأصبح التحالف -إلى يومنا هذا– يضم خمس دول، وأصبح مسماه "بريكس".
لم يُعر العالم هذا التحالف اهتماماً إلا عام 2014م، بعدما بدأت الدول الخمس إنشاء بنك التنمية، وكانت الفكرة الأولى لإنشائه أن يصبح صندوقاً، على غرار صندوق النقد الدولي، إلا أنه اتخذ طريقاً مغايراً وأصبح بنكاً برأس مال قدره 100 مليار دولار، وتم الإطلاق الرسمي للبنك 2016م، وأضحى الغرض من هذا الصندوق تقديم الدعم للدول الأعضاء مساعدة وقروضاً، ومشروعات تنموية، دون فرض شروط تعجيزية كالتي يفرضها صندوق النقد الدولي من شاكلة، ضرورة إلغاء الدعم، وخفض رواتب موظفي الحكومة، وإطلاق يد القطاع الخاص في المشروعات، وألا يكون للدول مشروعات تديرها.
نتيجة للنمو الاقتصادي للصين، والهند والبرازيل، فقد أصبح هذا التجمع يمثل 31.5% من إجمالي الاقتصاد العالمي، متفوقاً على مجموعة G7 (مجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى) بإجمالي 30.7% من الاقتصاد العالمي، مما لفت الأنظار إليه بقوة بعد جائحة كورونا وما قدمه البنك للدول الأعضاء لمواجهة تداعياتها الاقتصادية، بل ومساعدة روسيا خلال الحرب الدائرة حالياً مع أوكرانيا.
العديد من دول العالم بدأت تشاورات ومباحثات للانضمام إلى هذا الكيان، منهم المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وإيران وبنجلاديش وإندونيسيا وغيرها، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية اجتماعات لمجموعة بريكس في جنوب أفريقيا، على مستوى وزراء الخارجية لدول المجموعة والعديد من الدول الأخرى.
يرى فريق من المحللين العالميين أن التحاق دول فقيرة بهذا التجمع سوف تضعفه، لأنه كيان اقتصادي في المقام الأول، إلا أن روسيا والصين لهما وجهة نظر مغايرة، لأن الاقتصاد ليس وحده من يحكم العالم، بل القرار السياسي، ولن تكون هناك قوة لأي قرار سياسي دون دعم وزخم من أكثرية من الدول الداعمة والمؤيدة، فإذا كانت الدول فقيرة اقتصادياً، فهي غنية كقوة داعمة، لها صوت وإرادة وشعوب، لها قدرة استهلاكية وصناعية، إضافة لتأثيرها الإقليمي.
النقطة الأكثر أهمية أن العالم بتحالفاته يرى أن الدولة الوحيدة القادرة على دعم هذا الكيان اقتصادياً وسياسياً هي المملكة العربية السعودية، لما تملكه من مقومات سياسية وقدرة على التأثير على الأقل في المحيطين العربي والإسلامي، إضافة لما يمثله الثقل الاقتصادي العالمي للمملكة، وما تقدمه للعالم، وآفاق الاستثمار الجاذبة، وكذلك قدرتها على دعم بنك التنمية بحصيلة من النقد، ستزيد من قدرة الكيان الاقتصادي السياسي "بريكس"، ونحن نترقب ما ستسفر عنه الاجتماعات القادمة 22-24 أغسطس 2023م، خاصة وأن هناك طلبات لأكثر من 15 دولة تريد الانضمام الفوري، مع المساهمة في بنك التنمية التابع لتجمع وتكتل وكيان "بريكس".




http://www.alriyadh.com/2017920]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]