المراسل الإخباري
06-17-2023, 03:29
http://www.alriyadh.com/media/thumb/31/53/800_b4d14df583.jpg يُعرّف المثَل بأنه مأخوذ من المثال، وهو قول سائر يُشبّه به حال الثاني بالأوّل، وحقيقة المثَل ما جُعل كالعلَم للتشبيه بحال الأوّل، كقول كعب بن زهير:
كانت مواعيد عرقوبٍ لها مثَلاً
وما مواعيدها إلا الأباطيلُ
فمواعيد عرقوب علَمٌ لكُلّ ما لا يصحّ من المواعيد.
وقال إبراهيم النظّام: «يجتمع في المثَل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام؛ إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحُسن التشبيه، وجودة الكناية.. فالمثَل نهاية البلاغة».
ووصف ابن عبد ربّه الأمثال في «العقد الفريد»، بأنها: «وشي الكلام، وجوهر اللفظ، وحلي المعاني، والتي تخيّرتها العرَب، وقدّمتها العجَم، ونُطق بها في كلّ زمان وعلى كلّ لسان».
وكتب أبو هلال العسكري، عن مكانة الأمثال في الأدب العربي، في مُقدّمة كتابه «جمهرة الأمثال»: «ما رأيت حاجة الشريف إلى شيء من أدب اللسان، بعد سلامته من اللحن، كحاجته إلى الشاهد والمثَل والشذَرة والكلمة السائرة، فإن ذلك يزيد المنطق تفخيماً، ويُكسبه قبولاً».
وتابع: «والأمثال من أجلّ الكلام، وأنبله وأشرفه وأفضله، لقِلّة ألفاظها، وكثرة معانيها، ويسير مؤنتها على المُتكلّم، مع كبير عنايتها، وجسيم عائدتها. ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عمل الإطناب، ولها روعة إذا برزتْ في أثناء الخطاب».
وتُعدّ الأمثال العربية من أقدم صوَر النثر العربي، وأغلبها كان سائداً فيما يبدو في الجاهليّة، تتردّد على الألسنة لتُصيب كبد الحقيقة، في مواضع الحكم وفصل الخطاب. وكثير من هذه الأمثال تُشير إلى أحداث ووقائع مُعيّنة حدثتْ في عصور انطوت في القِدم، وغابت في زوايا النسيان، ولكنها لم تعدم مع ذلك قُصّاصاً ورُواةُ أخبارٍ يخلقون من الخيال حقائق، ومن العدم وجوداً وربّما يكون في بناء أقاصيصهم ظِلّ باهت من الواقع، ولكن رواياتهم مع ذلك تُخرج لنا من الأمثال أساطير، لا تخرج في مدلولها من التعبير عن بعض الأفكار في صوَر محسوسة، القصد منها الحكمة والعبرة والمغزى الخُلُقي.
ولا شكّ أن هناك قصصاً كثيرة من أدبنا العربي ترامت إلينا عن القُصّاص الأقدمين في مجالس الأدب والمقاهي العربية، من قصص البطولة والشجاعة والكرم والفضائل ومكارم الأخلاق؛ مُمثّلة بقصص عنترة، وأبي زيد الهلالي، وسيف بن ذي يزن، وغيرها من الملاحم والحكايات الشعبية، وحفلت رواياتهم بالأمثال العربية التي لا تزال تُروى على كلّ لسان.
ولو تتبّعنا هذه القصص لضاق المجال عن ذكرها، ولكننا نكتفي بإيراد روايتين توضّحان المقصود.
فمثال هذه القصص حكاية الزبّاء أو الملكة زنوبيا، كما ورد في بعض الروايات، والتي كانت ملكة على تدمر قبل الإسلام، والتي حفلت قصّتها ببضع عشرة مثَل، ومنها:
لا يُطاع لقصير أمر
لأمرٍ ما جدع قصير أنفه
بيَدي لا بيَد عمرو
شبّ عمرو عن الطوق
رأيٌ فاتر وغدرٌ حاضر
أمنع من عقاب الجوّ
أما لُقمان فهو من أشهر حُكماء العرَب، ولعلّه أكثرهم شُهرة لِما عُرف من أخباره، وأصالته في البيان والحِلم والحكمة، ونُسبت إليه أمثالٌ كثيرة نُسجت حولها الأقاصيص والأساطير، ومن هذه الأمثال:
أشدّ من لُقمان
أخنى الأبد على لُبَد
تجشّأ لُقمان من غير شبع
اترك الشرّ كما يترككَ
رُبّ أخٍ لك لم تلدهُ أُمّك
آخِر العلاج الكيّ
لقد أبدع العرَب في ابتكار الأمثال في المواقف والأحداث المختلفة، فلا تكاد تخلو مواقف الحياة العامة من مثَلٍ ضُرب في مناسبتها، ولا نجد خُطبة معروفة، ولا قصيدة سائرة، إلا احتوَت مثَلاً رائعاً مؤثّراً في حياتنا.
ويقول عُلماء اللغة في المثَل، أنه ليس مُجرّد شكل من أشكال الفنون الأدبية، بل هو عمل كلامي يستحثّ قوّة ما على التحرّك، ويُحسب قائل المثَل أنه يؤثّر أعظم التأثير في مسار الأمور وسلوك الناس، فالمعنى والغاية يجتمعان في كلّ أمثال العالَم، وإن اختلفتْ في تركيب جُمَلها، أو في صلاحها، أو مدلول حكمتها، أو سُخريتها، فالأمثال كتابٌ ضخم يتصفّح فيه القارئ أخلاق الأُمّة وعبقريّتها وفطنتها وروحها.
http://www.alriyadh.com/2018073]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
كانت مواعيد عرقوبٍ لها مثَلاً
وما مواعيدها إلا الأباطيلُ
فمواعيد عرقوب علَمٌ لكُلّ ما لا يصحّ من المواعيد.
وقال إبراهيم النظّام: «يجتمع في المثَل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام؛ إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحُسن التشبيه، وجودة الكناية.. فالمثَل نهاية البلاغة».
ووصف ابن عبد ربّه الأمثال في «العقد الفريد»، بأنها: «وشي الكلام، وجوهر اللفظ، وحلي المعاني، والتي تخيّرتها العرَب، وقدّمتها العجَم، ونُطق بها في كلّ زمان وعلى كلّ لسان».
وكتب أبو هلال العسكري، عن مكانة الأمثال في الأدب العربي، في مُقدّمة كتابه «جمهرة الأمثال»: «ما رأيت حاجة الشريف إلى شيء من أدب اللسان، بعد سلامته من اللحن، كحاجته إلى الشاهد والمثَل والشذَرة والكلمة السائرة، فإن ذلك يزيد المنطق تفخيماً، ويُكسبه قبولاً».
وتابع: «والأمثال من أجلّ الكلام، وأنبله وأشرفه وأفضله، لقِلّة ألفاظها، وكثرة معانيها، ويسير مؤنتها على المُتكلّم، مع كبير عنايتها، وجسيم عائدتها. ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عمل الإطناب، ولها روعة إذا برزتْ في أثناء الخطاب».
وتُعدّ الأمثال العربية من أقدم صوَر النثر العربي، وأغلبها كان سائداً فيما يبدو في الجاهليّة، تتردّد على الألسنة لتُصيب كبد الحقيقة، في مواضع الحكم وفصل الخطاب. وكثير من هذه الأمثال تُشير إلى أحداث ووقائع مُعيّنة حدثتْ في عصور انطوت في القِدم، وغابت في زوايا النسيان، ولكنها لم تعدم مع ذلك قُصّاصاً ورُواةُ أخبارٍ يخلقون من الخيال حقائق، ومن العدم وجوداً وربّما يكون في بناء أقاصيصهم ظِلّ باهت من الواقع، ولكن رواياتهم مع ذلك تُخرج لنا من الأمثال أساطير، لا تخرج في مدلولها من التعبير عن بعض الأفكار في صوَر محسوسة، القصد منها الحكمة والعبرة والمغزى الخُلُقي.
ولا شكّ أن هناك قصصاً كثيرة من أدبنا العربي ترامت إلينا عن القُصّاص الأقدمين في مجالس الأدب والمقاهي العربية، من قصص البطولة والشجاعة والكرم والفضائل ومكارم الأخلاق؛ مُمثّلة بقصص عنترة، وأبي زيد الهلالي، وسيف بن ذي يزن، وغيرها من الملاحم والحكايات الشعبية، وحفلت رواياتهم بالأمثال العربية التي لا تزال تُروى على كلّ لسان.
ولو تتبّعنا هذه القصص لضاق المجال عن ذكرها، ولكننا نكتفي بإيراد روايتين توضّحان المقصود.
فمثال هذه القصص حكاية الزبّاء أو الملكة زنوبيا، كما ورد في بعض الروايات، والتي كانت ملكة على تدمر قبل الإسلام، والتي حفلت قصّتها ببضع عشرة مثَل، ومنها:
لا يُطاع لقصير أمر
لأمرٍ ما جدع قصير أنفه
بيَدي لا بيَد عمرو
شبّ عمرو عن الطوق
رأيٌ فاتر وغدرٌ حاضر
أمنع من عقاب الجوّ
أما لُقمان فهو من أشهر حُكماء العرَب، ولعلّه أكثرهم شُهرة لِما عُرف من أخباره، وأصالته في البيان والحِلم والحكمة، ونُسبت إليه أمثالٌ كثيرة نُسجت حولها الأقاصيص والأساطير، ومن هذه الأمثال:
أشدّ من لُقمان
أخنى الأبد على لُبَد
تجشّأ لُقمان من غير شبع
اترك الشرّ كما يترككَ
رُبّ أخٍ لك لم تلدهُ أُمّك
آخِر العلاج الكيّ
لقد أبدع العرَب في ابتكار الأمثال في المواقف والأحداث المختلفة، فلا تكاد تخلو مواقف الحياة العامة من مثَلٍ ضُرب في مناسبتها، ولا نجد خُطبة معروفة، ولا قصيدة سائرة، إلا احتوَت مثَلاً رائعاً مؤثّراً في حياتنا.
ويقول عُلماء اللغة في المثَل، أنه ليس مُجرّد شكل من أشكال الفنون الأدبية، بل هو عمل كلامي يستحثّ قوّة ما على التحرّك، ويُحسب قائل المثَل أنه يؤثّر أعظم التأثير في مسار الأمور وسلوك الناس، فالمعنى والغاية يجتمعان في كلّ أمثال العالَم، وإن اختلفتْ في تركيب جُمَلها، أو في صلاحها، أو مدلول حكمتها، أو سُخريتها، فالأمثال كتابٌ ضخم يتصفّح فيه القارئ أخلاق الأُمّة وعبقريّتها وفطنتها وروحها.
http://www.alriyadh.com/2018073]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]