المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنع والاستبدال لا إعادة التدوير



المراسل الإخباري
06-18-2023, 04:16
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المملكة تحتاج إلى التفكير في حلول جذرية للتعامل مع إشكالية البلاستيك، كإحلال عبوات مياه الشرب البلاستيكية بالزجاجية، وعدم شراء الأقمشة الصناعية كالبوليستر والنايلون، واستخدام القطن العضوي في الملبوسات..
في الخامس من يونيو الجاري تم الاحتفال باليـــوم العالمي للبيئة، وقد كان موضوعه عن التلوث البلاستيكــــي، والمملكـــة لديها خطط طموحة في هذا المجال، وذلك من خلال مبادرة السعــودية الخضراء، ومعها التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، وتطوير طريقة إدارة النفايات باستخدام الاقتصاد الدائري، والنفايات التي يتم إنتاجها، على المستوى المحلي، تصل إلى 230 ألف طن سنوياً، وفي الوقت الحالي، لا يزيد ما يعاد تدويره من السابق على 5 %، وهو لا يخضع للاشتراطات الحكومية، لأنه يحدث في الغالب بمعرفة سوق غير نظامية تهتم بتدوير الورق وبيعه، والدولة تستهدف منع وصول ما نسبته 94 % من النفايات إلى المرادم في 2035، وهذا سيسهم في انخفاض الانبعاثات الضارة بما يعادل 13 مليون طن سنوياً، وسيجرى العمل على مخلفات موسمـــي الحج والعمرة بمكة والمشاعر في إعادة التدوير، باعتبارهما يقدمان فرصاً استثمارية مجدية، وفي 2025 ستكون بداية وضع حاويات فرز للنفايات، وفق أفضل الممارسات العالمية، أمام المنازل والمطاعم والفنادق وغيرها.
الأرباح المستقبليـــة لإعادة التــــدوير في المملكة تقدر بنحو 10 مليارات دولار، من إجمالي الناتج المحلي، وستضيف إلى سوق العمل السعودي قرابة 23 ألف وظيفة جديدة في 2030، وهو ما سيجعلها متفوقة على بقية العرب، بشهادة دراسة اقتصادية أجرتها جامعة الدول العربية، وأوضحت فيها أن المنطقة تخسر أكثر من خمسة مليارات دولار سنوياً، نتيجة لغياب ثقافة إعادة التدوير عن قائمة أولوياتها، وتوجد في المملكة شركتان من شركات صندوق الاستثمارات العامة، الأولى تعمل على إعادة التدوير بما يعزز مبادرة السعودية الخضراء، والثانية وظيفتها إدارة النفايات واستثمارها.
مع ملاحظة أن تكلفة إنتاج أكياس البلاستيك أقل من ميزانية إعادة تدويرها، وبالتالي فجدواها الاقتصادية معدومة تماماً، والأصعب أن مجرد جمعها ونقلها إلى المرادم، يكلف الدولة سنوياً ما يصل إلى 37 مليون وثلاثمائة ألف دولار، وأن إعادة التدوير، بحسب الدراسات المتخصصة، تؤدي إلى إنتاج جسيمات بلاستيكية متناهية الصغر، خطرها البيئي أكبر من البلاستيك نفسه.
في مارس 2022 توصلت مئتا دولة إلى اتفاق حول البلاستيك، وتحديداً على تنظيم عمليات إنتاجه واستهلاكه، ومن ثم التخلص منه، ولكـن منظمــة البيئة العالميـــة أصدرت تقريراً موخراً، وأوضحت فيه أن معدلات تدوير البلاستيك في الولايات المتحدة انخفضت، وزادت في المقابل عمليات إنتاجه، واستدل التقرير بالمنازل الأميركية، وإنتاجها لحوالي 51 مليـــــون طن من النفايات البلاستيكية في 2021، مقارنة بتدوير مليونين وأربعمائة ألف طن عن العام ذاته، وأرجع السبب إلى توقف قبول الصين للنفايات البلاستيكية الغربية منذ 2018، وبعض الخبراء يعتقدون بأن التدوير ليس أكثر من حيلة اخترعتها الشركات المتمصلحة من إنتاج البلاستيك، في محاولة للالتفاف والتحايل على الاتفاقات الدولية وأبرزها (اتفاقيـــــة بازل) في جزئها المتعلق بالنفــايات الخطرة، بخلاف أن تصدير النفايات البلاستيكية إلى الصين، مسألة غير أخلاقية، وفيها إضرار واضح بمصالحها.
حتى نستوعب مع ماذا نتعامل، يكفي معرفة أن المنديل العادي يأخذ شهراً ليتحلل، وقشرة الموز يلزمها عدة أشهر، وعقب السيجارة خمسة أعوام، وعلبة الصفيح خمسين عاماً، بينما لا يكون تحلل عبوة مياه الشرب البلاستيكية إلا بعد أربعمائة وخمسين عاماً، وكيس البلاستيك يصمد لألف عام، والمعنى أنه قد يعمر لعام 3023، وسكان العالم يشترون مليون عبوة بلاستيكية لمياه الشرب في كل دقيقة، ويستخدمون خمسمائة مليار كيس بلاستيكي سنوياً، وما يتجاوز ثمانية ملايين طن من البلاستيك يتــــم التخلص منها في المحيطات، وكلها تؤدي إلى كوارث بيئية، والبلاستيك في حال تبريده أو تسخينه، يتسرب إلى الأطعمة ويسبب أمراضاً، كضعف الجهاز المناعي والتشوهات الخلقية في الأجنة، وقد ينتج هرمون الأستروجين الصناعي، والأخير مسؤول عن البلوغ المبكر عند الإناث ما بين سن 6 و 8 أعوام، وعن إصابة النساء بسرطان الثدي.
المملكة تحتاج إلى التفكير في حلول جذرية للتعامل مع إشكالية البلاستيك، كإحلال عبوات مياه الشرب البلاستيكية بالزجاجية، وعدم شراء الأقمشة الصناعية كالبوليستر والنايلون، واستخدام القطن العضوي في الملبوسات، وإيقاف التعامل به في أكياس التسوق واستبدالها بالأكياس الورقية والقماشية والقطنية، مثلما فعلت فرنســــا وماليزيا وكينيــــا، وقصر استخـــدامه على صنـــاعة الأطراف الصناعية والقلب الصناعي، والاستفـــادة منه ومن المواد التي يدخل في تصنيعها كالتلفزيونات في بناء البيوت، فهناك منازل قوية تم إنشــــاؤها بالفعــل في المجتمعات الغربية، وشكلت المـــواد البلاستيكية ما نسبته 66 % من مكوناتها، وأيضاً تطوير تجربة البلاستيك البكتيري الحيوي الصديق للبيئة، والذي يعمل عليه فريق بحثي في جامعة جدة السعودية، وبدعم من القطاع الخـــاص والمستثمـرين المهتمين، وبما يساعد في تجويد مخرجـــاته، والانتقـال به من المعمل إلى الميدان، بالإضافة إلى إقرار تشريعات بالحبس والغرامة على المخالفين من قبل وزارتي البيئة والشؤون البلدية، وبمشاركة قوات الأمن البيئي، فأكوام البلاستيك لا تقل في خطورتها عن الاحتطاب والصيد الجائر.




http://www.alriyadh.com/2018183]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]