المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تؤثر صناعة الأفلام على سياسة الدول الخارجية وصورتها الذهنية؟



المراسل الإخباري
06-20-2023, 04:51
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في عصر التواصل الرقمي تعد صناعة السينما أداة فعالة للدول لعرض إنجازاتها ودعم سياساتها الخارجية. حيث تقدم الأفلام الفرصة للدول لتشكيل التصورات الذهنية العالمية عنها وتعزيز التبادل الثقافي والعلاقات الدبلوماسية من خلال سرد القصص المؤثرة وعرض القيم والهوية الوطنية من خلال الوصول المباشر للجمهور الدولي على اختلاف اهتماماتهم.
في السنوات الأخيرة، ركزت الصين على توسيع صناعتها السينمائية لترويج ثقافتها وقيمها للجمهور الدولي. حيث لاقت أفلام مثل (Wolf Warrior 2) (2017) وفيلم (The Wandering Earth) (2019) نجاحًا داخل الصين وعالمياً. تعرض هذه الإنتاجات القوة العسكرية للصين والتقدم التقني والتراث الثقافي، مما يعزز أهداف سياسة الصين الخارجية من تقديم صورة قوية ومزدهرة للعالم. وتعتبر كوريا الجنوبية مثالا آخر على كيفية استخدام صناعة السينما لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للدولة وعرض صورتها فمن خلال النجاح العالمي لأفلام مثل (Parasite) (2019) وفيلم (Train to Busan) (2016)، تمكنت كوريا الجنوبية من توجيه قوتها الناعمة وترويج ثقافتها على الساحة العالمية مما أثار شعبية هذه الأفلام اهتمامًا عالميًا بالسينما الكورية والأزياء والمأكولات واللغة، وأتاحت الطريق لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتبادل الثقافي في أشبه ما تكون قوة ناعمة تعزز من نفوذ الدول.
وللتاريخ لدينا تجارب سينمائية رائدة في التعريف بملوك المملكة وتعد رائدة ومنها على سبيل المثال فيلم (ولد ملكاً) والذي يحكي رحلة الملك فيصل -رحمه الله- للمملكة المتحدة في سن 12 عاماً ومقابلته لرئيس وزراء بريطانيا وينستون ترشل وانتهاء الزيارة بتحقيق أهداف الزيارة الملكية، وهو ما أعطى الجمهور الدولي تصورا أوضح عن ملوك المملكة وحكمتهم، والحق يقال إن ميدان صناعة الأفلام لإبراز مستهدفات السياسة الخارجية السعودية كبير ومشرف، ومنها على سبيل المثال إبراز أهمية الدور السعودي في اليمن والذي ساهم بشكل كبير في إعادة الشرعية اليمنية من ميليشيات إرهابية كانت تسعى للاستيلاء على الحكم وقدرة القوات الخاصة السعودية على إجلاء الرئيس اليمني السابق والبعثات الدبلوماسية من اليمن فضلا عن القبض عن زعيم داعش الإرهابي في عملية خاطفة استغرقت 10 دقائق فقط، ومثل هذه الأفلام تحقق مستهدفين رئيسين؛ أولهما إيضاح الحقائق بعيداً عن رواية بعض وسائل الإعلام التي قد لا تروق لها الحقائق على الأرض، والثاني إبراز الجهود الدبلوماسية السعودية والتي تعد قوة خير في المنطقة وعملت بشكل دؤوب على مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة والتي تلقي بضلالها على العالم.
والحق يقال إن فرص إنتاج الأفلام لتحكي مسيرة السياسة الخارجية لا تقف عند حد اليمن وتشكيل تحالف لإعادة الشرعية في اليمن، بل يتعدى ذلك لإبراز عملية الإجلاء في السودان والتي تجاوز عدد الرعايا 8400 شخص من 110 جنسيات في ظل حرب أهلية، شمل الإجلاء نقل الرعايا بين قارتين وتنوع تضاريسي تشمل اليابسة والبحر وهي بالطبع رسالة سلام من المملكة للعالم لا سيما أن جهود الدول في الأزمات خارج حدودها عادة تشمل مواطنيها فقط، لكن ما حدث من عمل يستحق أن يبرز ويخلد، والفارق الوحيد بين الإنتاج السينمائي بشكل عام وبين ما حدث أن الأول يستند على الخيال والمبالغات بينما ما حدث حقيقة بطولة أشبه بالخيال تستحق أن توثق ويصل أثرها للجمهور الدولي.
ختاماً تعد السينما ومنصات البث المرئي الرقمي أداة نفوذ وسجل المملكة الإنساني والسياسي والاقتصادي مشرف ويستحق أن يوثق ويروى للجمهور العالمي لإبراز الدور السعودي في المنطقة للعالم.




http://www.alriyadh.com/2018587]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]