المراسل الإخباري
06-20-2023, 04:51
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل أيام ألقى رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس خطابا جدد فيه ضرورة أن يبقى العالم متيقظا لمتحورات أو أوبئة جديدة قد تكون أكثر فتكا من الوباء الأخير، بطبيعة الحال استخدمت بعض الصحف وحسابات التواصل الاجتماعي كلمات الرئيس ووضعتها في عنوان صحفي مثير يقول "استعدوا لوباء أشد فتكا من كوفيد"، انهالت التعليقات السلبية والساخرة والغاضبة من القراء على منظمة الصحة العالمية واتهمتها بأنها من يقف وراء صنع الأوبئة وبالتالي التربح من اللقاحات أو حتى تقليص أعداد البشر وغيرها من الاتهامات التي ولدتها نظرية المؤامرة.
هناك موجة متصاعدة لشيطنة كافة أشكال السلطة؛ الكبير منها كالحكومات والمنظمات، والصغير كسلطة المدرسة والوالدين على أطفالهم. ورغم أن فلسفة اللاسلطوية "الأناركية" ليست جديدة، حيث أسس مبادئها الفيلسوف الفرنسي بيير برودون في القرن التاسع عشر؛ إلا أن ثورة التواصل الاجتماعي وما صاحبها من سهولة التأثير على الجماهير وتحويلهم إلى قطيع، روجت بشكل كبير لنبذ السلطة وشيطنتها وافتراض أنها دائما تعمل ضد الفرد.
تبرئة السلطة في جميع أشكالها سواء كانت حكومة أو منظمة أو فردا أو حتى إعفائها من مسؤولية رواج هذا التوجه هو أمر غير منطقي، لأنه بالفعل كانت هناك الكثير من الحوادث والفضائح التي ساهمت في توتر العلاقة بين الفرد والسلطة التي تضع ضوابط لحياته سواء كانت بسبب سوء الإدارة أو حتى تورط المصالح الشخصية والفساد؛ مما أدى إلى شرخ عميق في العلاقة بينهما.
إلا أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى السلطة التي تنظم حياته على مستوى الجماعات، بل إن من أكبر الانتقادات التي طالت فلسفة اللاسلطوية هي أنها لا يمكن أن تتحقق وتكتمل، إذ في النهاية سيعود النموذج البشري لشكل من أشكال النظام وبالتالي السلطة، فالإنسان بطبيعته مخلوق ينتظم دائما في شكل هرمي مع الجماعة.
الأناركية وشيطنة السلطات هي توجه فوضوي خطير وتزداد خطورته مع قوة تأثير التواصل الاجتماعي، وفي ظل هذا الضخ الهائل من المحتوى الذي يحشد على السلطات ويضرب مصداقيتها ويضعها في حالة عداء دائم مع الفرد ستزداد قوة الدهماء والغوغاء وتحل الفوضى العارمة محل النظام.
السلطة (وليس التسلط) وإن كانت تقيد حرية الفرد لكنها تنظم الجماعات، وبالتالي يجب إعادة بناء الثقة بين الجهات التي تنظم حياة البشر وبين الجماهير لمواجهة هذا المد الفوضوي الذي يقوده ويروج له الغوغائيون في وسائل التواصل الاجتماعي.
http://www.alriyadh.com/2018589]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هناك موجة متصاعدة لشيطنة كافة أشكال السلطة؛ الكبير منها كالحكومات والمنظمات، والصغير كسلطة المدرسة والوالدين على أطفالهم. ورغم أن فلسفة اللاسلطوية "الأناركية" ليست جديدة، حيث أسس مبادئها الفيلسوف الفرنسي بيير برودون في القرن التاسع عشر؛ إلا أن ثورة التواصل الاجتماعي وما صاحبها من سهولة التأثير على الجماهير وتحويلهم إلى قطيع، روجت بشكل كبير لنبذ السلطة وشيطنتها وافتراض أنها دائما تعمل ضد الفرد.
تبرئة السلطة في جميع أشكالها سواء كانت حكومة أو منظمة أو فردا أو حتى إعفائها من مسؤولية رواج هذا التوجه هو أمر غير منطقي، لأنه بالفعل كانت هناك الكثير من الحوادث والفضائح التي ساهمت في توتر العلاقة بين الفرد والسلطة التي تضع ضوابط لحياته سواء كانت بسبب سوء الإدارة أو حتى تورط المصالح الشخصية والفساد؛ مما أدى إلى شرخ عميق في العلاقة بينهما.
إلا أن الإنسان بطبيعته يحتاج إلى السلطة التي تنظم حياته على مستوى الجماعات، بل إن من أكبر الانتقادات التي طالت فلسفة اللاسلطوية هي أنها لا يمكن أن تتحقق وتكتمل، إذ في النهاية سيعود النموذج البشري لشكل من أشكال النظام وبالتالي السلطة، فالإنسان بطبيعته مخلوق ينتظم دائما في شكل هرمي مع الجماعة.
الأناركية وشيطنة السلطات هي توجه فوضوي خطير وتزداد خطورته مع قوة تأثير التواصل الاجتماعي، وفي ظل هذا الضخ الهائل من المحتوى الذي يحشد على السلطات ويضرب مصداقيتها ويضعها في حالة عداء دائم مع الفرد ستزداد قوة الدهماء والغوغاء وتحل الفوضى العارمة محل النظام.
السلطة (وليس التسلط) وإن كانت تقيد حرية الفرد لكنها تنظم الجماعات، وبالتالي يجب إعادة بناء الثقة بين الجهات التي تنظم حياة البشر وبين الجماهير لمواجهة هذا المد الفوضوي الذي يقوده ويروج له الغوغائيون في وسائل التواصل الاجتماعي.
http://www.alriyadh.com/2018589]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]