المراسل الإخباري
06-24-2023, 06:59
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png التاريخ عظةٌ ورؤيا .. والرؤيا أولى بالاتباع حتى وإن كانت خرافة أو أسطورة أحيانا، فالخيال الإنساني على مر التاريخ حاول دائما أن يبني خرافته وأحلامه بأي صورة كانت فلجأ في كثير من الأحيان إلى القوى الخارقة فيما وراء الطبيعة حيث الجن وقدراتهم التي تفوق بكثير قدرات البشر كما داهنه خياله في ذلك .. فاخترع على سبيل المثال مارد مصباح علاء الدين ذلك الذي يستجيب لرغباتنا مهما كانت خارقة بمجرّد أن نمسح الغبار عن رأس عجزنا وقلة حيلتنا عبر ذلك المصباح العجيب، وفي رحلة الإنسان على الأرض مع أحلامه خرافات وأساطير كثيرة، لكننا هنا مع مارد الأمنيات هذا وهو أكثرها رواجا في ثقافات العالم، حيث رؤيا أو قصة «مصباح علاء الدين» التي رغم إضافتها إلى قصص ألف ليلة وليلة في القرن الثامن عشر من قبل المستشرق الفرنسي أنطوان جالان، إلا أنه لم يذكر أحد مصدر هذه القصة، ولا أي خيال حالم جاء بها، ولا حتى كيف انتشرت وتعاقبت عليها العصور والثقافات، وعلى كل حال هي قصة الأحلام المترسّخة في المخيلة الإنسانية مع تفاوت عصورها ومعارفها، بل حتى حاجة أناس لها دون غيرهم، ليسدّوا من خلالها ذلك الفراغ النفسي، ويتمكنوا بالتالي من أن يخلطوا الحلم بالوهم، والخيال بانتظاره، لكن رؤيا علاء الدين وأحلامه المجّانية المحققة، تبدو مطلَقة وغير منضبطة بقوانين وحقوق، لكونها أسطورة ولدت في زمنها ثم تواترتها الأحلام واتكأت عليها التطلّعات الخارقة، فإنسانها القديم أو «منشئها الأول» بمخيّلته الخصبة، لم يكن يدرك ما ندركه اليوم من حقوق وقوانين وأنظمة تكفل له تحقيق أحلامه في حياة يحلم فيها الجميع ويأمنون فيها على حقوقهم وأحلامهم معا، ومع هذا أظن أن إنسان هذا العصر «العقلي بطبيعته» العصر الذي تعهّد فيه العلم بتحطيم الأساطير، أقول.. استطاع الإنسان المعاصر العالِم كما هو الحالم بالطبع، استعارة خيال ذلك الإنسان القديم ليصنع منه واقعا ممكنا، من خلال هاتفه «الجوّال» الذي بات ملازما له حتى في أشد حالات الكون عزلة كما هو حالنا خلال جائحة كورونا.
ولكي نحقّق هذه الرؤيا علينا أن نقف قليلا على سبيل المثال في مقارنة بين مصباح علاء الدين الخرافي القديم، وهاتفنا هذا ذو التطبيقات المتعددة...!
إن دعْك مصباح علاء الدين في الأسطورة ذاته هو بصمة الوجه التي ندخل بها على هواتفنا المحمولة، في المقابل لا أرى أن ذلك الحوار الافتراضي بين علاء الدين ومارد مصباحه سيتجاوز مدة دخولنا لأحد التطبيقات أو «إحدى أمنيات علاء الدين» أما تحقّق الأمنيات من عدمه في كلا الحكايتين فيكمن الفرق فيه بين الإنسان القديم السادر في أوهامه والمتكاسل عن حياته، والجاهل «بطبيعة قدرات عصره» بالأنظمة والقوانين، وبين هذا الإنسان الذى ربّى مارده على أنظمة وقوانين وحقوق تكفل له حياة الأمنيات وفق ضوابط عصره..
إذًا يبدو ألا فرق بين جوال علاء الدين فينا ومصباح علاء الدين في حكايات جدنا القديم، إلا حضارة إنسان هذا العصر التي آمنت - ولو على مضض - أن الأحلام ملك للجميع، وأنّ مارد هذا العصر المتمثل بالجوال منضبط قانونيا وأخلاقيا مقارنة بجده القديم المنفلت في أوهامه ومخيّلته وقوانينه.. وحين ندرك هذا سندرك حتما أن خرافة أو أسطورة مصباح علاء الدين لاتختلف مطلقا عن هاتف محمول بتطبيقات متعددة، إلا من خلال جهل المارد القديم وعلم حفيده المعاصر، والشيء المشترك بينهما هو ذلك الخيال الجامح الذي أراد أن يحقق رؤاه من خلال مارد الجن قديما ومارد التقنية اليوم ...
http://www.alriyadh.com/2019306]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ولكي نحقّق هذه الرؤيا علينا أن نقف قليلا على سبيل المثال في مقارنة بين مصباح علاء الدين الخرافي القديم، وهاتفنا هذا ذو التطبيقات المتعددة...!
إن دعْك مصباح علاء الدين في الأسطورة ذاته هو بصمة الوجه التي ندخل بها على هواتفنا المحمولة، في المقابل لا أرى أن ذلك الحوار الافتراضي بين علاء الدين ومارد مصباحه سيتجاوز مدة دخولنا لأحد التطبيقات أو «إحدى أمنيات علاء الدين» أما تحقّق الأمنيات من عدمه في كلا الحكايتين فيكمن الفرق فيه بين الإنسان القديم السادر في أوهامه والمتكاسل عن حياته، والجاهل «بطبيعة قدرات عصره» بالأنظمة والقوانين، وبين هذا الإنسان الذى ربّى مارده على أنظمة وقوانين وحقوق تكفل له حياة الأمنيات وفق ضوابط عصره..
إذًا يبدو ألا فرق بين جوال علاء الدين فينا ومصباح علاء الدين في حكايات جدنا القديم، إلا حضارة إنسان هذا العصر التي آمنت - ولو على مضض - أن الأحلام ملك للجميع، وأنّ مارد هذا العصر المتمثل بالجوال منضبط قانونيا وأخلاقيا مقارنة بجده القديم المنفلت في أوهامه ومخيّلته وقوانينه.. وحين ندرك هذا سندرك حتما أن خرافة أو أسطورة مصباح علاء الدين لاتختلف مطلقا عن هاتف محمول بتطبيقات متعددة، إلا من خلال جهل المارد القديم وعلم حفيده المعاصر، والشيء المشترك بينهما هو ذلك الخيال الجامح الذي أراد أن يحقق رؤاه من خلال مارد الجن قديما ومارد التقنية اليوم ...
http://www.alriyadh.com/2019306]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]