المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَدَبُ الرَّسَائِلِ السّعودِيِّ: مِنَ التَّأسِيسِ إِلى الرُّؤيَةِ



المراسل الإخباري
06-24-2023, 06:59
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ عام التأسيس (1139هـ/1727م) إلى عام الرؤية (2030م) شهد أدب الرسائل في العهد السعودي تحولاتٍ كثيرةً مهمة، وكان لتلك التحولات أثرها البيّن في تشكيل ملامح النثر الأدبي الأولى، حيث كانت المكاتبات في مرحلة التأسيس وسيلة مهمة من وسائل التواصل العلمي، والديني، والاجتماعي، والسياسي؛ فكشفت بذلك عن نواة المراسلات، إلى أن نمت بذرة الرسائل فأصبحت في عهد الملك عبد العزيز وما بعده من أبنائه الملوك قيمة تواصلية مهمة على صُعد مختلفة.
ثم أضحت الرسائل فيما بعد ذات قيمة فنية عالية، عندما أخذت تكتسب طابعاً أدبياً على يد كثير من الأدباء السعوديين، وصولاً إلى عصر التقانات الحديثة اليوم التي جعلت هذا الأدب أكثر تفاعلاً وتواكباً، وبخاصة بعد أن ظهر الأدباء السعوديون، ورسّخوا من حضور هذا الأدب، فبلغ أوجه وذروته في عصرنا هذا (عصر الرؤية).
ولأن أدب الرسائل في المملكة العربية السعودية لم ينل حظاً وافراً من الاهتمام النقدي حتى في مراحل نضجه واستوائه، ولأنه ما زال بحاجة إلى دراسة بذوره وجذور؛ كان هدفنا، وغاية همّنا هنا، أن ننادي بضرورة الالتفات إلى هذا اللون من الكتابة الأدبية الفنية، ومن الأولى في نظري أن يعيد الباحثون والدارسون والناقدون بعث الاهتمام به مجدّداً، وذلك من خلال العودة به إلى نقطة البداية، والتأسيس له منذ يوم التأسيس الذي شهد ولادته الحقيقية، لا سيما أن يوم التأسيس – كما هو حال الأعصر الأدبية – يعد فاتحة الأدب السعودي بوجه عام، ومستهل أدب الرسائل السعودية بوجه خاص، فمن هاهنا تتبيّن أهميته، وتتجلى قيمته.
ومن أهم أهداف هذا اللون من الدراسات: المحافظة على الهوية الوطنية في الآداب، والعلوم، والمعارف، وإبراز ثوبها الجمالي للآخرين، وكذلك الاعتزاز بقيمة الأدب السعودي، وترسيخ جذوره، وتعميق أثره التاريخي، والاجتماعي، والفني، ثم الإشارة إلى المكانة التي وصل إليها النثر الأدبي في المملكة العربية السعودية من خلال تلك الرسائل، والكشف عن ملامح أدب الرسائل السعودية في مهاده، وبدايات انطلاقه، إضافة إلى تلّمس الفوارق التاريخية والفنية للمكاتبات والرسائل السعودية، ورصد تحولاتها، وذلك من خلال فتح أدب الرسائل على أساليب جديدة، وسمات حديثة، تتواكب مع عصر الانفتاح، والرؤية الطموح.
إن ما دعانا إلى التوقف عند هذا الموضوع في تحولاته تحديداً هو أننا لم نجد من نصّ عليه صراحةً، أو ضمناً، أو تعرّض له في دراسة مفصلة، أو تحليل مكثّف، وكل ما رأيناه إنما هو من قبيل العرض السريع الذي يشير عادة إلى أدب الرسائل في المملكة العربية السعودية، أو التوقف عند حقبة معينة، أو نماذج محدودة، أو شخصيات واحدة؛ ولهذا لم نجد أي دراسة علمية تفصّل في التأسيس لأدب الرسائل منذ نشأته في العهد السعودي الأول (يوم التأسيس)، أو تحاول تحديد منبعه ومصبه، وربطه بالعصر الحديث، أو تدرسه دراسة نقدية عميقة، أو تتناوله تناولاً تاريخياً عريضاً إلى زمن الرؤية اليوم.
ولعل أكثر ما يظهر من دراسات، أو بحوث، أو مؤلفات، أو رسائل علمية، أو مقالات، إنما هي إشارات يسيرة، وعادة ما تكون مؤطرة بإطار زمني محدد، لا يستطلع البدايات، أو يتتبع أصول أدب الرسائل في العهود الأولى؛ وهو ما يرمي إليه هذا المقال في حث الباحثين على ضرورة الاهتمام بأدب الرسائل السعودي مجدداً في تحولاته وتشكلاته.




http://www.alriyadh.com/2019310]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]