المراسل الإخباري
06-24-2023, 06:59
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png إن كل تقدم اقتصادي يتبعه موجات كثيرة وكبيرة من التداخلات والتحديات، حيث يؤكد زيغمونت باومان على ذلك عندما تحدّث عن «الحداثة السائلة « وما تفرضه علينا من معطيات مختلفة تؤثر على السلوك البشري بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن يجب أن لا نغفل الطبيعة البشرية في اختياراتها أو طريقتها الاستهلاكية في التعامل مع الماديات وكذلك التأثر بما حولها، وقد ذكر عالم الاجتماع «روبرت سياليديني « بأن الإنسان لدية شعور بالالتزام للقيام بما تعود على فعله بشكل كبير ويسمى هذا «الالتزام والاتساق»، حيث يرجح أننا نضطر إلى الاستمرار في تكرار قراراتنا وأفعالنا الماضية، حتى عندما يكون من الواضح خطؤها، وأحد العوامل المؤثرة هو «العقل الجمعي» الذي يشير إلى الشعور بالأمان عند الوجود ضمن مجموعة، لذلك لا بد من الوعي الفردي أولاً ثم الوعي الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي، فكلما زادت نسبة الوعي المجتمعي كلما تجنبنا الخسائر المادية والأخلاقية، فنحن كبشر لا بد أن نداوي مواضع العجز فينا، فلا يوجد فرد يرغب أن يكون عديم الطعم، ولا توجد أفكار ساذجة، وليس هناك خرائط تفصيلية نتبعها في طريقة عيشنا وتعاملاتنا مع الآخر، إذن لماذا نعجز عن التواصل مع بشريتنا بمفهومها الجديد؟ أتفق مع من يحس بضبابية كل شيء حوله وتغير المفاهيم والأخلاقيات بشكل يصعب ملاحقته، فالتغيير إن لم يكن من الداخل سيعصف بك نغير من الخارج وربما هي فرصة للقفز لمستويات من التغيير لا نحلم بها. يقول جورج برنارد شو: «الرجل الوحيد الذي أراه يتصرف تصرفاً منطقياً هو خيّاطي، إنه يأخذ قياساتي كلّما أراد أن يصنع لي بزة جديدة، بقية الناس يتمسكون بقياساتهم القديمة وينتظرون مني أن أناسبها»، إن وعينا نحن من نعمل عليه وهو ما يحدد هويتنا وتوجهنا ورؤيتنا لكل شيء حولنا بوضوح، فنحن هو المورد الحقيقي في الحياة، فالإنسان هو الأعلى قيمة بين الموجودات على ظهر هذه الأرض لذلك نحن نستحق أن نحيا حياة كريمة مُسخر لنا كل ما حولنا من تكنولوجيا وعلوم وطب متقدم ورفاهية وبالمقابل يجب أن نستوعب كل هبة ونعمة نحن محاطون بها، فالتفكر والوعي بقيمة أن تكون إنسان مخلص لنفسك ولأخلاقياتك وقيمك تشكل ثقافة مجتمعك فتهب لكل ما حولك قيمته، لذلك كان يجب أن نعي ما ذكره باومان في كتابه عن الحياة السائلة فهي «حياة استهلاكية تجعل من العالم، بكل أحيائه وجماداته، موضوعات للاستهلاك، تفقد نفعها بمجرد استخدامها، فتفقد سحرها وجاذبيتها وإغراءها، وتتشكل معايير تقييم الأفراد وفق قدرتهم على الاستهلاك، أي أنك كلما استهلكت ارتفعت قيمتك، وهكذا، ففي عالم حديث سائل، فإن الفرد يقبع تحت الحصار من قِبل كل الأحوال التي تمنيه بالحرية، ولكنها في الحقيقة تحاصره بخلق الاحتياج». وهذا ما يجب أن نواجهه الآن مع أنفسنا ومع حياتنا ومتطلباتها، فالحياة السائلة التي تحولنا لها نزعت منا فتيل إنسانيتنا وحولتنا مجرد مستهلكين لا نستمتع ولا نتفكر، مستهلكين فقط.
http://www.alriyadh.com/2019312]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
http://www.alriyadh.com/2019312]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]