المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية وقيادة المعادلة الجيوسياسية للشرق الأوسط



المراسل الإخباري
06-26-2023, 02:56
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
الجميع يدرك أن التحدي الأكبر أمام هذه المنطقة هو إخراجها من التصورات والأفكار الخاطئة التي رويت حولها، وتحويلها إلى تصورات إيجابية تمنح الثقة بقياداتنا السياسية وقدراتها على التغيير ورسم الأهداف الدقيقة وتحقيقها..
مجادلتي في هذه المقالة تركز بشكل مباشر على الدور الكبير لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رسم معالم مختلفة لمنطقة الشرق الأوسط، تحمل هو شخصيا تمريرها للعالم في كل لقاء يحضره، من خلال إعادة تشكيل التصورات التي تلف المنطقة والشرق الأوسط، فهذه المنطقة هي نقطة الارتطام الدائم بين القوى العظمى تاريخياً، وغالبا ما كان ينظر إلى هذه المنطقة كونها مرتكزا سياسيا وأيديولوجيا واقتصاديا، وهي في الواقع تمثل منطقة مقدسة للعالم سياسياً واقتصاديا تدور حولها الأزمات والمنافسات، مع أن فيها فقط ثماني عشرة دولة قليل منها خارج نطاق العالم العربي بحسب التصنيف الجغرافي المتفق عليه.
السؤال الأهم: لماذا تبدو السعودية مهتمة بالتغيير الجيوسياسي في المنطقة، وكيف سيكون طريق الصعود السعودي لقيادة المنطقة..؟ في البداية من المهم الإشارة إلى مرتكزات القوة الجيوسياسية السعودية ويأتي على رأسها الاستقرار والتاريخ السياسي الطويل، حيث تعتبر الملكية السعودية من أعرق الملكيات في العالم، ثانيا تتربع السعودية جغرافيا على المواقع المقدسة حيث مكة والمدينة محور اهتمام ما يقارب من ملياري إنسان في العالم، ثالثا تمتلك السعودية النفط وتتحكم في مخرجاته الاقتصادية الدولية، كونها أكبر المنتجين، رابعا الموقع الجغرافي وهو إحدى الثروات الكبرى حيث الخليج العربي والبحر الأحمر وهما أهم البحار في العالم على الإطلاق، خامسا تمتلك السعودية مكانة كبرى تدمج بين موقعها العربي ومكانتها الإسلامية.
هذه المعطيات تمنحنا الحقيقة للتأكيد أن السعودية هي الدولة التي تجتمع حولها وفيها مصالح كثيرة في العالم في الأبعاد الجيوسياسية، ومن الطبيعي أن نشهد ارتباط استراتيجيات دول كبرى وصغرى في السعودية، وهذا ما منحها المكانة كميزان مهم في منظومة الأمن الدولي وهو وضع دقيق وحساس تلعبه السعودية، ولذلك فإن ظهور سمو ولي العهد على الساحة السياسية الدولية قد ميز السياسة السعودية من خلال عناصر مهمة جعلت العالم يتنبه لها فكانت اليقظة والوعي المقرونة برؤى استراتيجية واضحة وأهداف محددة يمكن رؤيتها بوضوح من خلال رؤية السعودية 2030.
السعودية كما يقدمها سمو ولي العهد للعالم أصبحت مختلفة فهي تقدم الإسلام بطريقة أكثر انفتاحا على العالم وتراهن على حقيقة أن الحداثة التقنية والتكنولوجية والصناعية هي مسارات طبيعية يستوعبها الإسلام، وبهذا ستكون السعودية نموذجا عالميا للمسلمين يحتذى من خلال الالتزام بالقيم المركزية للإسلام وتجاوز التفسيرات وسياسة الخوف التي غلفت الكثير وأعاقت الكثير من المشروعات التنموية على طول العالم الإسلامي والعربي، السعودية اليوم تسعى إلى تجاوز القومية المغلقة على المستوى المحلي والإقليمي العربي بهدف التماس مع معطيات الحضارة والتطورات التي يقدمها القرن الحادي والعشرون للعالم عبر مفاهيم تقودها التقنية والذكاء الاصطناعي، ولعل أبرز المنحنيات المجتمعية التي دفع بها سمو ولي العهد هي تمكين المرأة وتحويلها إلى نقطة قوة مجتمعية.
في الواقع أن المجال الجيوسياسي الذي تسعى السعودية إلى بنائه شرق أوسطيا هو مجال مفتوح للجميع من خلال التشاركية في تحقيق التطور وتغيير المعطيات بشكل إيجابي، فالمنطقة أمام فرصة تاريخية للتغيير وقلب المعادلات التقلدية وخاصة أن التنافسية العالمية يعاد تشكلها حول منطقة الشرق الأوسط، فالصين وأميركا تنظران للمنطقة وفق مفهوم تاريخي يدرك قيمتها ومكانتها وهذا ما يستوجب على منطقة الشرق الأوسط أن تنتزع قيمتها من خلال تنافس هذه القوى لتقود هذا التنافس وتتحكم في معطياته لصالحها وهذا ما يتضح أن السعودية تعمل من أجله حيث أهمية اقتناص الفرص وتحويلها إلى مصالح وأرباح سياسية تحقق العائدات.
في العالم هناك الكثير من القادة الذين غيروا التاريخ بقدرتهم على إحداث التغيير ولدينا في السعودية نماذج تاريخية كبرى ولعل أكثرها حضورا في أذهاننا نحن السعوديين ما قام به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من بناء هذه الدولة وإعادة إحيائها وجعلها واحدة من أهم بلدان العالم، كسعوديين فإن رسالتنا للعالم نستمدها من تاريخنا المليء بالإنجازات وثقتنا التي حققناها عبر التاريخ، ووجود سمو ولي العهد بين هذه المصفوفة من القيادات التاريخية هو امتداد طبيعي لإنجازات هذه الدولة ذات القرون الثلاثة.
نحن اليوم أمام مرحلة مهمة يمثلنا فيها سمو ولي العهد الذي يصفه العالم بأنه يمتلك صفة القائد الذي يسعى إلى إنجاز الإصلاحات وتحقيق التطور من أجل شعب المملكة العربية السعودية، والجميع يدرك أن التحدي الأكبر أمام هذه المنطقة هو إخراجها من التصورات والأفكار الخاطئة التي رويت حولها من بعض القوى الدولية وتحويلها إلى تصورات إيجابية تمنح الثقة بقياداتنا السياسية وقدراتها على التغيير ورسم الأهداف الدقيقة وتحقيقها.




http://www.alriyadh.com/2019582]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]