المراسل الإخباري
06-28-2023, 05:11
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تغمد الله معالي الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات الأسبق بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، تعاملت معه كمحقق صحفي عدة مرات وفي أكثر من مناسبة وفي أكثر من موضوع، جلها كان لا يخلو من لوم لوزارة المواصلات فوجدت منه ما لم أجده في بعض وزراء جيله ورجال مرحلته من قبول للنقد بصدر رحب والتحاور بلطف وتفهم وجدية في محاولة فهم وجهة النظر المخالفة لوجهة نظره، ليس من محقق صحفي وحسب، بل من أحد موظفيه، وهذا ما حدث فعلا حينما قررت وأنا أجري في هذه الصحيفة الغراء تحقيقات صحفية تمس الأهم من قضايا المجتمع، قررت أن أسلط الضوء على وضع رأيته خاطئا جدا وخطيرا أثناء الشروع في تنفيذ طريق الرياض - سدير - القصيم السريع حيث لاحظت أن العمل يبدو منه أن استراحات الطريق وضعت في الوسط بين الطريق الرائح والراجع، وهذا أمر طبيعي، لكن الغريب أن الدخول لتلك الاستراحات الوسطية يتم بالاتجاه يسارا مباشرة من الطريق السريع وليس عبر مخارج في الجانب الأيمن (غير السريع) من الطريق، وهذا معناه أن المركبة المسرعة في المسار الأيسر ستفاجئها مركبة قرر سائقها دخول الاستراحة الوسطية وانحرف إلى اليسار فتحدث كارثة.
جمعت أوراقي وصوري للمشروع وأراء بعض المواطنين من أهالي سدير والقصيم وأخذت موعدا مع معالي د. ناصر السلوم - رحمه الله - وكان وكيلا لوزارة المواصلات والمهندس عبدالكريم اللحيدان مدير إدارة هندسة المرور وسلامة الطرق بالوزارة، والأخير شاب جريء صريح أعجبتني جرأته وهو يتحدث عن الجزر الوسطية معارضا لرأي رئيسه ومؤيدا لوجهة نظري ورأي المواطنين القلقين، وكان المهندس اللحيدان في صف وجهة نظري كمحاور بأنها خطرة جدا وعارض بشدة دفاع د. السلوم الذي كان مؤيدا للفكرة على أساس أنها مجربة في أمريكا وأنها ستكون لمسة جمالية وسط الطريق، لكن اللحيدان عارضه بشدة قائلا إن الدم فيها سيصل للركب، وأن المطبقة في أمريكا مرتفعة عن الطريق، ويحسب للدكتور السلوم - رحمه الله - سعة صدره وقبوله للرأي الآخر ومن أحد موظفيه فلم يغضب واقتنع بالمعارضة، ويحسب لهذه الجريدة أنها كانت سببا في درء الخطر وتحويل الاستراحات إلى الوضع الحالي الآمن بإذن الله، أما أنا فيكفيني الأجر والثواب من الله ثم شرف الانتماء لهذه الجريدة الفاعلة إيجابا.
ذلك كان أحد المواقف أما الموقف الثاني فكان وهو وزير وذهبت إليه أحقق في إيجاد حل لكثرة حوادث الجمال على الطرق، فقال ضمن ما قال: (لقد عملنا كل ما نستطيع من شبوك ومعابر للإبل وأثناء دراستنا للحلول حاولنا في البداية وضع المعابر كأنفاق تحت الطريق لكننا أخذنا أراء أصحاب الجمال فأفادونا بأن الجمل يخاف أن يعبر تحت ما يعلو رأسه ويخاف الأصوات التي تصدرها المركبات فوقه، فقررنا إلغاء معابر الأنفاق وعملنا معابر الجسور العلوية (أنظر كيف عمل ألف حساب لرأي رعاة الجمال ولم يصادر آراءهم.
وفي موقف ثالث أثناء جلوسي في مكتبه في انتظار بدء الحوار جاءه أربعة من إحدى الهجر يطالبون بطريق وبإلحاح شديد وبلهجة قوية قابلها بابتسامة ووعد بدراسة أمر الطريق وخريطته ومعوقاته، وفي تلك الأثناء لاحظت من موقعي أن أربعة آخرين يترددون في الممر ويتبادلون الإشارات مع الموجودين بالداخل، ولم أرغب في إخباره بما أرى، كوني أعشق مطالبات أهل القرى وإلحاحهم، ثم خرج الأربعة ودخل الأربعة الآخرون وكانت لهم نفس المطالبة بنفس الطريق وكان ثمة أربعة آخرون مختلفون يبادلونهم الإشارات واستعجال الخروج، ثم خرج الفريق الثاني ودخل الفريق الثالث وكانت لهم نفس المطالبة بنفس الطريق مدعين أنهم لا يعرفون من سبقهم، ففهمت أنها خطة قروية للضغط.
وعندما حان دوري، قال لي - رحمه الله -: (على فكرة هذولا كلهم جايين مع بعض ويمثلون أنهم دفعات لا يعرفون بعضهم لكي يوحوا لنا أن المطالبة شديدة، بس والله يعجبوني) عندها أخبرته بالإشارات بينهم فضحك وقال: (متعودين على هكذا مطالبات ومعهم كل الحق).
رحم الله الوزير السلوم فقد كان وزير الرأي والرأي الآخر.. أكثر الله من أمثاله.
http://www.alriyadh.com/2019934]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
جمعت أوراقي وصوري للمشروع وأراء بعض المواطنين من أهالي سدير والقصيم وأخذت موعدا مع معالي د. ناصر السلوم - رحمه الله - وكان وكيلا لوزارة المواصلات والمهندس عبدالكريم اللحيدان مدير إدارة هندسة المرور وسلامة الطرق بالوزارة، والأخير شاب جريء صريح أعجبتني جرأته وهو يتحدث عن الجزر الوسطية معارضا لرأي رئيسه ومؤيدا لوجهة نظري ورأي المواطنين القلقين، وكان المهندس اللحيدان في صف وجهة نظري كمحاور بأنها خطرة جدا وعارض بشدة دفاع د. السلوم الذي كان مؤيدا للفكرة على أساس أنها مجربة في أمريكا وأنها ستكون لمسة جمالية وسط الطريق، لكن اللحيدان عارضه بشدة قائلا إن الدم فيها سيصل للركب، وأن المطبقة في أمريكا مرتفعة عن الطريق، ويحسب للدكتور السلوم - رحمه الله - سعة صدره وقبوله للرأي الآخر ومن أحد موظفيه فلم يغضب واقتنع بالمعارضة، ويحسب لهذه الجريدة أنها كانت سببا في درء الخطر وتحويل الاستراحات إلى الوضع الحالي الآمن بإذن الله، أما أنا فيكفيني الأجر والثواب من الله ثم شرف الانتماء لهذه الجريدة الفاعلة إيجابا.
ذلك كان أحد المواقف أما الموقف الثاني فكان وهو وزير وذهبت إليه أحقق في إيجاد حل لكثرة حوادث الجمال على الطرق، فقال ضمن ما قال: (لقد عملنا كل ما نستطيع من شبوك ومعابر للإبل وأثناء دراستنا للحلول حاولنا في البداية وضع المعابر كأنفاق تحت الطريق لكننا أخذنا أراء أصحاب الجمال فأفادونا بأن الجمل يخاف أن يعبر تحت ما يعلو رأسه ويخاف الأصوات التي تصدرها المركبات فوقه، فقررنا إلغاء معابر الأنفاق وعملنا معابر الجسور العلوية (أنظر كيف عمل ألف حساب لرأي رعاة الجمال ولم يصادر آراءهم.
وفي موقف ثالث أثناء جلوسي في مكتبه في انتظار بدء الحوار جاءه أربعة من إحدى الهجر يطالبون بطريق وبإلحاح شديد وبلهجة قوية قابلها بابتسامة ووعد بدراسة أمر الطريق وخريطته ومعوقاته، وفي تلك الأثناء لاحظت من موقعي أن أربعة آخرين يترددون في الممر ويتبادلون الإشارات مع الموجودين بالداخل، ولم أرغب في إخباره بما أرى، كوني أعشق مطالبات أهل القرى وإلحاحهم، ثم خرج الأربعة ودخل الأربعة الآخرون وكانت لهم نفس المطالبة بنفس الطريق وكان ثمة أربعة آخرون مختلفون يبادلونهم الإشارات واستعجال الخروج، ثم خرج الفريق الثاني ودخل الفريق الثالث وكانت لهم نفس المطالبة بنفس الطريق مدعين أنهم لا يعرفون من سبقهم، ففهمت أنها خطة قروية للضغط.
وعندما حان دوري، قال لي - رحمه الله -: (على فكرة هذولا كلهم جايين مع بعض ويمثلون أنهم دفعات لا يعرفون بعضهم لكي يوحوا لنا أن المطالبة شديدة، بس والله يعجبوني) عندها أخبرته بالإشارات بينهم فضحك وقال: (متعودين على هكذا مطالبات ومعهم كل الحق).
رحم الله الوزير السلوم فقد كان وزير الرأي والرأي الآخر.. أكثر الله من أمثاله.
http://www.alriyadh.com/2019934]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]