تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الانتماء والولاء



المراسل الإخباري
07-04-2023, 03:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الموظف المبادر الذي لا ينتظر التوجيه في كل المواقف ولديه الثقة للتصرف واتخاذ القرارات وفق تقديره الخاص الذي لا يتعارض مع الأهداف العامة للمنظمة بل يكون في صالحها أحياناً، هذا الموظف نستطيع أن نقول عنه إنه موظف لديه انتماء وولاء للمنظمة التي يعمل فيها.
هذا الموظف نقابله في مواقع كثيرة، في مكتب السكرتير، في الاستقبال، في العلاقات العامة وعند بوابة الدخول، هذا الموظف ينتمي لمنظمة معينة ويقال عنه إنه من منسوبي هذه المنظمة لكنه يجمع بين الانتماء والولاء، تمر به مواقف تتطلب التصرف السريع وعدم انتظار التوجيه فيفعل ذلك بثقة لأن عدم التصرف يسيء لسمعة المنظمة حسب تقديره، هل هذا التصرف سيقابل بالدعم أم اللوم من المدير؟
في كتابي (لاتخاذ اللازم) أوضحت الفرق بين هذه العبارة مقارنة بالعبارة الأخرى (لإكمال اللازم)، الأولى توجيه يعطي الموظف مساحة من الحرية للتصرف حسب ظروف كل حالة، والثانية توجيه يوحي باتباع إجراءات معينة لا يجوز الخروج عنها وهي أقرب إلى عبارة (حسب النظام)، قلت في اختياري لعنوان كتابي (لاتخاذ اللازم) بأنها اختبار لقدرات الموظف ومهاراته في التصرف واتخاذ القرار، وكأني أردت بهذا العنوان أن أتوجه للقراء طالباً منهم اتخاذ اللازم حيال الأفكار المطروحة في الكتاب.
يروي الأستاذ عادل علي السميطي في كتاب بعنوان (ميمي كما ويوا) في موضوع بعنوان (تصرف) مشكلة حدثت بين مدير وموظف، رئيس شعبة الشكاوى وجه رسالة اعتذار للشاكي فكانت النتيجة انتقاد المدير لتصرف رئيس الشعبة قائلاً: "طلبت منك التصرف ولم أطلب منك الرد عليه برسالة اعتذار". تصرف المدير هنا غير منطقي لأنه في الأساس وجه رئيس شعبة الشكاوى توجيهاً عاماً، ولم يحدد ما يريد كما ورد في القصة. التوجيه العام يأتي كما أورد الأستاذ السميطي على النحو التالي: لإجراء اللازم، لاتخاذ اللازم، لاتخاذ ما يلزم، لعمل المطلوب.
تلك العبارات غير مقيدة وهي تعبر عن ثقة المدير بالموظف، في حالة رئيس شعبة الشكاوى الذي اعتذر للشاكي سيقابل من مدير آخر بتصرف مختلف يتمثل في الدعم والإشادة حتى لو كان للمدير رأي آخر. إذا كان تصرف رئيس الشعبة غير مخالف للنظام فهل من حق المدير أن يوجه له اللوم لمجرد أن له رأياً آخر؟
هناك فرق بين الاختلاف في الرأي حول التعامل مع قضية معينة أو حل مشكلة، وبين تطبيق النظام. الرجوع للنظام يمكن أن يصل للموظف عبر عبارة (حسب النظام) وهنا حالة من الوضوح في التوجيه، ورغم هذا الوضوح إلا أن بعض الحالات تتطلب تصرف الموظف حتى دون انتظار التوجيه، ويكون تصرفه متفقاً مع مصلحة المنظمة وأهدافها وصورتها الذهنية في المجتمع، وهذا تصرف يستحق عليه الموظف الشكر وليس اللوم.
لقد اخترت عنوان (الانتماء والولاء) لهذا المقال رغم أني أتحدث عن جزئية شفرة الاتصال بين الرئيس والمرؤوس لأني أعتقد أن الموظف الذي يجمع بين الانتماء والولاء هو الموظف الذي لا يكتفي بحمل بطاقة الانتماء لكنه يعمل بحماس وإخلاص ولا ينتظر التوجيه في كل الحالات ولديه القدرة على تقدير الظروف واستيعاب ثقافة المنظمة وأنظمتها مهما كان موقعه الوظيفي وطبيعة عمله. بهذا المفهوم نعود إلى معنى عنوان كتاب الأستاذ السميطي وهو يحتاج إلى توضيح أورده المؤلف في نهاية الكتاب، حيث (ميمي) تعني أنا، و(يوا) تعني أنت أي بالمعنى الوظيفي حسب المؤلف: سواء أكنت موظفاً وأنا المدير أم العكس، فنحن في النهاية إخوة يجمعنا حب الوطن.




http://www.alriyadh.com/2020779]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]