المراسل الإخباري
07-07-2023, 03:32
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل سنوات طويلة وقت عملي في اليابان، كان عندي مدير صارم وحازم يتميز بالإنتاجية والإنجاز. وصادف أن الرجل الثاني في المنظمة التي كنت أعمل فيها كان مديراً سابقاً لها، ولكن جرى الزمان وتمت تنحيته ليتولى مرؤوسه السابق مكانه. بطبيعة الحال، لم يعجب ذلك القرار المدير السابق والذي غدا الرجل الثاني، فصار يعمل على تأليب المدير على بقية الموظفين بما فيهم كاتب هذه المقالة، ويحاول أن يشوه صورتهم ويفتعل المشكلات لهم من لا شيء، وفي الوقت نفسه يحاول أن يوغر صدور الموظفين على مديرهم من وراء ظهره، لم يمر وقت طويل حتى اتخذ المدير الحازم قراره باستبعاد الرجل الثاني ونقله بعيداً إلى مدينة أخرى ليسلم هو ويسلم بقية الموظفين من أفعاله وشروره.
هذه الأحداث ذكرتني بقصة أسطورية لأسد كان يحكم الغابة بقوة وجبروت، ولكن ومع مرور السنوات صار يعاني الأمرين من المرض وكبر السن، وصارت جميع حيوانات الغابة تعوده وتسأل عنه لتطمئن على صحته ما عدا الثعلب، لم يفوت الذئب تلك الفرصة فراح لملك الغابة ليشتكي الثعلب بأنه خائن ومسرور للغاية بسبب مرض الأسد والذي من الواضح أنه لا يحترمه ولا يوليه أي اهتمام لأنه لم يزره إطلاقاً.
لم يكد الذئب ينتهي من وشايته إلا والثعلب يدخل العرين وقد تناهت إلى مسامعه كلمات الذئب، فبادر الثعلب بالكلام مخاطباً الأسد: "لا شك أنك غضبان علي وتفكر في عقابي، ولكن اسمح لي أن أشرح لك أنه ما أشغلني عن الحضور إلا عمل مهم وما رغبت أن آتيك إلا وقد انتهيت منه.. في الحقيقة لقد كنت أبحث لك عن علاج لدائك العضال"، سأل الأسد باهتمام: "هل عرفت الدواء؟ ما هو؟ أجبني بسرعة!"، تبسم الثعلب وأجاب في دهاء: "لا علاج لمرضك إلا أن تسلخ جلد أحد الذئاب حياً وتلبسه دافئاً!"، ولم يتردد الأسد في أن يسلخ جلد الذئب الذي أمامه ويلبسه بحثاً عن العلاج.
ومن المحزن التسليم بأن كثيراً من المنظمات تعج بالثعالب والذئاب وغيرها من المخلوقات المرعبة والمفترسة حول المديرين والرؤساء، ومن المستحيل بطبيعة الحال أن نتوقع انقراض هذه الكائنات وهذه النوعية من الأشخاص كما انقرضت الديناصورات قبل ملايين السنوات، ولكن يبقى السؤال الأهم وهو: ما العمل والإجراء المطلوب للتعامل مع هذه العينة من المخلوقات؟ هنالك مجموعة من النصائح، ومن أهمها:
مهما بلغت كفاءة الشخص ومهاراته، لا توظف ولا تمكّن شخصاً سيئ الأخلاق والسلوكيات. فالمهارات يمكن تعليمها، والخبرات يمكن اكتسابها ولكن القيم راسخة في شخصية الإنسان.
كن قائداً صادقاً وحازماً وأسداً قوياً، ولا تسمح للثعالب والعقارب والأفاعي والذئاب بأن تسرح وتمرح في مكتبك وعرينك. عندما يعلم الجميع أن مبادئك ومنهجيتك في الإدارة تقوم على الحرب على الفاسقين والوشاة والنميمة، وتحرص على التبين والعدل والإنصاف فلن تتجرأ هذه المخلوقات على ممارسة سلوكياتها الرديئة.
أحط نفسك بالأمناء الشجعان الذي لا يخافون من إسداء النصيحة لك ومخالفة رأيك بأدب واحترام وإيقافك عن ظلمك للآخرين باستخدام قوة منصبك وسلطاتك.
في حقيقة الأمر، فهذه المقالة لا تدعو إلى إبعاد الأذكياء والدهاة من المواقع القيادية، بالعكس فوجودهم مهم وتمكينهم قوة للمنظمة إذا ما تم ضبطها في المصلحة العامة تحت قيادة حكيمة وحازمة بعيداً عن الحروب المشخصنة والصراعات الداخلية. وأختم بكلمات دوغلاس آدمز: "أكرم نفسك بالابتعاد عن سيئ الظن".
http://www.alriyadh.com/2021238]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هذه الأحداث ذكرتني بقصة أسطورية لأسد كان يحكم الغابة بقوة وجبروت، ولكن ومع مرور السنوات صار يعاني الأمرين من المرض وكبر السن، وصارت جميع حيوانات الغابة تعوده وتسأل عنه لتطمئن على صحته ما عدا الثعلب، لم يفوت الذئب تلك الفرصة فراح لملك الغابة ليشتكي الثعلب بأنه خائن ومسرور للغاية بسبب مرض الأسد والذي من الواضح أنه لا يحترمه ولا يوليه أي اهتمام لأنه لم يزره إطلاقاً.
لم يكد الذئب ينتهي من وشايته إلا والثعلب يدخل العرين وقد تناهت إلى مسامعه كلمات الذئب، فبادر الثعلب بالكلام مخاطباً الأسد: "لا شك أنك غضبان علي وتفكر في عقابي، ولكن اسمح لي أن أشرح لك أنه ما أشغلني عن الحضور إلا عمل مهم وما رغبت أن آتيك إلا وقد انتهيت منه.. في الحقيقة لقد كنت أبحث لك عن علاج لدائك العضال"، سأل الأسد باهتمام: "هل عرفت الدواء؟ ما هو؟ أجبني بسرعة!"، تبسم الثعلب وأجاب في دهاء: "لا علاج لمرضك إلا أن تسلخ جلد أحد الذئاب حياً وتلبسه دافئاً!"، ولم يتردد الأسد في أن يسلخ جلد الذئب الذي أمامه ويلبسه بحثاً عن العلاج.
ومن المحزن التسليم بأن كثيراً من المنظمات تعج بالثعالب والذئاب وغيرها من المخلوقات المرعبة والمفترسة حول المديرين والرؤساء، ومن المستحيل بطبيعة الحال أن نتوقع انقراض هذه الكائنات وهذه النوعية من الأشخاص كما انقرضت الديناصورات قبل ملايين السنوات، ولكن يبقى السؤال الأهم وهو: ما العمل والإجراء المطلوب للتعامل مع هذه العينة من المخلوقات؟ هنالك مجموعة من النصائح، ومن أهمها:
مهما بلغت كفاءة الشخص ومهاراته، لا توظف ولا تمكّن شخصاً سيئ الأخلاق والسلوكيات. فالمهارات يمكن تعليمها، والخبرات يمكن اكتسابها ولكن القيم راسخة في شخصية الإنسان.
كن قائداً صادقاً وحازماً وأسداً قوياً، ولا تسمح للثعالب والعقارب والأفاعي والذئاب بأن تسرح وتمرح في مكتبك وعرينك. عندما يعلم الجميع أن مبادئك ومنهجيتك في الإدارة تقوم على الحرب على الفاسقين والوشاة والنميمة، وتحرص على التبين والعدل والإنصاف فلن تتجرأ هذه المخلوقات على ممارسة سلوكياتها الرديئة.
أحط نفسك بالأمناء الشجعان الذي لا يخافون من إسداء النصيحة لك ومخالفة رأيك بأدب واحترام وإيقافك عن ظلمك للآخرين باستخدام قوة منصبك وسلطاتك.
في حقيقة الأمر، فهذه المقالة لا تدعو إلى إبعاد الأذكياء والدهاة من المواقع القيادية، بالعكس فوجودهم مهم وتمكينهم قوة للمنظمة إذا ما تم ضبطها في المصلحة العامة تحت قيادة حكيمة وحازمة بعيداً عن الحروب المشخصنة والصراعات الداخلية. وأختم بكلمات دوغلاس آدمز: "أكرم نفسك بالابتعاد عن سيئ الظن".
http://www.alriyadh.com/2021238]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]