تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذوق الكتابة وفقه الاتصال



المراسل الإخباري
07-19-2023, 04:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
كونك يتابعك الآلاف من الناس والجمهور المختلف، فعليك إدراك الكيفية الصحية والصحيحة لنشر وبث المحتوى التثقيفي المفيد عبر خطاب رصين وعقلاني، بعيداً عن التنفير والسلبية والتعميم وصدم الناس بأطروحات غريبة، وعليك استشعار المسؤولية فيما تقول وتطرح وتنشر..
الكتابة عبر الشبكات الاجتماعية وبالأخص "تويتر" حيث إنه مظهر تقني يقوم المستخدم فيه بكتابة النصوص بكثافة دون الوسائط الأخرى التي يمكنه إرفاقها وتضمينها لدعم نصه الذي يتمثل في تغريدات طويلة أو قصيرة، وتعبر هذه التغريدات عن تفاعلية مهمة وجاذبة لكل طرف يستخدم تويتر سواء المرسل أو المستقبل بكافة صيغ التفاعلية كإعادة التغريدة، أو الرد عليها، أو تفضيلها وغير ذلك
ولا شك أن طبيعة تلك الكتابة كونها في وسيط تأثيري إلكتروني شائع الاستخدام، وكثيف التفاعل ستختلف عن الكتابة في وسائط أخرى.. وقد لا يدرك كثير من المستخدمين حقيقة الاستخدام الأمثل عند صناعة أو كتابة محتوى، ولا يلقى لوما أو عتبا أو شكوى على مستخدم بسيط يجد متعته وراحته في الفضفضة والتغريد في مجالات يحبها وبأساليب كتابية تلقائية وعشوائية وبسيطة لا يهتم فيها ذلك المستخدم بمراعاة جودة الفكرة، أو تقنية الكتابة، أو نوعية الطرح
فهو غير مبال بأن يكون مؤثرا، أو صانعا لمحتوى إشهاري، وغير باحث عن صيت بل يشارك برغباته السهلة وإمكاناته العادية. والمستخدم المرسل هو مستخدم متلق لذا فانطباعه عن تويتر يجده في دائرة التسهيل لا التعقيد في الكتابة وقانونه "اكتب ما تريد واقرأ ما تشاء وشارك وتفاعل بلا قيود".
ولا شك أن شبكة تويتر ساهمت في صناعة محتوى وإشهار مستخدمين كثر وساعدهم الجمهور المتلقي ليكونوا مشاهير، ومنهم مؤثرون في هذه الشبكة لذا حين تتأمل أطروحات أولئك المشاهير والمؤثرين تتوقف كثيرا لتعرف أن هناك من يصنع ويكتب المحتوى بلا قيود ولا حرص همه وهدفه فقط كثرة المتابعة واتساع رقعة النشر ومزيد من العوائد الترويجية.. وتجد هناك من صنّاع وكتّاب محتوى في تويتر من تخصصات متنوعة كالأطباء، والمعالجين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، والقانونيين، والواعظين، والمدربين وغيرهم يميلون للفائدة وإبراز علمهم وخبراتهم في مجالاتهم المختلفة للجمهور ولديهم هم التوعية والتثقيف بجانب الهدف السابق وهو الركض المستمر لصنع وكتابة محتوى دائم وعدم الابتعاد عن الجمهور في هذه الشبكة لاقتناص الفرص المثمرة أيا كانت.
لذا فكثير من صنّاع المحتوى الذين يريدون التثقيف، والتوعية، والنصح، وتقديم الاستشارات الطبية والنفسية والقانونية والأسرية والاقتصادية وغيرهم عبر تويتر قد تسوقهم رغبة الإشهار، والاشتهار، وكثافة المتابعة، وصنع الاستثارة بقصد أو بدونه؛ لذا فهم يفتقدون الفقه الاتصالي وذوق الكتابة فلا يدركون كيفية توجيه خطابهم، ورسائلهم بشكل عقلاني ومعقول لأنهم اتجهوا للذاتية والانتصار لطرحهم فافتقدوا اللغة المناسبة، وتقلص وعيهم بعقلية المتلقي فمالوا للمحتوى غير المألوف، وأتوا بأفكار وأطروحات لافتة وغريبة، وتعميمات واسعة، ومخلة، وليست دقيقة في كل الأحوال.
واتجه الكثير منهم لبث قناعاته، وميوله الخاصة اتجاه موضوع أو قضية معينة وحاول تكريسها وتعزيزها بل اتجه البعض إلى المناكفات مع صانعي وكاتبي المحتوى من نفس تخصصاتهم والرد عليهم وتفنيدهم وتكذيبهم.. فهذا يقول يمين، والآخر يردد لا تهتم لمن يقول يمين وعليكم بالشمال وكل ظنهم أنهم يقدمون محتوى تثقيفيا وتوعويا للمتلقي سواء أدركوا أو لم يدركوا.
ويبقى القول: كصانع وكاتب محتوى طبيب، أو قانوني، أو أخصائي اجتماعي ونفسي، أو مدرب في مجال معين لا تنخدع بالأنا داخلك، وتأثيرك، ويغرقك هوس الشهرة فتراها مسوغا لكتابة كل ما تريد بالأسلوب الذي تريد دون النظر إلى المتلقي وموقفه وظرفه وفهم نفسيته، وعليك أن تستوعب أن كلامك له تأثير فيمن يتابعك وأنت في حالة تواصل وتفاعل مسؤول.. وكونك يتابعك الآلاف من الناس والجمهور المختلف، فعليك إدراك الكيفية الصحية والصحيحة لنشر وبث المحتوى التثقيفي المفيد عبر خطاب رصين وعقلاني، بعيدا عن التنفير والسلبية والتعميم وصدم الناس بأطروحات غريبة، وعليك استشعار المسؤولية فيما تقول وتطرح وتنشر فلا ترمِ محتواك وتصنعه بأدوات الأذى، وعليك أن تكتب بحساب وخطاب متقن مملوء بذوق الكتابة وفقه الاتصال.




http://www.alriyadh.com/2023162]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]