المراسل الإخباري
07-20-2023, 05:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ميلان كونديرا الكاتب الفرنسي التشيكي الذي رحل الأسبوع الماضي هو بالنسبة لي إحدى معجزات الكون في الكتابة، له طريقة في كتابة الرواية معجزة ومذهلة تجمع الفلسفة مع البساطة مع الفكاهة، وتمنحنا في النهاية وبعدد صفحات قليلة متعة لا متناهية.
بالنسبة له كي تكتب رواية عظيمة يجب أن تتخلص من كل الشوائب الزائدة من دون أن تفقد هيكل الحكاية، ويجب أن تحافظ على التناغم في الرواية بين الفلسفة، الحكاية والحلم. اعتمد المرح والفكاهة بدلاً من توجيه الرسائل. وأعتقد أنه فعل ذلك في رواياته بكل امتياز.
الرواية عند كونديرا مختصرة ومكثفة وتغوص مباشرة في لب الأشياء لأنه حسب قوله، يجب حين تنتهي من قراءتها أن تتذكر بدايتها وإلا تفقد شكلها. والتعبير عن عقدة الوجود الإنساني في الزمن الحديث هي همه الأكبر وهي الفكرة التي تقوم عليها جميع رواياته.
ما عمل عليه وما جعل روايته لها هذه الخصوصية والفرادة أنه تخلص من التكنيك الروائي الذي يعتمد على خلق شخصية، ثم وصف المحيط الذي تعيش فيه ثم وصف الأفعال التي ستقوم بها الشخصية في الزمن الذي عاشت فيه ثم مع كل تغيير في المشهد يبدأ الشرح من جديد. يهدم كونديرا في رواياته هذا التكنيك، ويخلق عالمه الخاص الذي لا يعتمد هذا التواتر.
كل حدث في روايته متعلق بكل الحكاية، كل الرواية تنتج في النهاية تناغماً متطابقاً بحيث لا توجد نغمة نشاز أو لا يوجد لها مقابل في الحكاية التي يرويها.
الرواية عنده لا يجب أن تتحدث من منطلق الثوابت، لا يكون الكاتب الجيد متيقناً من كل شيء. الروائي حين يكتب روايته يجب أن ينطلق من مبدأ اللعب والافتراضات، الروائي ليس مؤرخاً، حتى حين يكتب رواية تاريخية، هو يلعب مع التاريخ، يقدم افتراضات ونظريات، هذا ما قصده كونديرا من حديثه، هذا ما فهمته، وربما لهذا أنا مولعة برواياته، لأن لدي هذا الشعور الدائم بوجوب طرح الأسئلة، بأن الكاتب الذي يدعي معرفة الحقيقة أو يشعر بأن مهمته هي توجيه الرسائل، لا يكون كاتباً عظيماً في نظري.
بالنسبة لكونديرا الفيلسوف الذي يكتب رواية هو ليس روائيًا بل فيلسوفاً يستخدم الرواية لطرح أفكاره.
يعلمنا كونديرا أن نحلق مع الكاتب حين نقرؤه، أن لا نقرأ ما نريد قراءته ونفرض على الرواية مفاهيمنا، أن نجرب الانطلاق وعدم إخضاع الرواية لقول ما نريد نحن قوله. أن نجرب، نحلم ونلعب معه.
اقرؤوا روايات كونديرا، هذا العظيم الذي يثبت أن جائزة نوبل لا يمكن التعويل عليها في تقدير العظماء بشكل كافٍ. اقرؤوا كونديرا الذي يمرح ويسأل ويحلم ويجرب في رواياته. اقرؤوه والعبوا معه.
http://www.alriyadh.com/2023339]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
بالنسبة له كي تكتب رواية عظيمة يجب أن تتخلص من كل الشوائب الزائدة من دون أن تفقد هيكل الحكاية، ويجب أن تحافظ على التناغم في الرواية بين الفلسفة، الحكاية والحلم. اعتمد المرح والفكاهة بدلاً من توجيه الرسائل. وأعتقد أنه فعل ذلك في رواياته بكل امتياز.
الرواية عند كونديرا مختصرة ومكثفة وتغوص مباشرة في لب الأشياء لأنه حسب قوله، يجب حين تنتهي من قراءتها أن تتذكر بدايتها وإلا تفقد شكلها. والتعبير عن عقدة الوجود الإنساني في الزمن الحديث هي همه الأكبر وهي الفكرة التي تقوم عليها جميع رواياته.
ما عمل عليه وما جعل روايته لها هذه الخصوصية والفرادة أنه تخلص من التكنيك الروائي الذي يعتمد على خلق شخصية، ثم وصف المحيط الذي تعيش فيه ثم وصف الأفعال التي ستقوم بها الشخصية في الزمن الذي عاشت فيه ثم مع كل تغيير في المشهد يبدأ الشرح من جديد. يهدم كونديرا في رواياته هذا التكنيك، ويخلق عالمه الخاص الذي لا يعتمد هذا التواتر.
كل حدث في روايته متعلق بكل الحكاية، كل الرواية تنتج في النهاية تناغماً متطابقاً بحيث لا توجد نغمة نشاز أو لا يوجد لها مقابل في الحكاية التي يرويها.
الرواية عنده لا يجب أن تتحدث من منطلق الثوابت، لا يكون الكاتب الجيد متيقناً من كل شيء. الروائي حين يكتب روايته يجب أن ينطلق من مبدأ اللعب والافتراضات، الروائي ليس مؤرخاً، حتى حين يكتب رواية تاريخية، هو يلعب مع التاريخ، يقدم افتراضات ونظريات، هذا ما قصده كونديرا من حديثه، هذا ما فهمته، وربما لهذا أنا مولعة برواياته، لأن لدي هذا الشعور الدائم بوجوب طرح الأسئلة، بأن الكاتب الذي يدعي معرفة الحقيقة أو يشعر بأن مهمته هي توجيه الرسائل، لا يكون كاتباً عظيماً في نظري.
بالنسبة لكونديرا الفيلسوف الذي يكتب رواية هو ليس روائيًا بل فيلسوفاً يستخدم الرواية لطرح أفكاره.
يعلمنا كونديرا أن نحلق مع الكاتب حين نقرؤه، أن لا نقرأ ما نريد قراءته ونفرض على الرواية مفاهيمنا، أن نجرب الانطلاق وعدم إخضاع الرواية لقول ما نريد نحن قوله. أن نجرب، نحلم ونلعب معه.
اقرؤوا روايات كونديرا، هذا العظيم الذي يثبت أن جائزة نوبل لا يمكن التعويل عليها في تقدير العظماء بشكل كافٍ. اقرؤوا كونديرا الذي يمرح ويسأل ويحلم ويجرب في رواياته. اقرؤوه والعبوا معه.
http://www.alriyadh.com/2023339]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]