المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التربية والتعليم مهمة الجميع



المراسل الإخباري
07-22-2023, 03:18
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
علينا أن ندرك أن تفاعل أولياء الأمور مع المدرسة ليس بالشيء السهل، خصوصاً لمن لا يدرك أهمية التعليم لجهله أو لعدم مبالاته، وهذا يتطلب جهوداً مضنية من المدرسة ومن قائدها والمعلم المختص، وألا نيأس، بل نواصل المحاولات..
الازدهار الاقتصادي لأي بلد يعتمد على مهارة ساكنيه، وهذه تعتمد على جودة تعليمه وتدريبه. والعنصر الأساس في جودة التعليم كفاءة معلميه ومعلماته، ومدى تمتعهم بروح معنوية عالية، وإيمانهم برسالتهم السامية، ومكانتهم في الوزارة والمجتمع، فكلما ارتفعت مكانتهم وتقديرهم زاد الإقبال على التعليم من قبل المتميزين من خريجي الجامعات، ولأن مهمة تنشئة أجيال من القادة والعلماء والمهندسين والفنيين والمحامين والقضاة، ليست مهمة جهة واحدة، هي وزارة التعليم، وإن كانت هي الجهة المنوط بها هذه المهمة العظيمة، إلا أنها بحاجة إلى جهود كل من له علاقة بهذا الطالب من حيث التربية والسلوك والصحة واتباع السلامة المرورية، وإحساسه بالمواطنة الحقة، وما له من حقوق وما عليه من واجبات. وحتى تنجح وزارة التعليم في مهمتها، عليها أن تفتح كل النوافذ والأبواب، وتسلك جميع الطرق التي تؤدي إلى تكاتف الجهود، وكل الروافد التي تصب في مصلحة المعلم والطالب.
كانت المدارس في السابق جزر معزولة، ولا تقبل مشاركة أو مساعدة من أي جهة خارجية إلا بعد مكاتبات مع الوزارة أكثرها يتعثر، وللوزارة أسبابها الوجيهة في ذلك الوقت، أما اليوم فقد زالت معظم الأسباب المؤدية للمنع. وأصبح المطلوب هو المزيد من التعاون والتآزر لمساعدة وزارة التعليم على أداء دورها المهم والصعب، ومن أهم الجهات التي يستعان بها الأسرة، فهي أهم الداعمين والمساعدين للمدرسة في نجاح مهمتها، ذلك أنه في مجال التربية يعتبر المنزل هو النواة والحاضن للطفل، فيه يتعلم السلوك والقيم في أخطر سنوات عمره. ثم تكمل المدرسة هذه المهمة، وأحياناً كثيرة يخفق المنزل في التربية لجهل الوالدين أو إهمالهما. وهو ما يعني أن تقوم المدرسة بهذه المهمة، حتى لا يخفق الطالب فيؤثر على مستقبله، وعلى غيره من الطلبة، وهذا التعاون يتطلب أن تكون المدرسة قريبة من أولياء الأمور، تشركهم في خططها وبرامجها، وأنشطتها، وتطلب العون منهم، وتصرّ على حضورهم ومشاركتهم، زرت قبل سنوات بصحبة أحد أولياء الأمور المبتعثين إلى نيوزيلندا إحدى المدارس التي يدرس فيها ابنه، أخبرني أنهم يشاركون في معظم الأنشطة، وحتى صيانة المدرسة يشاركون بها. يقول هذا المبتعث: طلبوا من كل أولياء الأمور الحضور في يوم السبت ومع كل منهم ما يحتاجه من أدوات التنظيف والنجارة والسباكة والكهرباء، وحين أخبرتهم أنني لا أجيد أي من هذه المهن، طلبوا مني الحضور وخدمة الآخرين المشاركين في الصيانة، وفي مناسبة أخرى في مدينة نيويورك، حضرت حفلاً أقيم في مدرسة ابتدائية بمناسبة انتهاء العام الدراسي، وجدت أن الأهالي المتطوعين هم الذين أشرفوا على الحفل ورتبوا المسرح واستقبال الحضور والترحيب بهم.
ومن الجهات الأخرى التي يجب أن تسهم في التعليم هي وزارة الصحة، حيث إن المدرسة هي أفضل مكان لتطبيق الوقاية، والرعاية الصحية الأولية، ومكافحة السمنة، إضافة إلى توعية الطلبة بأضرار التدخين والمخدرات بطرق علمية مقنعة، كما يوجد أكثر من دور لوزارة الداخلية كالتوعية المرورية، وأضرار المخدرات من وجهة نظر قانونية، والتوعية بالسلامة من الحرائق، والطريقة المثلى لإخلاء المباني في الحالات الطارئة، كما أن المدرسة تعد المكان المناسب لاكتشاف العنف الأسري ضد الأطفال داخل المنزل، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكراره.
قرب المدرسة من المجتمع وتفاعلها معه يخلق بيئة تعليمية مثالية، وتصبح المدرسة مؤثرة على المجتمع بدل أن يكون المجتمع بعاداته المتوارثة هو المؤثر والسائد، وهذا ينطبق على الجامعات أيضا، فهي المنارات التي يشع منها العلم والأبحاث والتطوير والتأثير الإيجابي على ثقافة المجتمع وسلوك أفراده.
وفي النهاية علينا أن ندرك أن تفاعل أولياء الأمور مع المدرسة ليس بالشيء السهل، خصوصاً لمن لا يدرك أهمية التعليم لجهله أو لعدم مبالاته، وهذا يتطلب جهوداً مضنية من المدرسة ومن قائدها والمعلم المختص، وألا نيأس، بل نواصل المحاولات، ومن ذلك زيارة بيت الطالب أو الطالبة في حال عدم الاستجابة للدعوات المتكررة، كما أن وجود جائزة نقدية ومعنوية تقدم من قبل إدارات التعليم لأفضل البيوت المتعاونة قد تسهم في حث الأهالي، وخصوصاً الأمهات على التواصل المستمر مع المدرسة. وفي النهاية أتمنى وجود جائزة عالمية للتعليم تنطلق من المملكة، وتعطى لأفضل الممارسات التعليمية في العالم، وهذه الجائزة ستطلعنا على أفضل الممارسات، وستسهم في تحسين التعليم على مستوى العالم.




http://www.alriyadh.com/2023687]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]