المراسل الإخباري
07-24-2023, 08:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل أيام تحدّث الدكتور خالد الزعاق -بتأثر واضح- عن موقف والده الصارم معه حين كان طفلاً راغباً عن المدرسة، وقد استبق الدكتور ردود أفعال: المختصين في علم النفس والتربية، والمعارضين لاستعمال العنف والقسوة، والمنادين بانتهاج أسلوب «التربية بالحب»، فأبدى تأييده لموقف والده وامتنانه له لأن ذلك الموقف هو ما صنع منه الرجل الذي نعرفه اليوم. وبغض النظر عن آراء كل أولئك في موقف الأب -رحمه الله- فإن مَن عاش مرحلة طفولة الزعاق، أو عاش مراحل زمنية سابقة أو لاحقة، يدرك أن كثيراً من الآباء والأمهات اجتهدوا في تربية أبنائهم اجتهاداً كبيراً مستعينين على ذلك بالله -عز وجل- ثم بالخبرات التي أفادوها من آبائهم أو من مجتمعهم أو ثبت لهم جدواها بالتجربة. وقد تبدو بعض تلك الأساليب غريبة لأبناء الجيل الجديد، كالعقاب الذي أشار إليه الزعاق عندما ذكر أن والده وضع «الملح» في عينيه. فقد أشار الشيخ محمد بن ناصر العبودي (ت 1443هـ) إلى أنه كان من المألوف أن الأمهات «يملَحن» أعين الأطفال أو عيناً واحدة عقاباً لهم، واعتقدن أن هذا العقاب لا ضرر فيه على عين الصغير رغم الألم الحاصل، وأضاف: «كانت المرأة تتوعد طفلها بأن تَمْلَح عينه إذا لم يكف عن الصياح، أو عن أذى غيره، وإذا لم يكفِ هذا في الوعيد، فإنها تقول: والله لأدحى عينك ملح، أي لأجعلها تمتلئ بالملح»!
وبالنظر في بعض مدونات التراث الشعبي يمكن القول بأن استعمال الآباء والأمهات للشّدة والقسوة مع أطفالهم ليس هو الطاغي كما قد يتوهم البعض من كلام الزعاق أو غيره، فهم يميلون غالباً للّين والعطف ويفضّلون استعمال أساليب متنوعة وبعيدة عن العنف للسيطرة على تمرّد الأطفال وعنادهم، حتى ولو لم تكن هذه الأساليب أيضاً تربوية في نظر المعاصرين، منها على سبيل المثال: أسلوب التهديد والوعيد الذي يمكن أن نسوق عدداً من النصوص من مدونات العبودي على استعماله.
فقد ذكر أنه كثيراً ما سمع «الرجل يتوعد ابنه أنه إذا لم يفعل ما أمره به فإنه: يتقفّاه بالعصا، أي يضربه به»، وذكر في موضع آخر أنه طالما سمع «الآباء يقولون لصبيانهم: تنكل ما تفعل كذا والاّ ضربتك؟ فيقول الصبي: أنكل يا أبوي»، ومعنى ذلك: أتوب أو أرجع ولا أعود لفعل الأمر الخطأ.
وفي بعض الأحيان يأتي التهديد للطفل على غير ظاهره ومن باب المداعبة، ومن عبارات التهديد من هذا النوع قولهم: «إني لأخلّي أذانك أربع، أي لأجعلنّ أذانك أربعاً، يراد بذلك قطع كل أذن إلى قطعتين»، فقد ذكر العبودي أن بعضهم يخاطب الطفل: «إني لاخلّي أذاني وأذانك أربع»، وبهذه الصيغة لا يكون في العبارة أي تهديد لأن أذني المتكلم وأذني المخاطب هي أربع على الحقيقة! وشبيه بهذا النوع من التهديد أيضاً قول الرجل للآخر: «لأقطع راسك واجلّيك»، أي أقطع رأسك ثم أطردك.
وغالباً ما تحمل عبارات تهديد ووعيد الآباء والأمهات لأطفالهم الكثير من المبالغة لعلها تكون سبباً في استجابتهم وتحول بينهم وبين عِقاب مُتوقع، لكن الأمر الذي يدركه أكثرنا أن دافع الوالدين هو حرصهم على تقويم سلوك الأبناء وحثهم على الابتعاد عن الأمور الخاطئة والاتجاه نحو الصواب بعد استنفاد كل محاولات النصح والإرشاد.
http://www.alriyadh.com/2023927]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وبالنظر في بعض مدونات التراث الشعبي يمكن القول بأن استعمال الآباء والأمهات للشّدة والقسوة مع أطفالهم ليس هو الطاغي كما قد يتوهم البعض من كلام الزعاق أو غيره، فهم يميلون غالباً للّين والعطف ويفضّلون استعمال أساليب متنوعة وبعيدة عن العنف للسيطرة على تمرّد الأطفال وعنادهم، حتى ولو لم تكن هذه الأساليب أيضاً تربوية في نظر المعاصرين، منها على سبيل المثال: أسلوب التهديد والوعيد الذي يمكن أن نسوق عدداً من النصوص من مدونات العبودي على استعماله.
فقد ذكر أنه كثيراً ما سمع «الرجل يتوعد ابنه أنه إذا لم يفعل ما أمره به فإنه: يتقفّاه بالعصا، أي يضربه به»، وذكر في موضع آخر أنه طالما سمع «الآباء يقولون لصبيانهم: تنكل ما تفعل كذا والاّ ضربتك؟ فيقول الصبي: أنكل يا أبوي»، ومعنى ذلك: أتوب أو أرجع ولا أعود لفعل الأمر الخطأ.
وفي بعض الأحيان يأتي التهديد للطفل على غير ظاهره ومن باب المداعبة، ومن عبارات التهديد من هذا النوع قولهم: «إني لأخلّي أذانك أربع، أي لأجعلنّ أذانك أربعاً، يراد بذلك قطع كل أذن إلى قطعتين»، فقد ذكر العبودي أن بعضهم يخاطب الطفل: «إني لاخلّي أذاني وأذانك أربع»، وبهذه الصيغة لا يكون في العبارة أي تهديد لأن أذني المتكلم وأذني المخاطب هي أربع على الحقيقة! وشبيه بهذا النوع من التهديد أيضاً قول الرجل للآخر: «لأقطع راسك واجلّيك»، أي أقطع رأسك ثم أطردك.
وغالباً ما تحمل عبارات تهديد ووعيد الآباء والأمهات لأطفالهم الكثير من المبالغة لعلها تكون سبباً في استجابتهم وتحول بينهم وبين عِقاب مُتوقع، لكن الأمر الذي يدركه أكثرنا أن دافع الوالدين هو حرصهم على تقويم سلوك الأبناء وحثهم على الابتعاد عن الأمور الخاطئة والاتجاه نحو الصواب بعد استنفاد كل محاولات النصح والإرشاد.
http://www.alriyadh.com/2023927]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]