المراسل الإخباري
07-30-2023, 10:02
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
ينبغي للمسلم أن يقدم حسن الظن بأخيه، وأن يعيش في المجتمع متآلفاً، متعاوناً على البر والخير، كاتماً لكل صوت يولد الضغينة والكراهية في قلوب الناس، مترجماً قوله تعالى {وقولوا للناس حسناً}..
في قصة غزوة الحديبية فوائد جمة، أذكر الموقف الذي أريد استنباط الفائدة منه اختصارا.
وهي مذكورة في التفسير وفي كتب السنة والسيرة، وفيها: وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ، حَلْ، فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ.
انظر كيف ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرض ناقته، وتأمل كيف يقع المسلمون في أعراض علماء ودعاة وولاة أمر، وأهل حسبة، بل يقع بعضهم في أعراض بعض! حتى غدت الغيبة والذم والهمز واللمز فاكهة يتفكهون بها في كل مجلس، فلا يكاد يخلو مجلس من لحم ميتة مأكول، حتى إن بعض المجالس ما أن يخرج أحد الجالسين فيه إلا وشرح جسمه ولاكته ألسنتهم، والله المستعان.
فبهذا يظهر لك أن الذب عن عرض ابن آدم المسلم أولى وأحرى، فلا تسمعن غيبة وردها على من اغتاب، ولا تغتب.
قال ابن حجر: قال ابن بطال وغيره: في هذا جواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته وإن جاز أن يطرأ عليه غيره، فإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها لا ينسب إليها، ويرد على من نسبه إليها، ومعذرة من نسبه إليها ممن لا يعرف صورة حاله؛ لأن خلاء القصواء لولا خارق العادة لكان ما ظنه الصحابة صحيحا، ولم يعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك لعذرهم في ظنهم.. اهـ.
فقس بهذه الفائدة ما تعرف من حال اليوم خاصة مع إمكانية، أو ظن إمكانية التستر خلف معرفات مجهولة، فيقع المرء في عرض أخيه، ويفرح بفضيحته، وينقل كلام الناس فيه دون روية ولا تثبت، ولا معرفة المتكلم، ولا مصدره، وكثيرا ما يلبسون غيبتهم، ونميمتهم بلباس التقوى، وإرادة الخير، والزعم بأن هذا نصح أو نقد، أو بيان حال، والله يعلم إنهم لكاذبون.
وفي القصة: تأخر عثمان رضي الله عنه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه رسولا إلى قريش، فقال الصحابة رضي الله عنهم: هنيئا لعثمان طوافه بالبيت، قال عليه الصلاة والسلام: ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون، فكان الأمر كما ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا، ينبغي للمسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم، وأن يقدم حسن الظن به على سوئه، وأن يحمل كلامه وأقواله وأفعاله دوما على أحسن المحامل، يقول تعالى في حادثة الإفك: لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا، وتأمل كيف عبر بقوله: "بأنفسهم" ليكون ظنه بأخيه كظنه بنفسه، وهذا متوافق تماما مع قوله جل وعلا: "ولا تلمزوا أنفسكم"، كأن الذي يلمز أخاه يلمز نفسه، فالمؤمنون كنفس واحدة، كما مثل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين في توادهم وتراحمهم بالجسد الواحد. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا، وأنت تجد لها من الخير محملا.
فأنت ترى فيما ذكرت لك أنموذجا رائعا في حفظ أعراض المسلمين، خاصة أولي الأمر وأهل العلم، وكيف ينبغي للمسلم أن يقدم حسن الظن بأخيه، وأن يعيش في المجتمع متآلفا، متعاونا على البر والخير، كاتما لكل صوت يولد الضغينة، والكراهية في قلوب الناس، مترجما قوله تعالى «وقولوا للناس حسنا».. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/2024940]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ينبغي للمسلم أن يقدم حسن الظن بأخيه، وأن يعيش في المجتمع متآلفاً، متعاوناً على البر والخير، كاتماً لكل صوت يولد الضغينة والكراهية في قلوب الناس، مترجماً قوله تعالى {وقولوا للناس حسناً}..
في قصة غزوة الحديبية فوائد جمة، أذكر الموقف الذي أريد استنباط الفائدة منه اختصارا.
وهي مذكورة في التفسير وفي كتب السنة والسيرة، وفيها: وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ، حَلْ، فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا: خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ.
انظر كيف ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرض ناقته، وتأمل كيف يقع المسلمون في أعراض علماء ودعاة وولاة أمر، وأهل حسبة، بل يقع بعضهم في أعراض بعض! حتى غدت الغيبة والذم والهمز واللمز فاكهة يتفكهون بها في كل مجلس، فلا يكاد يخلو مجلس من لحم ميتة مأكول، حتى إن بعض المجالس ما أن يخرج أحد الجالسين فيه إلا وشرح جسمه ولاكته ألسنتهم، والله المستعان.
فبهذا يظهر لك أن الذب عن عرض ابن آدم المسلم أولى وأحرى، فلا تسمعن غيبة وردها على من اغتاب، ولا تغتب.
قال ابن حجر: قال ابن بطال وغيره: في هذا جواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته وإن جاز أن يطرأ عليه غيره، فإذا وقع من شخص هفوة لا يعهد منه مثلها لا ينسب إليها، ويرد على من نسبه إليها، ومعذرة من نسبه إليها ممن لا يعرف صورة حاله؛ لأن خلاء القصواء لولا خارق العادة لكان ما ظنه الصحابة صحيحا، ولم يعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك لعذرهم في ظنهم.. اهـ.
فقس بهذه الفائدة ما تعرف من حال اليوم خاصة مع إمكانية، أو ظن إمكانية التستر خلف معرفات مجهولة، فيقع المرء في عرض أخيه، ويفرح بفضيحته، وينقل كلام الناس فيه دون روية ولا تثبت، ولا معرفة المتكلم، ولا مصدره، وكثيرا ما يلبسون غيبتهم، ونميمتهم بلباس التقوى، وإرادة الخير، والزعم بأن هذا نصح أو نقد، أو بيان حال، والله يعلم إنهم لكاذبون.
وفي القصة: تأخر عثمان رضي الله عنه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه رسولا إلى قريش، فقال الصحابة رضي الله عنهم: هنيئا لعثمان طوافه بالبيت، قال عليه الصلاة والسلام: ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون، فكان الأمر كما ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا، ينبغي للمسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم، وأن يقدم حسن الظن به على سوئه، وأن يحمل كلامه وأقواله وأفعاله دوما على أحسن المحامل، يقول تعالى في حادثة الإفك: لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا، وتأمل كيف عبر بقوله: "بأنفسهم" ليكون ظنه بأخيه كظنه بنفسه، وهذا متوافق تماما مع قوله جل وعلا: "ولا تلمزوا أنفسكم"، كأن الذي يلمز أخاه يلمز نفسه، فالمؤمنون كنفس واحدة، كما مثل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين في توادهم وتراحمهم بالجسد الواحد. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا، وأنت تجد لها من الخير محملا.
فأنت ترى فيما ذكرت لك أنموذجا رائعا في حفظ أعراض المسلمين، خاصة أولي الأمر وأهل العلم، وكيف ينبغي للمسلم أن يقدم حسن الظن بأخيه، وأن يعيش في المجتمع متآلفا، متعاونا على البر والخير، كاتما لكل صوت يولد الضغينة، والكراهية في قلوب الناس، مترجما قوله تعالى «وقولوا للناس حسنا».. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/2024940]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]