المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلق الألفة



المراسل الإخباري
08-06-2023, 18:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
لا يوجد إنسان كامل، وكلنا نخطئ في بعض الأحيان، وفي الأثر "كل ابن آدم خطاء" لا تجعل خطأ صغيرًا يدمر علاقة طويلة. حاول أن تسامح من أخطأ في حقك، وتستسمح من أخطأت في حقه، وفي التنزيل {فاعف عنهم واصفح} بل أكثر من ذلك {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}...
الألفة هي شعور بالقرب والمودة والتعاطف مع الآخرين، وهي من أساسيات الحياة السعيدة والمجتمع السليم، والحياة بغير ألفة خروج عن الإنسانية إلى غابة موحشة، لكن كيف نخلق الألفة في زمن التباينات والانقسامات الحديثة؟
لم يكن ذكر الألفة غائبًا عن الحث القرآني، بل جعله الله منةً خالصة منه، وجعله من خصائصه سبحانه، ونفى قدرة البشر عليه حتى نفاه عن خير خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم «وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم». فقد سلبت إمكانية التأليف بين القلوب عن مرادات ومقدرات البشر، ولكن قد جعل الله لذلك أسبابًا وسبلاً من فعلها وسلكها، وهو يبتغي بذلك الألفة فقد تعرض بما يفعله لنفحات الله وتوفيقه وتأليفه وتحقيق مراده، وقد تدرك هذه المرتبة الربانية ببعض الأفعال والأقوال التي قد تساعدك على ذلك، كاحترام اختلافات الآخرين وأن لا تحكم عليهم بعجلة، وهذا قبل شروعك في البذل والعطاء، توطن نفسك حتى على قبول خلاف من أحسنت إليه، وإلا فإن طلبت ببذلك وإحسانك إسكاته عن إبداء رأيه المخالف لك، فأنت لست محسنًا، بل تريد شراء مراءاته ونفاقه لك، فكل شخص له تجاربه وآراؤه وثقافته التي تشكل شخصيته. حاول أن تفهم منظورهم وتقبلهم كما هم، ثم ابحث عن القاسم المشترك بينك وبين الآخرين، رغم التنوع والتباين، فإن هناك دائماً ما يجمعنا من قيم وأهداف ومصالح. حاول أن تجد هذه النقاط المشتركة وتعززها بالحوار والتعاون وقبول الآخر، وبذلك ستبدو صادقاً ووفياً في علاقاتك مع الآخرين.
لا شيء يزرع الألفة أكثر من الثقة والإخلاص، والصراحة في مشاعرك وآرائك، ولا تزعزع ثقة من يحبونك ويثقون بك بمحاولتك التغلب عليهم وإسكاتهم.
أظهر الاهتمام والتعاطف مع الآخرين، فلا تبق متجاهلاً أو مبالغاً بمشكلاتهم وكن وسطاً.
حاول أن تشاركهم في أحزانهم وأفراحهم، وتقدم لهم المساعدة والدعم عند الحاجة، واسع للتسامح والصفح عن الخطأ.
لا يوجد إنسان كامل، وكلنا نخطئ في بعض الأحيان، وفي الأثر «كل ابن آدم خطاء» لا تجعل خطأ صغيرًا يدمر علاقة طويلة.
حاول أن تسامح من أخطأ في حقك، وتستسمح من أخطأت في حقه، وفي التنزيل «فاعف عنهم واصفح» بل، أكثر من ذلك «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم».
وليس كافياً أن نعرف مبادئ الألفة وأدلتها والآثار التي تحث عليها، بل يجب أن نطبقها في حياتنا اليومية، كأن نجعل من المصافحة والابتسامة عادة مستمرة مع من نقابلهم.
هذه هي أبسط طرق التواصل الإيجابي والمدخل الأول، مع الآخرين لكسب قلوبهم، وتعبر عن حسن نواياك وودِّك، بقولك وأفعالك، كمشاركتك في المبادرات والأنشطة التطوعية التي تهدف إلى خدمة المجتمع وإحداث التغيير الإيجابي في العلاقات الاجتماعية.
الحياة مليئة بفرص التعرف على أشخاص آخرين تتجدد بهم حياتك، وتشاركهم في كثير من تجاربك.
وفي الهدايا أيضًا والتهاني لأصدقائك وأقاربك في مناسباتهم السعيدة. هذا يظهر احترامك وتقديرك لهم، ويزيد من رابطة المحبة بينكم وفي الأثر «تهادوا تحابوا».
اتصل بمن تحبهم بين الحين والآخر، واسأل عن أحوالهم ومشاغلهم، هذا يعطيهم شعوراً بالاهتمام، ويقوي العلاقة بينكم.
ادع أصدقاءك وجيرانك إلى منزلك، وأقم لهم ضيافة حسنة، هذا يعبر عن كرمك وطيبتك، ويجعلهم يشعرون بالألفة والمحبة تجاهك.
فالتآلف يعني التوافق والانسجام والاندماج بين الأشخاص والأسر والشعوب، وهو من أهم الهبات الإلهية التي تساهم في بناء المجتمعات القوية والمتحابة، ونحن المجتمع المسلم أحق الشعوب بهذه الصفة المنيفة التي لا يدخل الجنة إلا بها، ففي الحديث «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». هذا، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/2026057]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]