المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحزب الديموقراطي والحاجة إلى حرب قبل الانتخابات



المراسل الإخباري
08-14-2023, 10:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا شيء محرّم أو مجرّم حين يتنافس الحزبان الديموقراطي والجمهوري على أصوات الناخبين الأميركيين، كلّ ما ينبغي فعله من قبل كل طرف هو إجادة اللعبة القانونيّة فقط، وتفعيل أدوات ومهارات السياسة الداخليّة والخارجيّة، وتوظيف المكائن الإعلاميّة المناصرة لترويج أي قضيّة. ولعلّ أسوأ هذه الأدوات الانتخابيّة استسهال إشعال الحروب، والصراعات، والتدخّل العسكري وتضخيم "عدو" أو حتى اختراعه لتوحيد الأمة الأميركيّة لخدمة الأغراض الحزبيّة، يستوي في ذلك الحزبان الرئيسان الديموقراطي والجمهوري.
ويسجّل تاريخ القرن العشرين وما بعده أن الديموقراطيين كانوا أكثر انخراطاً من الجمهوريين في الصراعات والحروب الكبرى، فهم كانوا شركاء في الحرب العالميّة الأولى (عهد الرئيس وودرو ويلسون)، وزعماء الحرب العالميّة الثانية (عهد فرانكلين روزفيلت)، وهم من أشعلوا الحرب الكوريّة في الخمسينات (عهد هاري ترومان)، وحرب فيتنام في الستينات (عهد الرئيسين جون كندي وليندون جونسون)، وحروب البلقان أواخر التسعينات (بل كلنتون).
والعجيب أن الحرب الكوريّة بدأت مع الديموقراطيين وهم في الحكم، وسعروا حرب فيتنام في ظل رئيسين ديموقراطيين، وكلا الحربين انتهت على يد الجمهوريين. وهذا لا يعني أن الجمهوريين حمائم سلام، ولكن حروبهم غالباً ما تتركّز على الحفاظ على النفوذ وحماية المصالح الاقتصاديّة بأي ثمن. ومن ذلك حرب الخليج (عاصفة الصحراء 1990)، والحرب في أفغانستان (2001-2021)، وحرب العراق (2003) والحرب الطويلة على الإرهاب (2001-2010). أمّا الديموقراطيون ففي حروبهم غالباً ما يسعون إلى تغيير الخرائط، والأنظمة الاجتماعيّة، والسياسيّة، والشاهد القريب ما عملوه في سنوات ما يسمى بالربيع العربي الذي ما برحت دول عربيّة ترزح تحت آثاره بعد أكثر من عقد من الزمن.
الديموقراطيون اليوم في الحكم وكل أعينهم ستكون على الانتخابات الرئاسيّة الستين والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 وهم يسلّطون كافة أدواتهم وأسلحتهم على المنافس الشرس "ترمب" وقد ينجحون في إقصائه. ولكن هنا رئيس مرشّح (بايدن) لا يمكن المراهنة عليه، وهناك تمرّد أفريقيا على الغرب، وقبل وبعد حرب مشتعلة في أوكرانيا يموّلون وقودها. ولكنها حرب معقّدة ظهر فيها الروس صليبي الرؤوس، وأيديهم على زناد الأسلحة الاستراتيجيّة والصين تتربّص. ولهذا فالديموقراطيون أمام خيارين قبل الانتخابات أحلاهما مرّ، إما ارتكاب خطيئة حرب لا تبقي ولا تذر، وإمّا القبول بسلام يُظهر ضعف الكاوبوي أمام الدب والتنين وبقيّة العالم. والأكثر إيلاماً أن كلا الخيارين لن يمنحا الحزب الديموقراطي بطاقة الفوز على الأرجح.
ما العمل إذاً؟.. هل سيكون ابتكار صراع مع عدو يسهل إيلامه وتسجيل نصر سينمائي عليه حلاًّ ثالثاً سريعاً؟ ربّما، فواشنطن ليس لديها نقص في الخصوم والأعداء، وتملك الخبرة في صناعة تبريرات الحروب..
قال ومضى:
لا يتعلّم من التاريخ إلا من احتّل موقعاً مشرّفاً في صفحاته..





http://www.alriyadh.com/2027293]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]