تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من أجل عينيك



المراسل الإخباري
08-15-2023, 16:05
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كنت في المرحلة المتوسطة وتحديداً الأول متوسط عام "1972"، وكان تلفزيوننا السعودي بقناته الوحيدة آنذاك يقدم سهرة غنائية كل ليلة جمعة، مخصصة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، ومع بداية البث صباح كل خميس يعلن المذيع اسم الأغنية التي سيقدمها للمشاهدين في الساعة الحادية عشر ليلاً، لم أكن أعطي اهتماماً لهذا الإعلان، فمازلت طالباً وأنام مبكراً، إلا هذه المرة التي استوقفني الإعلان عندما قال المذيع (لا أتذكر بالضبط هل هو غالب كامل أم ماجد الشبل) -رحمهما الله-: أعزائي المشاهدين، سهرتنا هذه الليلة ستكون مع سيدة الطرب والغناء العربي أم كلثوم في أغنيتها الجديدة ولأول مرة تذاع، من أجل عينيك، كلمات الشاعر الأمير عبدالله الفيصل، وألحان الموسيقار رياض السنباطي، هنا شد انتباهي اسم الشاعر الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- الذي لا أعرف عنه شيئاً غير أنه أحد مؤسسي الرياضة في المملكة ومؤسس النادي الأهلي السعودي، أجبرتني العاطفة تجاه ابن وطني وأحد أعلامها البارزين أن أسهر خفية عن والدي لأستمع وأشاهد الأغنية، التي كانت مدخلاً لي لحب الشعر والشاعر وأم كلثوم، ولأن والدي كان يجلب معه يومياً من العمل بعض الصحف الورقية وأنا أقرؤها متنقلاً بين الرياضة والفن والشعر، قرأت بعض مقالات الكتاب الذين أشادوا بالأغنية، فعرفت أن لها قصة تستحق أن تروى، فالشاعر عبدالله الفيصل أحد الشعراء العرب الكبار الذين عاشوا العصر الذهبي للغناء في مصر والوطن العربي، تربطه علاقة وثيقة بأقرانه الشعراء المصريين والعرب الذين واكبوا نهضة الأغنية العربية آنذاك، لحن للفيصل العديد من الملحنين الكبار وغنى له كبار المطربين العرب، منهم محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وطارق عبدالحكيم والموجي، ومما يروى أن العلاقة بين الفيصل وأم كلثوم وثيقة، حيث سبق وأن تغنت برائعته ثورة الشك محققةً نجاحاً واسعاً، أما قصيدته (من أجل عينيك) افتتحت بها أم كلثوم موسمها الغنائي عام "1972" من ألحان السنباطي، يقول مطلع الأغنية: (من أجل عينيك عشقت الهوى.. بعد زمان كنت فيه الخلي.. وأصبحت عيني بعدى الكرى.. تقول للتسهيد لا ترحلي)، وقد تجلت فيها أم كلثوم وبلغت قمة أدائها الغنائي على مسرح دار سينما قصر النيل، محققةً نجاحاً كبيراً، وأنا أشاهد وأستمع لأم كلثوم أمام تلفزيوننا الأسود والأبيض، أتابع بسعادة رائعة عبدالله الفيصل، وأتابع أداء أم كلثوم التي تجلت في المقطع الأخير والذي تختم به الأغنية وتعيده مرتين بناء على طلب الجمهور، المقطع الذي تقول فيه:
(لا تقل أين ليالينا وقد كانت عذابا.. لا تسلني عن أمانينا وقد كانت سرابا
إنني أسدلت فوق الأمس ستراً وحجابا.. فتحمل مر هجرانك واستبق العتابا).
رحم الله والدي وعبدالله الفيصل وأم كلثوم والسنباطي وتلفزيوننا الأسود والأبيض.




http://www.alriyadh.com/2027493]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]