المراسل الإخباري
08-21-2023, 17:46
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تفاخر الدول الغربيّة الحديثة بأن أجمل نجاحاتها، وأرفع مفاخرها يتمثّل في "تحرير" الفرد من سطوة الكنيسة، وسلطة المجتمع، ومنحه حقّ "الصوت" ليقرّر من يمثّله في السلطة، وهذا في المجمل صحيح، وهو منجز لم يأت بين يومٍ وليلة بل كان ثمرة يانعة لمئات السنين من النضال مع الإقطاع أولا، ثمّ الكنّيسة، ثمّ مع الدولة. ومع اكتمال الشخصيّة "الفردانيّة" لإنسان العصر وثورة الحقوق (منذ منتصف القرن العشرين تقريبا) بدأ الفرد "المنتصر" صراعه مع مجتمعه الصغير، والكبير لتوسيع دائرة حريّته حتى تضاءلت الأسرة دورًا وقيمة، بل لقد ساق هوى الحريّة "الفرد" بعيدًا ليدعو إلى التحرّر مما تمثّله "ذاته"، والاعتراف بحقه في إعلان هويته "الجندريّة" وفق أيّ شذوذ يختاره، حتى لو عارض كيمياء وفيزياء الجسم، وبيولوجيا الطبيعة البشريّة.
وعلى هذا الأساس ومع بقاء شرائح من مواطني الدولة على ما تعتقده ثابتا صحيا معارضين لموجات حرية الفرد الطاغية، ومع انفتاح الدولة العصريّة على (مواطنين) وافدين من مجتمعات بخلفيات متنوعة، ومع أمواج السفر، واستقدام العمال من شتّى أخلاط البشر، تواجه قضيّة الإدماج الاجتماعي في الدول الغربيّة مشكلة تحقيق التوازن بين "قدسيّة" الحريّات الفرديّة، والضوابط التي قد تراها شرائح اجتماعيّة مسائل لا تقبّل النقاش بوصفها من ثوابت مجتمعه أو دينه أو ثقافته. فمن جهة يعني التنوّع والشمول في المجتمع إدارة واحتضان التنوّع الثقافي والديني والعرقي، ولكنّ تقبّل هذا يعني بالضرورة تقبّل ما تمثّله هذه التنوعات، والتي قد يعارض بعضها بعض إلى حد الكراهيّة والعنف. ويأتي أبشع استغلال لجماليّات التنوّع متمثّلا في انتهازيّة وشراسة الاستقطاب السياسي لهذه الشريحة أو تلك من قبل رموز، أو أحزاب متطرّفة تبحث عن الأرقام الأكثر تأثيرا في صناديق الاقتراع، ما يقود بشكل مباشر إلى توسيع الهوة الاجتماعية بل وأحيانا إلى تمزيق تماسك المجتمعات ناهيك عن الافتقار إلى الثقة في المؤسسات السياسيّة.
ومن هنا يرصد المهتمّون مؤشّرات نمو تتحدى عمق الدولة العصريّة لا يمكن حساب نتائجها بعد، بما يمكن وصفه بعودة الروح للهويّات الفرعيّة داخل المجتمع الكبير الواحد. ومن مظاهر ذلك أن ترى قسما من الناس (إمّا نتيجة الخوف من ذوبان الهويّة، أو ربما استعدادا للمواجهة (المتوقعة) مع الخصوم يعودون إلى ما يؤصل انتماءهم إلى مجموعاتهم الفرعيّة (الاجتماعيّة أو الثقافيّة أو العرقيّة) خاصة تلك المجموعات التي لديها نشاط واضح في موضوع صيانة الهويّة والقيم، ولم يعد جديدا أن ترى تقوقع مجموعات عرقيّة، أو ثقافيّة معيّنة، في أحياء شبه مغلقة تتمدّد بشكل واضح في وسط أو على أطراف معظم المدن الغربيّة الكبرى.
قال ومضى:
وحدها الأخلاق من تُعطي الحضارة كل النضارة.
http://www.alriyadh.com/2028425]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وعلى هذا الأساس ومع بقاء شرائح من مواطني الدولة على ما تعتقده ثابتا صحيا معارضين لموجات حرية الفرد الطاغية، ومع انفتاح الدولة العصريّة على (مواطنين) وافدين من مجتمعات بخلفيات متنوعة، ومع أمواج السفر، واستقدام العمال من شتّى أخلاط البشر، تواجه قضيّة الإدماج الاجتماعي في الدول الغربيّة مشكلة تحقيق التوازن بين "قدسيّة" الحريّات الفرديّة، والضوابط التي قد تراها شرائح اجتماعيّة مسائل لا تقبّل النقاش بوصفها من ثوابت مجتمعه أو دينه أو ثقافته. فمن جهة يعني التنوّع والشمول في المجتمع إدارة واحتضان التنوّع الثقافي والديني والعرقي، ولكنّ تقبّل هذا يعني بالضرورة تقبّل ما تمثّله هذه التنوعات، والتي قد يعارض بعضها بعض إلى حد الكراهيّة والعنف. ويأتي أبشع استغلال لجماليّات التنوّع متمثّلا في انتهازيّة وشراسة الاستقطاب السياسي لهذه الشريحة أو تلك من قبل رموز، أو أحزاب متطرّفة تبحث عن الأرقام الأكثر تأثيرا في صناديق الاقتراع، ما يقود بشكل مباشر إلى توسيع الهوة الاجتماعية بل وأحيانا إلى تمزيق تماسك المجتمعات ناهيك عن الافتقار إلى الثقة في المؤسسات السياسيّة.
ومن هنا يرصد المهتمّون مؤشّرات نمو تتحدى عمق الدولة العصريّة لا يمكن حساب نتائجها بعد، بما يمكن وصفه بعودة الروح للهويّات الفرعيّة داخل المجتمع الكبير الواحد. ومن مظاهر ذلك أن ترى قسما من الناس (إمّا نتيجة الخوف من ذوبان الهويّة، أو ربما استعدادا للمواجهة (المتوقعة) مع الخصوم يعودون إلى ما يؤصل انتماءهم إلى مجموعاتهم الفرعيّة (الاجتماعيّة أو الثقافيّة أو العرقيّة) خاصة تلك المجموعات التي لديها نشاط واضح في موضوع صيانة الهويّة والقيم، ولم يعد جديدا أن ترى تقوقع مجموعات عرقيّة، أو ثقافيّة معيّنة، في أحياء شبه مغلقة تتمدّد بشكل واضح في وسط أو على أطراف معظم المدن الغربيّة الكبرى.
قال ومضى:
وحدها الأخلاق من تُعطي الحضارة كل النضارة.
http://www.alriyadh.com/2028425]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]