المراسل الإخباري
09-01-2023, 10:16
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
مهما وصلت في العلم والخبرات والمناصب القيادية العليا، لا تسمح لعقلك أن يتحجر ويسجن نفسه في قيود التكبر. تواضع وكن منفتحاً على الآراء الأخرى حتى وإن لم تكن متوافقة مع رؤيتك ورأيك
قبل سنوات وفي فترة سابقة من حياتي المهنية، جاء مدير جديد إلى الشركة التي كنت أعمل فيها. كان ذلك المدير من قطاع مختلف تماماً، ولم يمر إلا أسبوع واحد، وبعدها بدأ ذلك المدير يتحرك لتدمير وانتقاد كل ما بنته الإدارة السابقة، وحاول أن يطبق الأساليب والمنهجيات نفسها التي عمل عليها في شركته السابقة. ووصل الأمر إلى إنهاء عقود مع شركاء مميزين ظلوا يعملون مع شركتنا لسنوات طويلة بعد أن افتعل معهم مشكلات بلا معنى، وتسبب في استقالة عدد غير بسيط من الموظفين بسبب أسلوبه الأرعن، وفوق ذلك كله، كان لا يستمع لأي نصيحة أو رأي حيال أسلوبه وطريقة عمله الذي لا يناسب قطاع الشركة التي كنت أعمل بها وقتها. الشاهد في الأمر، وبعد سبعة أشهر من التدمير والتنفير والتهجير القسري للموظفين، انتقل ذلك المدير لجهة أخرى ليعمل معها في قطاع قريب من القطاع الذي كان يعمل به لسنوات بعد أن تسبب بخسائر مباشرة وغير مباشرة للشركة.
الآن وبعد سنوات، ولو سألتني: ما المشكلة التي كان يعاني منها ذلك المدير؟ سأجيبك أنها مشكلة العقلية المتحجرة. وأكثر ما يتعب في التعامل مع أصحاب هذه النوعية من العقليات هو الإصرار الغريب على فهم العالم من منظور واحد ضيق وانعدام القدرة على التكيف والاستماع للآراء الأخرى.
وكثيراً ما يردني سؤال عن كيفية التعامل التجاري والمهني مع شركات أو شركاء من بلدان وثقافات أجنبية أو قطاعات مختلفة تماماً؟ وأعتقد في هذا الشأن أن السر يكمن في القدرة على الانفتاح على الثقافات وتقبل الأفكار المخالفة بما لا يتنافي بطبيعة الحال مع القيم والمبادئ.
ومن المواقف التي لا أنساها في حياتي عندما كنت أدرس في مرحلة اللغة اليابانية، وبعد أسبوع واحد من وصولي لطوكيو كنت أتحدث مع صديق من الصين باللغة الإنجليزية، ورآني حينها طالب سعودي سبقني لليابان لسنة كاملة فبادرني قائلاً: "إذا أردت أن تطور من قدراتك في التواصل باللغة اليابانية، فعليك أن تنسى تماماً التحدث باللغة الإنجليزية لفترة. ومهما واجهت صعوبة في التواصل باليابانية فحاول وأبذل جهدك للتواصل بها فقط!". أما معلمي في معهد اللغة فكان ينصحنا دائماً: "عليكم أن تفكروا في أدمغتكم باللغة اليابانية، لا تحاولوا أن تفكروا بلغاتكم الأم ومن بعد ذلك تترجمون ذلك إلى اليابانية. وإذا وصلتم لمرحلة أنكم ترون أحلامكم في المنام باللغة اليابانية فاعلموا أنكم في الطريق الصحيح..". وبطبيعة الحال نسيت تماماً اللغة الإنجليزية ورجعت للتحدث بها بعد مرور سنة كاملة من التركيز على اللغة اليابانية وإتقانها..
ولست هنا لأتحدث عن أساليب تعليم اللغة، بقدر ما أردت أن أسلط الضوء على أن الإنسان يضطر أحياناً إلى التوقف عن التفكير والعمل بالطريقة التي اعتاد عليها، ويبذل جهده ليتعرف على ثقافات وأساليب جديدة ويكون مستعداً للتعلم وبناء قدراته من جديد في بيئات عمل وظروف مختلفة.
وباختصار، مهما وصلت في العلم والخبرات والمناصب القيادية العليا، لا تسمح لعقلك أن يتحجر ويسجن نفسه في قيود التكبر. تواضع وكن منفتحاً على الآراء الأخرى حتى وإن لم تكن متوافقة مع رؤيتك ورأيك. وتذكر دائماً أن نجاح القائد ليس في الإصرار على رأيه، بل في شجاعته وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح حتى لو كان ذلك يعني تبني رأي مخالف لرأيه الأول!
http://www.alriyadh.com/2030316]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
مهما وصلت في العلم والخبرات والمناصب القيادية العليا، لا تسمح لعقلك أن يتحجر ويسجن نفسه في قيود التكبر. تواضع وكن منفتحاً على الآراء الأخرى حتى وإن لم تكن متوافقة مع رؤيتك ورأيك
قبل سنوات وفي فترة سابقة من حياتي المهنية، جاء مدير جديد إلى الشركة التي كنت أعمل فيها. كان ذلك المدير من قطاع مختلف تماماً، ولم يمر إلا أسبوع واحد، وبعدها بدأ ذلك المدير يتحرك لتدمير وانتقاد كل ما بنته الإدارة السابقة، وحاول أن يطبق الأساليب والمنهجيات نفسها التي عمل عليها في شركته السابقة. ووصل الأمر إلى إنهاء عقود مع شركاء مميزين ظلوا يعملون مع شركتنا لسنوات طويلة بعد أن افتعل معهم مشكلات بلا معنى، وتسبب في استقالة عدد غير بسيط من الموظفين بسبب أسلوبه الأرعن، وفوق ذلك كله، كان لا يستمع لأي نصيحة أو رأي حيال أسلوبه وطريقة عمله الذي لا يناسب قطاع الشركة التي كنت أعمل بها وقتها. الشاهد في الأمر، وبعد سبعة أشهر من التدمير والتنفير والتهجير القسري للموظفين، انتقل ذلك المدير لجهة أخرى ليعمل معها في قطاع قريب من القطاع الذي كان يعمل به لسنوات بعد أن تسبب بخسائر مباشرة وغير مباشرة للشركة.
الآن وبعد سنوات، ولو سألتني: ما المشكلة التي كان يعاني منها ذلك المدير؟ سأجيبك أنها مشكلة العقلية المتحجرة. وأكثر ما يتعب في التعامل مع أصحاب هذه النوعية من العقليات هو الإصرار الغريب على فهم العالم من منظور واحد ضيق وانعدام القدرة على التكيف والاستماع للآراء الأخرى.
وكثيراً ما يردني سؤال عن كيفية التعامل التجاري والمهني مع شركات أو شركاء من بلدان وثقافات أجنبية أو قطاعات مختلفة تماماً؟ وأعتقد في هذا الشأن أن السر يكمن في القدرة على الانفتاح على الثقافات وتقبل الأفكار المخالفة بما لا يتنافي بطبيعة الحال مع القيم والمبادئ.
ومن المواقف التي لا أنساها في حياتي عندما كنت أدرس في مرحلة اللغة اليابانية، وبعد أسبوع واحد من وصولي لطوكيو كنت أتحدث مع صديق من الصين باللغة الإنجليزية، ورآني حينها طالب سعودي سبقني لليابان لسنة كاملة فبادرني قائلاً: "إذا أردت أن تطور من قدراتك في التواصل باللغة اليابانية، فعليك أن تنسى تماماً التحدث باللغة الإنجليزية لفترة. ومهما واجهت صعوبة في التواصل باليابانية فحاول وأبذل جهدك للتواصل بها فقط!". أما معلمي في معهد اللغة فكان ينصحنا دائماً: "عليكم أن تفكروا في أدمغتكم باللغة اليابانية، لا تحاولوا أن تفكروا بلغاتكم الأم ومن بعد ذلك تترجمون ذلك إلى اليابانية. وإذا وصلتم لمرحلة أنكم ترون أحلامكم في المنام باللغة اليابانية فاعلموا أنكم في الطريق الصحيح..". وبطبيعة الحال نسيت تماماً اللغة الإنجليزية ورجعت للتحدث بها بعد مرور سنة كاملة من التركيز على اللغة اليابانية وإتقانها..
ولست هنا لأتحدث عن أساليب تعليم اللغة، بقدر ما أردت أن أسلط الضوء على أن الإنسان يضطر أحياناً إلى التوقف عن التفكير والعمل بالطريقة التي اعتاد عليها، ويبذل جهده ليتعرف على ثقافات وأساليب جديدة ويكون مستعداً للتعلم وبناء قدراته من جديد في بيئات عمل وظروف مختلفة.
وباختصار، مهما وصلت في العلم والخبرات والمناصب القيادية العليا، لا تسمح لعقلك أن يتحجر ويسجن نفسه في قيود التكبر. تواضع وكن منفتحاً على الآراء الأخرى حتى وإن لم تكن متوافقة مع رؤيتك ورأيك. وتذكر دائماً أن نجاح القائد ليس في الإصرار على رأيه، بل في شجاعته وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح حتى لو كان ذلك يعني تبني رأي مخالف لرأيه الأول!
http://www.alriyadh.com/2030316]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]