تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجدداً.. الشيوعي الأخير!



المراسل الإخباري
09-16-2023, 19:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في ملتقى الأدباء الذي أقامته جمعية الأدب المهنية خلال الأسبوع الماضي بمدينة حائل وانتهى بالكثير من الآمال والأحلام التي حفّها التفاؤل على مدى يومي الملتقى، كان لي شرف المشاركة بندوة خاصة عن تعدد الأجناس الأدبية في تجربتي مع الكتابة بشكل عام وهي التي ارتكزت على الشعر في جوهرها، مع تجربتين سرديتين تمثلتا برواية رقيم (2008) والشيوعي الأخير (2010)، إضافة إلى كتابة المقالة الصحفية المنتظمة منذ ربع قرن من الزمن تقريباً.
وعلى الرغم من أنني استعرضت تجربتي بشكل موجز من خلال جوانبها كافة إلا أن جل المداخلات والأسئلة حولها تركّزت على رواية الشيوعي الأخير وتماسّها مع شخصية الراحل صالح المنصور الذي ارتبط بها من قبل ومن بعد.. ولعلّني هنا عبر هذا الطرح أفصّل في هذه الإشكالية التي تتكرر منذ صدور الرواية قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً حتى اليوم، فمن الأمور المتعارف عليها على مستوى الرواية العالمية تشكيل ما يمكن أن نطلق عليه مسمى (مادة العمل)، ونعني به تلك المادة المحصّلة من عملية البحث والتجميع لكل الهوامش المتعلقة بـ(رؤية الحكاية) التي تقوم عليها الرواية، وبعد أن تجتمع لدى الروائي المادة الخام يتفرغ لصياغة الرؤية داخل هذا النسيج المعلوماتي أو الحكاياتي مع أهمية التخييل قبله وبعده ومن خلاله، وما يعنينا من ذلك كله أهمية الجهد البحثي في الرواية كأحد الأركان الأساسية التي لا يكتمل العمل الناضج على مستوى التجريب إلا بها، ولهذا يبحث القارئ دائماً عن بطل الظل في أي عمل روائي يتماس مع اليومي أو التاريخي أو الاجتماعي، والحقيقة أننا لا يمكن أن نتجاهل وجوده في ذهن الروائي كباعث حقيقي للرؤية، وأنا إذْ أثرثرُ في كل هذا إنما أحاول التعليق بهدوء على ما يردّده الأصدقاء مع كل تذاكر لرواية الشيوعي الأخير التي صدرت عن دار الانتشار العربي قبل عقد ونصف تقريباً، وحضرت أول مرة من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في عام 2010 إنما استهدفت سيرة الكاتب -المغفور له إن شاء الله- صالح المنصور، تلك الشخصية المعروفة كثيراً لدى جل المثقفين في المملكة لخصوصيتها وإثارتها وتاريخها المليء بالمتناقضات والأسرار، والحقيقة أنني كنت قد تحدّثت مع بعض الأصدقاء عن تلك الشخصية كـ(كاركتر) مثير ومستفز لكتابة رواية ولا أعتقد أنني كنتُ وحدي من يهجس بذلك حينها، وإن لم يصرّح به غيري، لكنني حتماً لم أكن أو غيري لنقع في ورطة كتابة السيرة الذاتية لها، لأنَّ أيًّاً منا حينها كان سيقع بين سندان الأخلاق والمسؤولية وسوء الاستغلال، ومطرقة المساحة الشاسعة للعمل الإبداعي الذي يحتمل ويتحمّل كل الإسقاطات الرؤيوية ويوظف لها الأحداث والشخوص والتاريخ، لكنَّ صالح المنصور نفسه -رحمه الله- كان أول المفتونين بهذا الظن وأول معتنقيه، بل بلغ به الأمر يومها إلى أن يجلس في الدار أثناء أيام المعرض ويهدي زواره نسخاً ويطالب بالتوقيع عليها على الرغم أنه الأعلم من أنني لم أتواصل معه أو أستقي منه أو عنه أي معلومة خاصة حتى مع إيعاز بعض الأصدقاء لي بذلك، بل وصل به الأمر في أوله إلى توريطه -رحمه الله- (بمكر صحفي) للتعليق على الرواية ووصفها بــ(العمل غير الأخلاقي)، وذلك قبل أن يتراجع وينتشي بها ويتداول حضوره فيها كما يتوهم، ويحاول ملاحقتي بعواطف متنوعة من أجل الاعتراف بوهم سيرته فيها..
والحقيقة أن صالح المنصور -رحمه الله وغفر له- ليس إلا لوحة غلاف لسيرة افتراضية متخيلة، كان الناقد الدكتور معجب الزهراني قد عزّز ثقتي في نسجها، حينما هاتفته أول الرؤية طالباً منه العونَ في الوصول إلى مراجع وثائقية أو حتى شخصية تتعلق بحقبة زمنية معينة كنتُ قد ساءلته عنها، حيث أشار لي بترك كل هذا بسبب عدم وضوح الرؤية التاريخية أو حتى منطقيتها لتلك الحقبة، والتفكير في إعمال المخيال الشعري في صياغتها ونسيجها، ولم أكن أحتاج حينها أكثر من تعزيز مؤثّر من ناقدٍ أثق كثيراً بقدراته الإبداعية ومصداقيته الدائمة، على الرغم من أنني حينها تواصلت مع مهتمين آخرين كان من أهمهم النبيل دائماً الأستاذ محمد القشعمي الذي أخذني لاثنينية (عبد الكريم الجهيمان -رحمه الله-)، ومن هناك عدتُ بكثير مما احتجته في العمل، ومهما كان الأمر فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن أغفل مدى التأثير التسويقي لكل هذا الربط بين الرواية وشخصية الراحل صالح المنصور لا سيما وهو الشخصية المعروفة والمؤثرة الذي بدا في كثير من الأحيان أكبر من الحكاية حينما يُستدلّ به عليها لا العكس كما هو شأن الأعمال الأخرى، أقول لا يمكن أن أغفل دوره -رحمه الله- في رواج العمل وشيوعه بين الناس وتذاكره حتى اليوم، ولعله إعلان مجاني مؤثر لم يكن لولا هاجس البطل الحقيقي في الرواية.




http://www.alriyadh.com/2032933]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]