المراسل الإخباري
09-16-2023, 19:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
في التاريخ دروس وعبر كثيرة، وأكثر الأخطاء معادة بشكل أو بآخر، صحيح أن الأوقات والظروف تختلف من وقت لآخر، لكن فعل السبب واجب، وكما هو في قانون ميرفي الذي نصه: "إذا كان هناك مجال للخطأ، فسيحدث لا محالة"، وهذا يعني ألا تترك مجالاً للخطأ، بل تأخذ بالأسباب التي تمنع الحوادث بإذن الله..
وباء كورونا انتشر بسرعة مخيفة، حوّل الأوطان إلى جزر معزولة، تعاملت معه الدول حسب إمكاناتها البشرية والمادية، حبس الوباء الناس داخل بيوتهم، وأبقى الطائرات المدنية في حظائرها وعلى أرض المطار، تعطلت الكثير من المصالح، وأفلست الكثير من الشركات، أقفلت المدارس والجامعات، واكتظت المستشفيات بالمصابين، طلبوا من الجميع الفحص قبل العمل أو السفر، تباينت أسباب وجوده وانتشاره، وكسبت شركات الأدوية ومكتشفو التطعيم مليارات الدولارات، وتفاوتت الآراء بين مؤيد ومعرض للتطعيم، ولكن مقابل ذلك كان لهذا الوباء فوائد كثيرة يحتاجها سكان هذا الكوكب ليقللوا من بطرهم وإسرافهم وأسفارهم غير الضرورية. كان جرس إيقاظ للبشرية، ودرساً يبين ضعف البشرية أمام الأوبئة، وصل الإنسان في إسرافه وتبذيره مرحلة من الصعوبة استمرارها، استنزف خلالها الكثير من المصادر الناضبة في هذا الكوكب، وبدأت البيئة تستعيد صحتها بعد توقف الطائرات ووسائل النقل الأخرى، اليوم عادت المياه إلى مجاريها، وعاد الناس إلى عاداتهم القديمة المتأصلة، ناسين تلك الفوائد العظيمة التي صاحبت ذلك الوباء، ومن أهمها:
أولاً، في وقت انتشار كورونا، وبسبب التباعد ولبس القناع ونظافة الأيدي، اختفت الأمراض التي تنتقل باللمس والتقارب كالإنفلونزا التي لا تقل خطراً عن كورونا، وخصوصاً لدى كبار السن والمرضى، بل إن ضحياها لا تقل عن ضحايا كورونا.
ثانياً، أجبرتنا جائحة كورونا على التوقف عن السفر للخارج، وكانت فرصة عظيمة لاكتشاف جمال بلادنا وكنوزها، ازدهرت السياحة الداخلية مع ما صاحبها من بقاء الأموال الطائلة التي تصرف على التذاكر والفنادق والمطاعم داخل البلاد، السياحة الداخلية من أهم أسباب القضاء على البطالة وإنعاش اقتصاد المدن والقرى التراثية، لكن ما إن عادت الحياة إلى طبيعتها عاد الناس إلى السفر للخارج رغم التكاليف الباهظة وقلة الفائدة للأكثرية، البعض يكتفي بالتسكع في الشوارع والمحلات التجارية، ويسأل عن أفضل المطاعم وكأنه جاء للأكل وتزجية الوقت فقط، فلا سياحة صحية أو ثقافية أو علمية، في الدول المتقدمة يحثون الشباب على قضاء الإجازات في مغامرات مدروسة، وفي بريطانيا على سبيل المثال يشجعون العسكريين على قضاء إجازاتهم في أماكن جديدة كل عامين، يمارسون خلالها المغامرات ويدفعون لهم التذاكر من أجل ذلك، وتضمن مع التقارير السنوية.
ومن أسباب عدم نجاح السياحة الداخلية قلة وسائل الترفيه العائلي، والسكن الملائم بأسعار مناسبة، لكن صندوق الاستثمارات العامة يسعى جاهداً ويبذل الكثير من الجهد لإيجاد البنية التحتية التي يحتاجها القطاع الخاص لينطلق، لكن هذه المشروعات والشركات التي أنشأها الصندوق في بداياتها، كشركة "الداون تاون" حيث تم اختيار اثنتا عشرة مدينة في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى المشروعات العملاقة على البحر الأحمر ونيوم والرياض وجدة والمنطقة الشرقية والجنوبية، وتسعى وزارة السياحة جاهدة للتشجيع على السياحة الداخلية ما أمكن ذلك.
ثالثاً، مع كورونا توقف البذخ والتبذير والإسراف في إقامة الولائم في مناسبات الزواج بشكل خاص، وأعتقد أنه تم توفير الكثير من الأموال التي تصرف على الولائم، وملايين الأطنان من الطعام وغيره. التوفير وعدم التبذير لا يصب في مصلحة اقتصاد الأفراد والدول فقط، لكنه يخفف من أعباء الزواج على الشباب، ويوفر لهم من الأموال ما يبدؤون به حياتهم من دون استدانة، كما أنه يساعد على الاقتصاد في الطاقة ومكافحة التلوث ويحقق الاستدامة.
رابعاً، في أيام كورونا انعدمت حوادث الطرق المميتة تقريباً. لكن ذلك ليس حلاً لتقليل الوفيات والإعاقات بسبب حوادث الطرق، فالحل هو في تكثيف الرقابة وتحرير المخالفات، ليس عن طريق الكميرات المثبتة فقط، لكن عن طريق المرور السيار، وتفعيل أمن الطرق بحيث تتابع، وتوقف المتهورين قبل وقوع الحادث، وعلى كثرة أسفاري على الطرق السريعة لم ألاحظ من يوقف أصحاب السرعات العالية، أو من يعبث بهاتفه المحمول، بعكس ما هو موجود في الدول المتقدمة، قوات أمن الطرق موجودة في أكثر الطرق السريعة ومن الممكن أن تقوم بذلك.
في التاريخ دروس وعبر كثيرة، وأكثر الأخطاء معادة بشكل أو بآخر، صحيح أن الأوقات والظروف تختلف من وقت لآخر، لكن فعل السبب واجب، وكما هو في قانون ميرفي الذي نصه: "إذا كان هناك مجال للخطأ، فسيحدث لا محالة"، وهذا يعني ألا تترك مجالاً للخطأ، بل تأخذ بالأسباب التي تمنع الحوادث بإذن الله.
http://www.alriyadh.com/2032945]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في التاريخ دروس وعبر كثيرة، وأكثر الأخطاء معادة بشكل أو بآخر، صحيح أن الأوقات والظروف تختلف من وقت لآخر، لكن فعل السبب واجب، وكما هو في قانون ميرفي الذي نصه: "إذا كان هناك مجال للخطأ، فسيحدث لا محالة"، وهذا يعني ألا تترك مجالاً للخطأ، بل تأخذ بالأسباب التي تمنع الحوادث بإذن الله..
وباء كورونا انتشر بسرعة مخيفة، حوّل الأوطان إلى جزر معزولة، تعاملت معه الدول حسب إمكاناتها البشرية والمادية، حبس الوباء الناس داخل بيوتهم، وأبقى الطائرات المدنية في حظائرها وعلى أرض المطار، تعطلت الكثير من المصالح، وأفلست الكثير من الشركات، أقفلت المدارس والجامعات، واكتظت المستشفيات بالمصابين، طلبوا من الجميع الفحص قبل العمل أو السفر، تباينت أسباب وجوده وانتشاره، وكسبت شركات الأدوية ومكتشفو التطعيم مليارات الدولارات، وتفاوتت الآراء بين مؤيد ومعرض للتطعيم، ولكن مقابل ذلك كان لهذا الوباء فوائد كثيرة يحتاجها سكان هذا الكوكب ليقللوا من بطرهم وإسرافهم وأسفارهم غير الضرورية. كان جرس إيقاظ للبشرية، ودرساً يبين ضعف البشرية أمام الأوبئة، وصل الإنسان في إسرافه وتبذيره مرحلة من الصعوبة استمرارها، استنزف خلالها الكثير من المصادر الناضبة في هذا الكوكب، وبدأت البيئة تستعيد صحتها بعد توقف الطائرات ووسائل النقل الأخرى، اليوم عادت المياه إلى مجاريها، وعاد الناس إلى عاداتهم القديمة المتأصلة، ناسين تلك الفوائد العظيمة التي صاحبت ذلك الوباء، ومن أهمها:
أولاً، في وقت انتشار كورونا، وبسبب التباعد ولبس القناع ونظافة الأيدي، اختفت الأمراض التي تنتقل باللمس والتقارب كالإنفلونزا التي لا تقل خطراً عن كورونا، وخصوصاً لدى كبار السن والمرضى، بل إن ضحياها لا تقل عن ضحايا كورونا.
ثانياً، أجبرتنا جائحة كورونا على التوقف عن السفر للخارج، وكانت فرصة عظيمة لاكتشاف جمال بلادنا وكنوزها، ازدهرت السياحة الداخلية مع ما صاحبها من بقاء الأموال الطائلة التي تصرف على التذاكر والفنادق والمطاعم داخل البلاد، السياحة الداخلية من أهم أسباب القضاء على البطالة وإنعاش اقتصاد المدن والقرى التراثية، لكن ما إن عادت الحياة إلى طبيعتها عاد الناس إلى السفر للخارج رغم التكاليف الباهظة وقلة الفائدة للأكثرية، البعض يكتفي بالتسكع في الشوارع والمحلات التجارية، ويسأل عن أفضل المطاعم وكأنه جاء للأكل وتزجية الوقت فقط، فلا سياحة صحية أو ثقافية أو علمية، في الدول المتقدمة يحثون الشباب على قضاء الإجازات في مغامرات مدروسة، وفي بريطانيا على سبيل المثال يشجعون العسكريين على قضاء إجازاتهم في أماكن جديدة كل عامين، يمارسون خلالها المغامرات ويدفعون لهم التذاكر من أجل ذلك، وتضمن مع التقارير السنوية.
ومن أسباب عدم نجاح السياحة الداخلية قلة وسائل الترفيه العائلي، والسكن الملائم بأسعار مناسبة، لكن صندوق الاستثمارات العامة يسعى جاهداً ويبذل الكثير من الجهد لإيجاد البنية التحتية التي يحتاجها القطاع الخاص لينطلق، لكن هذه المشروعات والشركات التي أنشأها الصندوق في بداياتها، كشركة "الداون تاون" حيث تم اختيار اثنتا عشرة مدينة في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى المشروعات العملاقة على البحر الأحمر ونيوم والرياض وجدة والمنطقة الشرقية والجنوبية، وتسعى وزارة السياحة جاهدة للتشجيع على السياحة الداخلية ما أمكن ذلك.
ثالثاً، مع كورونا توقف البذخ والتبذير والإسراف في إقامة الولائم في مناسبات الزواج بشكل خاص، وأعتقد أنه تم توفير الكثير من الأموال التي تصرف على الولائم، وملايين الأطنان من الطعام وغيره. التوفير وعدم التبذير لا يصب في مصلحة اقتصاد الأفراد والدول فقط، لكنه يخفف من أعباء الزواج على الشباب، ويوفر لهم من الأموال ما يبدؤون به حياتهم من دون استدانة، كما أنه يساعد على الاقتصاد في الطاقة ومكافحة التلوث ويحقق الاستدامة.
رابعاً، في أيام كورونا انعدمت حوادث الطرق المميتة تقريباً. لكن ذلك ليس حلاً لتقليل الوفيات والإعاقات بسبب حوادث الطرق، فالحل هو في تكثيف الرقابة وتحرير المخالفات، ليس عن طريق الكميرات المثبتة فقط، لكن عن طريق المرور السيار، وتفعيل أمن الطرق بحيث تتابع، وتوقف المتهورين قبل وقوع الحادث، وعلى كثرة أسفاري على الطرق السريعة لم ألاحظ من يوقف أصحاب السرعات العالية، أو من يعبث بهاتفه المحمول، بعكس ما هو موجود في الدول المتقدمة، قوات أمن الطرق موجودة في أكثر الطرق السريعة ومن الممكن أن تقوم بذلك.
في التاريخ دروس وعبر كثيرة، وأكثر الأخطاء معادة بشكل أو بآخر، صحيح أن الأوقات والظروف تختلف من وقت لآخر، لكن فعل السبب واجب، وكما هو في قانون ميرفي الذي نصه: "إذا كان هناك مجال للخطأ، فسيحدث لا محالة"، وهذا يعني ألا تترك مجالاً للخطأ، بل تأخذ بالأسباب التي تمنع الحوادث بإذن الله.
http://www.alriyadh.com/2032945]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]