المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوَطَنُ العَظِيمُ



المراسل الإخباري
09-23-2023, 03:54
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في عيدك الثالث والتسعين يا وطني، تمرّ بنا ذكرياتك الجميلة، فنستعرض أمجادك العظمية، ونتذكر رجالك المخلصين، وحكّامك الأشاوس، وأرضك الطاهرة، وترابك النقي، وأهلك الطيبين، وكل من أحبك وأحببته، وسموتَ به، فسما بك. أنت يا وطني عظيم، لست كأي وطن، أنت مهبط الإسلام، ومستقر الرسالة الخالدة، ومنبع العربية الصافي، ومورد العروبة، ونهرها الرقراق المتدفق، أنت الموقع الجغرافي الأهم في العالم، وأنت التاريخ المجيد، والتطور المدهش، والآثار العتيقة، والمواقع النادرة، أنت ملتقى الحضارات، وميدان الثقافات، وعصب الحياة، وأساس متين في اقتصاد العالم، أنت يا وطني الأجمل، والأفضل، في كل شيء.
في يوم عيدك السعيد يا وطني، نتذكر منذ الصغر تلك الأناشيد التي أصبحت جزءاً منا، نردّدها كما لو كانت من صميم إبداعنا، نتذكر قول شاعرنا الذي تغنّى بك:
روحي وما ملكت يداي فداهُ / وطني الحبيب وهل أحب سواهُ؟!
وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ / وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ
منذ الطفولة قد عشقت ربوعه / إني أحب سهوله ورباهُ
وطني الحبيب.. وطني الحبيـ / بُ .. وهل أحب سواهُ؟
وطني الحبيب وأنت مؤول عزةٍ / ومنار إشعاعٍ أضاء سناهُ
في كل لمحة بارقٍ أدعو لهُ / في ظل حامٍ عطرت ذكراهُ
وطني الحبيب.. وطني الحبيـ / ب .. وهل أحب سواهُ؟
في موطني بزغت نجوم نبيهِ / والمخلصون استشهدوا بحماهُ
في ظل أرضك قد ترعرع أحمد / ومشى منيباً داعياً مولاهُ
يدعو إلى الدين الحنيف بهديه / زال الظلام وعُزّزت دعواهُ
بيت الرسول ونوره وهداه / بيت الرسول ونوره وهداه
وطني الحبيب .. وطني الحبيـ / ب .. وهل أحب سواهُ؟
نعم، إنه الوطن العظيم، الوطن الذي يصعب وصفه، أو الحديث عن قيمته، وما أجمل تعريف العم عبد الله بن تركي البكر الذي قال عن الوطن في كتابه (إطلالة على المجتمع): «ما هو الوطن؟ الوطن البلاد التي نشأت فيها، فنموت فوق أرضها، واستنشقت من هوائها، وأكلت من خيراتها، وارتويت من مائها، فتكوّن جسمك وعقلك منها، فأنت قطعة متصلة بها، هو البلاد التي كانت لآبائك، وأجدادك، وستكون لأبنائك، وأحفادك من بعدك (...) لذلك استقر حب الوطن في النفوس، وسكن في قلوب الناس، ولولا هذه المحبة التي ألقاها الله في قلوب الناس للوطن لخلت البلاد مقفرة من سكانها، وتدافعوا إلى أمكنة أخرى (...) فالحيوان، والطيور، والوحوش، تحب أوطانها، فما أجدر الإنسان في أن يَفْضلها في حب الوطن، والقلب الكريم لا ينسى شيئاً أحبه، ولا شيئاً ألفه من وطنه».
ولقد صدق الأدباء حين قالوا: «عمّر الله البلدان بحب الأوطان»، وكان يقال: «لولا حب الأوطان، لخربت البلدان»، وأورد الجاحظ في كتابه (الحنين إلى الأوطان) كلاماً جميلاً عن قيمة الوطن، وأهميته، منه: «لقد قالت العجم: من علامة الرشد أن تكون النفس إلى مولدها مشتاقة، وإلى مسقط رأسها تواقة»، كما أورد هذا النص أيضاً: «وقالت الهند: حرمة بلدك عليك كحرمة أبويك؛ لأن غذاءك منهما وأنت جنين، وغذاءهما منه»، وقال آخر: «احفظ بلداً رشّحك غذاؤه، وارعَ حمى أكنّكَ فناؤه، وأولى البلدان بصبابتك إليه بلد رضعت ماءه، وطعمت غذاءه»، فكيف إذا كان هذا البلد هو المملكة العربية السعودية؟! أدام الله عزّها، وعزّ حكّامها، وبارك في أرضها، وأهلها أجمعين.




http://www.alriyadh.com/2034213]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]