المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم الوطني فرحة تتجدد



المراسل الإخباري
09-24-2023, 03:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
من تشريف الله لهذه البلاد المملكة العربية السعودية نسبتها إلى الحرمين فهي بلاد الحرمين الشريفين، ويتفاخر قادتها وشعبها بخدمتهم للحرمين، ولا تذكر على ألسنة المسلمين إلا بالثناء وتمني زيارتها، ويكفي هذه البلاد عزًّا أن يهيئ الله لقياداتها ويسخر لهم بحرها وبرها وجوها وباطنها وظاهرها..
ثلاثة وتسعون عامًا مضت على نهوض هذا الكيان ليستقيم عوده فوق هذه الأرض المتناحر أهلها، المشتت شملهم، المفرق جمعهم، فتتحد الكلمة، ويجتمع الشمل، وينمو الكيان نمواً يغيظ الحاسدين، ويحير عقول الحاقدين.
ومنذ ذلك الحين ونحن نحتفل باليوم الوطني لبلادنا المباركة، وفي كل عام نجد أن احتفاليات الفرحة تتجدد ليس اعتباطًا، وإنما بتجدد الواقع واختلاف الحال في كل عام عن ما قبله، فلا زالت بلادنا على مدار العقود الماضية وهي تبهر العالم بتقدمها ومنجزاتها وتطور حضارتها وتماسك نظامها، واستقرارها، وترقي شعبها إلى مصاف الشعوب المعطاءة والمنتجة.
ولم تكن هذه التدرجات في سلالم الوصول إلى الهدف خالية من متاعب ومشاغبات مبغضي الحياة والسلام، بل ملأت الطريق أشواكاً وعراقيل، ولكن كانت تلك المشاغبات والعراقيل هي وقود العزائم، ومحفزات الانطلاق، فإن الأمجاد والحضارات التي تبنى وتؤخذ دون صراع وصمود وعزائم فإنها بناء لا يتماسك، وحضارته آيلة للسقوط، فكيف إذا انضاف إلى ذلك وقبل كل شيء فضل الله على هذه البلاد وإرادته عزها ومجدها وعلوها، فماذا عسى أن يصنع كيد الكائدين وتفاهات الحاسدين؟
ولله در من قال:
ألا قل لمن كان لي حاسدًا
أتدري على من أسأت الأدب؟
أسأت على الله في فعلهِ
لأنك لم ترضَ لي ما وهب
فهذه المواهب وهذه الإنجازات هي من مننِ الله وفضله قبل كل شيء، وأعظم من هذا أن جعل الله هذه البلاد قبلة المسلمين، ومنطلقًا لدينه الذي اختار له محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وفي علم الله سبحانه قد جرى ما سيكون عليه أمر هذه البلاد، فهي تمضي برعايته سبحانه، وتسير في حفظه، واستجابة لدعوة خليله، (رب اجعل هذا البلد آمناً) فكانت أمنًا وأمانًا، ومهوى لأفئدة كثير من الناس، وستظل كذلك بإذن الله ومشيئته، طالما وقد هيأ لها قيادات حكيمة وشعباً طموحاً.
ومن منطلق سرورنا وسعادتنا بما وصلت إليه بلادنا نكتب ونتكلم ونفرح، ومهما حرصنا على رص الكلمات، ورونقة العبارات، سيبقى الوطن أكبر وأجمل في نفوسنا مما تتلفظ به ألستنا، وأحيانًا قد لا تستطيع الكلمات الإيفاء والأخذ بمجامع الحب لهذا الوطن، كيف؟ وهو التراب الذي ولد عليه محمد بن عبد الله صلى الله عليـه وآله وسلم، وازدحمت فيه قوافل الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، وتزاحمت فيه العلماء قروناً، وبزغت منه شمس الهدى والتقى والإصلاح، ووقعت فيه أعظم المآثر التأريخية، وحوى أهم الآثار الإسلامية.
فنحن نهنئ أنفسنا أن جعلنا الله من أبناء هذه البلاد، ليس تفاخرًا وإنما تحدّث بنعمة الله، ومن لم يدرك أن انتسابه لهذا الوطن نعمة مميزة من الله فقد بخس حظه من النظر والفقه والمعرفة. ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلـم يخاطب مكة: "والله إنك أحب البقاع إلى قلبي". ثم نزل المدينة وأتم فيها سائر حياته صلى الله عليه وآله وسلـم. وحوت تربتها جسده الطاهر.
ومن تشريف الله لهذه البلاد المملكة العربية السعودية نسبتها إلى الحرمين فهي بلاد الحرمين الشريفين، ويتفاخر قادتها وشعبها بخدمتهم للحرمين، ولا تذكر على ألسنة المسلمين إلا بالثناء وتمني زيارتها، ويكفي هذه البلاد عزًّا أن يهيئ الله لقياداتها ويسخر لهم بحرها وبرها وجوها وباطنها وظاهرها لتكون هي الأشرف على كل بلاد، وهي اليد العليا على من قصدها من العباد، بل وعلى من نأى عنها، واحتاج إليها، فإن لم تكن هذه المزايا باعثة للحب في القلوب وحادية للوفاء في النفوس لهذا الوطن فماذا عساه أن يحرك المشاعر نحو محبة وطن اختار الله بعض أرضه لتكون بيته المحرم، وفيها ولد ودفن خير خلقه صلى الله عليه وآله وسلـم. وهي اليوم مأرز الإيمان، وأمنية كثير من بني الإنسان، وتنعم بالأمن والأمان، بقيادة سلمان، وابن سلمان، فلله الحمد والثناء، جعلها الله دوماً سخاء ورخاء، وأبعد عنها القلاقل والمحن والزلازل. هذا، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/2034371]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]