تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من سينقذ المدير؟



المراسل الإخباري
09-29-2023, 05:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل سنوات طويلة عندما كنت أعمل في إحدى الشركات الدولية، حضرت اجتماعاً مع الرئيس التنفيذي وكان يبدو منهكاً ومتعباً، احتد النقاش وقام أحد المديرين يعاتب الرئيس التنفيذي لأنه تأخر في تحقيق عدد من الوعود التي قطعها على الفريق، من جانبي طرحت عدداً من الأسئلة التي لم أجد لها جواباً شافياً، بعد الاجتماع، قام أحد التنفيذيين باصطحاب ذلك المدير وأنا معه لقاعة أخرى ليقول لنا: "لا تقسوا على الرئيس التنفيذي، ففيه ما يكفيه من الضغوط والهموم مع ملاك الشركة ومجلس الإدارة، وأخشى أن ينهار في أي لحظة!".. وفعلاً، لم تمر فترة طويلة قبل أن يغادر ذلك الرئيس التنفيذي الشركة بعد أيام عصيبة عاشتها الشركة.
لا شك في أن هناك فرقاً كبيراً بين أن تكون في مقعد القيادة وبين أن تكون راكباً يتفرج على قائد المركبة. تفاجأت مرة بأحد زملائي في العمل يتحدث إلي بعد أن توليت منصب القيادة في إحدى المنظمات: "نعرف تماماً حين تواجه تحديات صعبة، فعيونك وملامح وجهك لا تكذب مهما حاولت أن تخفيها بقناع من الابتسامات والهدوء!". من السهل هنا أن أقول إنه على المدير أن يكون متماسكاً رابط الجأش دوماً ولا يبدي شيئاً مما يعتريه لكي لا يقلق فريقه ومن حوله سبب حالته. ولكن الأمر هنا شبيه بالشركات والدول التي تحرص على تحسين سمعتها والصورة الذهنية الخاصة بها وتبذل في سبيل ذلك الجهود الكبيرة. ولكن في الحقيقة، ما ينبغي تحسينه أولاً هو الواقع وليس الصورة. الفرق هنا كما هو حال من يحسن صورته ببرامج تعديل الصور (الفوتوشوب) ومن يمارس الرياضة ويتبع نظاماً صحياً في الأكل ليحافظ على صحته ورشاقته.
وبالعودة لحالة المدير، فمن المهم جداً أن يحرص المديرون القادة في الحفاظ على أنفسهم وصحتهم واستقرارهم النفسي لأن ذلك صمام الأمان للمنظمات التي يقودونها. ولعل أبسط مثال هو حالات الطوارئ في الطائرات والتي تطالب الركاب بوضع قناع الأكسجين أولا بأنفسهم ومساعدة الآخرين بعد ذلك للبس أقنعة الأكسجين.
بالنسبة لي فلا أتردد في بعض الاجتماعات عندما يكون ذهني مشغولاً وتفكيري منصباً على مواضيع أخرى مهمة ومستعجلة أن أسأل الفريق عما إذا كان من الممكن تأجيل البت في ذلك الملف ليوم واحد كي أضمن أنني في أفضل وضع مناسب لاتخاذ القرار بعيداً عن تأثير الانفعالات أو الضغوط المفاجئة. وفي كل الأحوال أن تتأخر ليوم واحد مقابل اتخاذ قرار أفضل، خير من الاستعجال واتخاذ قرار يمكن أن تندم عليه لاحقاً، فبدون ذهن صاف وصحة جيدة فلن يكون من السهل اتخاذ القرارات الصحيحة والحاسمة.
وختاماً، عندما تصبح مديراً أو مسؤولاً، فلكي تتمكن من إنقاذ منظمتك وفريق عملك والنهوض بهم فعليك أولاً إنقاذ نفسك من الأمراض والضغوط النفسية وغيرها من المشكلات والتحديات، لأنه كما أن العقل السليم في الجسم السليم، فالإنجازات العظيمة تتطلب القائد العظيم ذي العقل السليم والجسم القويم والخلق الكريم.




http://www.alriyadh.com/2035300]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]