المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسمّى "السعودية"، وستبقى..



المراسل الإخباري
10-01-2023, 03:30
http://www.alriyadh.com/media/thumb/98/a1/800_adec418ec6.jpg لم يبالغ مراسل إحدى المحطات التلفزيونية العالمية عندما اختزل ما شاهده خلال جولته في المملكة ذاته بالقول: بأنك أمام ورشة عمل عملاقة لا يهدأ إيقاعها، تتناثر عبرها روافع الإنشاءات في كل اتجاه تشق عنان السماء، لترسم لوحة فُسَيْفِسَائية من المشاريع متعددة الألوان والتي تصنع بدورها المشهد الجديد للمملكة.
هذه اللوحة لن تخطئها عين من يسير في طرقات مدن المملكة، وستطرب آذانه لإيقاعها، وحتمًا لن تفارق ملامحه الدهشة وهو يتابع وعن كثب أي تطور تحياه المملكة في ظل رؤيتها الواعدة التي تطوي الزمن للحاق بركب التقدم والريادة، بل ووضعت نفسها وباختيارها في مواجهة تحدي عنوان: نحن نستطيع! لأنها أدركت طالما امتلكت العزيمة والهمّة العالية فإنك قادر على مقارعة المستحيل، ومنازلته بل واكتساحه.
روافع الإنشاءات تلك ليست كل الحكاية، بل هي وجه من أوجه اللوحة الكاملة، ومجرد قطعة من قطع "البازل" التي تشكل فيما بينها ملامح مستقبلنا. فهناك روافع أهم وأكثر صلابة تتمثل بتلك الهمم التي على أكتافها صُنعت المعجزة، وبفضلها تعالت الطموحات وتكاثرت فصول الإنجازات، وتسارعت التحولات، وأمام إصرارها انصاعت التحديات، وأعادت صقل مخزونات المملكة وإرثها العميق لتقدّمه أمام العالم بأبهى صوره، كاشفة عن الوجه الحقيقي لبلادٍ تسير مع التاريخ بخطين متوازيين، يميل أحدهما نحو الآخر مع كل طرفة عين.
ما ميّز رؤية 2030، لم يكن بنائها الاستراتيجي القائم على التطلعات الاقتصادية والتنموية والتي دفعت بموقع المملكة إلى صدارة مؤشرات النمو العالمية فحسب، بل أن جوهر قوتها والتي منحها تلك الطفرة من الإنجازات القياسية قدرتها الفائقة على تقديم نموذج إنساني وعالمي لمفهوم "ثورة التغيير" من خلال وصفة تراعي كافة أطراف المعادلة ولا تستثني أي من التفاصيل.
فبمرافقة المشاريع العملاقة التي تمهد الطريق أمام نهضة سياحية واقتصادية وإنتاجية غير مسبوقة من مطارات، وتطوير جزر، ومشاريع قطارات، واستحداث المدن الذكية، وتشييد المدن الترفيهية والواحات السياحية، لم تغفل الرؤية عن بناء الإنسان وتمكين المرأة وتحفيز المواهب وإعلاء شأن الثقافة والفنون، وصولًا إلى البيئة وهو الملف الذي أثمر عن أضخم مشروع أخضر في العالم لمقاومة التصحر والتشجير من خلال مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، لنكتشف أمام ذلك كله أننا أمام مشروع متكامل ومتماسك الأطراف، ليبقى الأهم من ذلك إعادة إحياء الهوية السعودية في قلوب المواطنين، وبث روح المسؤولية والتشاركية في نفوس كافة أبناء الوطن فكلّنا مسؤولون ولكل منّا دوره في ملحمة المجد التي تسعى الرؤية إلى تسطيرها لترسيخ مكانة بلادنا ضمن الصفوف الأولى للأمم.
إن ورشة البناء والإنتاج التي تحياها المملكة على قدم وساق على كل الأصعدة، نجحت في تفكيك الكثير من الهواجس وفي إذابة العديد من الحواجز النفسية منها والمادية التي كانت تقف عائقًا أمام خطوات التقدّم والريادة، ودشّنت أمام الجميع نوافذ التنفّس والتفكّر والتدبّر، لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح فمن يعمل يبدع ومن ينتظر يفوته قطار التطور. وأمام القرارات الشجاعة والجريئة لمهندس الرؤية وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وجد السعوديون أنفسهم مندفعون اندفاعًا لتعويض ما فاتهم وإثبات قدراتهم على العمل والإبداع والابتكار، لذلك لم يكن غريبًا أن تكون النتيجة حصاد الأرقام القياسية وتحقيق القفزات النوعية، لأن السير ببطئ حتمًا لم يعد خيارًا ملائمًا أمام علو الطموحات.
لقد انتقلت بلادنا من مرحلة التنظير إلى مرحلة الإنجاز ولم تعد تجيد سوى مهارة تحطيم الأرقام القياسية واعتلاء منصّات التتويج وحصاد شهادات التقدير والتميز، ولم يعد يشغلها ما هو ممكن بقدر تحفّزها الدائم لصناعة الفارق، وأن خارطة الطريق التي خطّتها "الرؤية" تبشّر بمستقبل زاهر، يرسّخ مجد "السعودي" ويعيد اكتشاف مملكة كانت تسمى "السعودية" وستظل تسمّى "السعودية".




http://www.alriyadh.com/2035557]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]