المراسل الإخباري
10-03-2023, 03:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الحوار هو الذي يتكون منه نسيج المسرحية وهو الذي يعطيها قيمتها الأدبية، وهو ينبع من الموقف الذي لا يمكن أن يتجاهله الكاتب أو ينساه لينطلق في التعبير عن خواطره ومشاعره الخاصة، وذلك لأن الحوار الدرامي موضوعي بطبيعته ويجب أن يظل موضوعاً، ومن المؤكد أن أهمية الحوار في المسرحية تكمن في كونه أداة للتعبير، لذا حرص الكتاب على البوح الدرامي على لسان شخصياتهم بحوارات قد تغطي في كثير من الأحيان على الأحداث والقصة، ولأن الحوار له ميزة الوضوح والتحديد في معرفة الطابع الدرامي، فإن عيوبه التي تظهر وظهرت في كثير من المسرحيات المحلية تتضح في انزلاق الكاتب بشخصياته إلى أسلوب الخطابة والإلقاء المباشر، أو المناقشة الذهنية أو الجدل العقلي، وهذه الأخطاء تظهر بنوع خاص عند الكتاب غير المتمرسين في فن الكتابة المسرحية ويهدفون إلى إيصال فكرة أو رسالة معينة، على نحو ما شاهدناه في كثير من المسرحيات، يأتي فيها البناء في الحوار ثرثاراً خالياً من المضمون السيكولوجي أو الاجتماعي، كما أن بناء الحوار الدرامي في المسرحية المحلية يكون ذا مسارين، المسار الأول: اللهجة العامية.. والثاني هو: اللغة العربية الفصحى، وقد ظهرت مسرحيات وهي تمثل السواد الأعظم بحوارات ذات لهجة عامية خاصة عند من يكتبون مسرحيات كوميدية وتراجيدية عصرية اجتماعية، لأن أصحاب هذا المسار يرون أن اللهجة العامية هي وحدها الصالحة لكتابة الحوار في مثل هذه المسرحيات، كما أن كتابتها بالعامية تلقى استجابة واسعة من الجمهور الذي يرى فيها عندئذ حياته العقلية وينفعل معها بلغة تلك الحياة، أما الذين كتبوا للمسرح وبحوار فصيح وهم قلة يرون أن اللغة الفصحى تساعد في الحفاظ على مستوى ذهنية المتلقي وتطوره وتحافظ على تراثه، ولا شك أن الفصحى تستطيع أن تعبر بعمق ونفاذ عن لسان حال الشخصيات في حوار أدبي متين، وهي لغة القرآن التي يجب الحفاظ عليها حفاظاً على الدين نفسه وتستطيع المسرحية الفصحى الوصول بمضامينها وشخصياتها إلى مناطق خارج المحلية في محيطنا العربي، بينما تظل اللهجة المحلية محصورة الفهم داخل إطار المحلية. إن الحوار هو الكلمة، والمسرح كلمة منذ بدأ ومازال، ورغم تراجع هذا الأساس في بعض المسرحيات المحلية كما يحدث من بعض الأعمال وهي قليلة، إلا أننا نؤكد على ما تعلمناه بأن المسرح كلمة وحوار، رغم ظهور بعض الاتجاهات الفنية تحاول طرد الكلمة من على الخشبة والاكتفاء بلغة الجسد والموسيقى والتشكيل إلا أن هذه الاتجاهات حتى الآن سارت في طريق مسدود كالمستظرف الذي يدعي أنه ظريف، لقد ظل الحوار وظلت الكلمة في المسرح المحلي هي حجر الأساس في البناء المسرحي والعمود الفقري في العمل مسرحي ككل، ومع الكلمة ظهرت إلى جانبها الإضاءة والديكور والمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية، إلى باقي العناصر المسرحية الأخرى.
http://www.alriyadh.com/2035876]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
http://www.alriyadh.com/2035876]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]