المراسل الإخباري
10-08-2023, 03:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
في عصرنا هذا المشحون بموارد المعلومات في الفضاء والبر والبحر حري بالعاقل فضلًا عن المسلم أن ينتقي المورد قبل إعمال السمع والبصر لتنقية المعلومة، فليس كل مورد معلومة وكل منصة وكل قناة وكل موقع يجب أن تدخله لتعمل فيه نقدك وبصرك، لا، فكثير، بل والأكثر مما نراه ونسمعه لا يستحق ولا ينبغي للعاقل أن يضغط أيقونة الدخول أصلاً..
وهب الله الإنسان السمع والبصر والفؤاد كغيره من كثير من سائر مخلوقاته، ولكنه ميزه عن سائرها بخاصية أن جعل تلك النعم أدوات للعقل في تتبعه وانتقائه المعلومات المكتسبة التي لا تشترك فيها معه سائر المخلوقات غير المخاطبة بكتاب ولا مخصوصة برسل وتكليف.
وفي التنزيل آيات كثيرة تدلل على أن تلك الأدوات هي المسؤولة حقيقة عن تصرفات الخلق «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً». وفي وصفه العقلاء من خلقه قال سبحانه «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه»، ولا يقتصر ذلك على السمع، فالمشاهدة أيضًا تخضع لنفس الميزان، والقراءة كذلك.
وما يرد على السمع وعلى البصر وعلى الفؤاد أشياء كثيرة لا تحصر، فهناك قبل التدقيق والتمحيص والنقد والأخذ في المسموع والمشاهد والمقروء، هناك حكم عام من نظرة عامة تحكم على الشيء جملةً من حيث الاستحقاق وقرار إخضاعه لميزان الاستماع والقراءة والمشاهدة، فكثير من موارد المعلومة لا تستحق الوقوف عندها، ولا تستحق إعطاءَها الوقت للحكم على تفاصيلها، وفي ذلك جاءت أدبيات القرآن «وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه»، »وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً»، «وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره» فمثل هذه الموارد لا تستحق أن يقف العاقل عندها ويلقي لها سمعه وبصره وفؤاده.
وحين كان مشركو العرب يدركون حقيقة التأثير الإعلامي المسموع حاولوا جاهدين أن يصنفوا "سماع القرآن" من الموارد التي لا يلقى لها السمع والبصر، وهذا شأن الصراع بين الحق والباطل مذ خلق الله السماوات والأرض «وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون».
وفي عصرنا هذا المشحون بموارد المعلومات في الفضاء والبر والبحر حري بالعاقل فضلًا عن المسلم أن ينتقي المورد قبل إعمال السمع والبصر لتنقية المعلومة، فليس كل مورد معلومة وكل منصة وكل قناة وكل موقع يجب أن تدخله لتعمل فيه نقدك وبصرك، لا، فكثير، بل والأكثر مما نراه ونسمعه لا يستحق ولا ينبغي للعاقل أن يضغط أيقونة الدخول أصلاً، فهنا منهجية الإعراض حفاظًا على الوقت وعلى المال وعلى الجهد في بذله فيما لا يستحق يجب أن تفعل عند كل ذي عقل، والعاقل لا يقدر أن يستوعب بسمعه وبصره كل ما هو جميل وطيب، فضلاً عن أن يمضي في تتبع كل ما سمع ورأى، ولكن ينتقي الأطيب من الطيب والأجمل من الجميل والأحسن من الحسن، وأيضًا عليه هنا مسؤولية كبيرة خاصة أولئك من حملهم الله مسؤولية ورعاية في إدارة أو أسرة أو مدرسة ووكلت له مهمة من هذا النوع، مسؤوليته في انتقاء النافع والأنفع، ولا أعني هنا ما يعنيه أولئك ممن ضيقوا على العباد في مباحات جعلوها من المحرمات، أو خلافيات جعلوها من الثوابت والقطعيات! إنما أعني انتقاء المعلومة والتوعية والإرشاد الذي ينتفع به في بناء المرء نفسه وتعلم دينه، ونفع وطنه بعيدًا عن الاسترسال فيما لا يعود عليه بالنفع الملموس في الدنيا ولا في الآخرة!
وباب اللهو والفسحة والترويح عن النفس والاستجمام بعد عناء هذا شيء لا بد منه، ولكن يقدر بقدره، والأهم في ذلك كله أن نجعل نصب أعيننا أينما توجهت أسماعنا وأبصارنا قول الله تعالى «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً». وأن لا يغيب عن فكرنا ما نسمعه في خطب الجمعة دوماً «إن الله كان عليكم رقيباً». هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/2036776]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
في عصرنا هذا المشحون بموارد المعلومات في الفضاء والبر والبحر حري بالعاقل فضلًا عن المسلم أن ينتقي المورد قبل إعمال السمع والبصر لتنقية المعلومة، فليس كل مورد معلومة وكل منصة وكل قناة وكل موقع يجب أن تدخله لتعمل فيه نقدك وبصرك، لا، فكثير، بل والأكثر مما نراه ونسمعه لا يستحق ولا ينبغي للعاقل أن يضغط أيقونة الدخول أصلاً..
وهب الله الإنسان السمع والبصر والفؤاد كغيره من كثير من سائر مخلوقاته، ولكنه ميزه عن سائرها بخاصية أن جعل تلك النعم أدوات للعقل في تتبعه وانتقائه المعلومات المكتسبة التي لا تشترك فيها معه سائر المخلوقات غير المخاطبة بكتاب ولا مخصوصة برسل وتكليف.
وفي التنزيل آيات كثيرة تدلل على أن تلك الأدوات هي المسؤولة حقيقة عن تصرفات الخلق «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً». وفي وصفه العقلاء من خلقه قال سبحانه «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه»، ولا يقتصر ذلك على السمع، فالمشاهدة أيضًا تخضع لنفس الميزان، والقراءة كذلك.
وما يرد على السمع وعلى البصر وعلى الفؤاد أشياء كثيرة لا تحصر، فهناك قبل التدقيق والتمحيص والنقد والأخذ في المسموع والمشاهد والمقروء، هناك حكم عام من نظرة عامة تحكم على الشيء جملةً من حيث الاستحقاق وقرار إخضاعه لميزان الاستماع والقراءة والمشاهدة، فكثير من موارد المعلومة لا تستحق الوقوف عندها، ولا تستحق إعطاءَها الوقت للحكم على تفاصيلها، وفي ذلك جاءت أدبيات القرآن «وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه»، »وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً»، «وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره» فمثل هذه الموارد لا تستحق أن يقف العاقل عندها ويلقي لها سمعه وبصره وفؤاده.
وحين كان مشركو العرب يدركون حقيقة التأثير الإعلامي المسموع حاولوا جاهدين أن يصنفوا "سماع القرآن" من الموارد التي لا يلقى لها السمع والبصر، وهذا شأن الصراع بين الحق والباطل مذ خلق الله السماوات والأرض «وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون».
وفي عصرنا هذا المشحون بموارد المعلومات في الفضاء والبر والبحر حري بالعاقل فضلًا عن المسلم أن ينتقي المورد قبل إعمال السمع والبصر لتنقية المعلومة، فليس كل مورد معلومة وكل منصة وكل قناة وكل موقع يجب أن تدخله لتعمل فيه نقدك وبصرك، لا، فكثير، بل والأكثر مما نراه ونسمعه لا يستحق ولا ينبغي للعاقل أن يضغط أيقونة الدخول أصلاً، فهنا منهجية الإعراض حفاظًا على الوقت وعلى المال وعلى الجهد في بذله فيما لا يستحق يجب أن تفعل عند كل ذي عقل، والعاقل لا يقدر أن يستوعب بسمعه وبصره كل ما هو جميل وطيب، فضلاً عن أن يمضي في تتبع كل ما سمع ورأى، ولكن ينتقي الأطيب من الطيب والأجمل من الجميل والأحسن من الحسن، وأيضًا عليه هنا مسؤولية كبيرة خاصة أولئك من حملهم الله مسؤولية ورعاية في إدارة أو أسرة أو مدرسة ووكلت له مهمة من هذا النوع، مسؤوليته في انتقاء النافع والأنفع، ولا أعني هنا ما يعنيه أولئك ممن ضيقوا على العباد في مباحات جعلوها من المحرمات، أو خلافيات جعلوها من الثوابت والقطعيات! إنما أعني انتقاء المعلومة والتوعية والإرشاد الذي ينتفع به في بناء المرء نفسه وتعلم دينه، ونفع وطنه بعيدًا عن الاسترسال فيما لا يعود عليه بالنفع الملموس في الدنيا ولا في الآخرة!
وباب اللهو والفسحة والترويح عن النفس والاستجمام بعد عناء هذا شيء لا بد منه، ولكن يقدر بقدره، والأهم في ذلك كله أن نجعل نصب أعيننا أينما توجهت أسماعنا وأبصارنا قول الله تعالى «إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً». وأن لا يغيب عن فكرنا ما نسمعه في خطب الجمعة دوماً «إن الله كان عليكم رقيباً». هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/2036776]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]